خلال البرنامج الدوري في قاعة التحرير

مكتوب: 4 أسباب أفشلت التهدئة و3 أهداف عسكرية حققتها مسيرات العودة

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت/خاص

استعرض مختصون بالمجالين الأمني والاسرائيلي، الأهداف التي حققتها مسيرة العودة والاسباب التي حالت دون قطف الثمار السياسية لها حتى هذه اللحظة، والتي أدّت لإحباط مساعي التهدئة.

جاء ذلك في ندوة عقدتها صحيفة "الرسالة" ضمن برنامجها الدوري "في قاعة التحرير" بمشاركة الدكتور هشام المغاري الخبير في المجال الأمني والدكتور صالح النعامي الخبير في الشأن الاسرائيلي، في قراءة لمسيرات العودة واستشراف لمالاتها.

الدكتور النعامي، شرح الأهداف الاستراتيجية التي حققتها المسيرات في التقدير الاستراتيجي (الإسرائيلي) لبيئة الصراع، موضحًا أن الاحتلال كان ينظر لغزة وفق توصيفه الاستراتيجية بـ"أنها بيئة للعدو المثالي".

وذكر أن هذا التوصيف يطلق على العدو من حيث القوة الظاهرة ولكنه من الضعف بمكان بحيث يستجيب لآليات الردع.

وأوضح أن اسرائيل كانت تعتقد أنها فرضت قواعد اشتباك مثالية، "بحيث التزمت حماس بعدم القيام بأي عمل عسكري وكانت تعتبر ان هذا الامر من مخرجات الردع الذي تراكم من خلال الحروب الاخيرة على غزة".

وأشار إلى أنه مع حراك العودة تغيرت بيئة الصراع، حيث جرى تحول على اليات الصراع واوجدت قواعد اشتباك مختلفة، "فأصبح القصف يقابل بآخر".

وأوضح أن من بين الاهداف التي تحققت أن الحراك الزم (إسرائيل) بضرورة البحث عن مخرج لحالة الحصار، بعدما حصر الحل عبر المصالحة.

ولفت إلى أن أحد أهم المآخذ التي قدمها تقرير مراقب الدولة على قيادة الاحتلال في الحرب الاخيرة، اطالة امد الحرب، اضافة الى انعدام اليقين حول الجبهة الشمالية، وعدم وجود طرف ثالث يتولى مقاليد الحكم في غزة حال القضاء على حركة حماس.

وبيّن أن المسيرات دفعت بعض الاصوات (الإسرائيلية) لمطالبة الحكومة بتبني سياسة الجزرة الى جانب سياسة العصا، لا سيما وأنها مسّت بالمكانة الدولية (لإسرائيل).

أما عن اسباب فشل التوصل لتهدئة، فأوضح أن هناك 3 اسباب تتلخص فيها الحالة، أهمها أن اسرائيل ليست الطرف الوحيد في معادلة فرض الحصار، حيث أن السلطة أحد أضلع الحصار ورفعه ا يتطلب تنسيق معها.

ولفت إلى ضرورة العمل على تغيير قناعة أبو مازن اتجاه المصالحة أو تحييده عن هذا الملف.

والسبب الثاني أن حماس ليست القوة الوحيدة المعادية للاحتلال وهي تعتبر الأضعف في دائرة الاخطار والاعداء بالنسبة لإسرائيل، ولا يمكن مقارنتها بحزب الله وإيران.

ويتمثل السبب الثالث في الخلاف الذي نشب داخل المؤسسة الامنية والعسكرية الاسرائيلية حول التوصل لاتفاق تسبب بوقفه، فقد كان الشاباك رافضا وبقوة للتوصل لأي اتفاق، "فرغم انه أصغر الاجهزة الا أنه المسؤول عن محاربة المقاومة الفلسطينية وتوصياته يأخذ منه المستوى السياسي قراره".

اما السبب الرابع فيعود للاعتبارات الداخلية والصراعات داخل الكيان، والتي غالباً ما يهتم بها الاحتلال ويغليها على أي اعتبارات خارجية.

السبب الخامس هو الانتخابات المبكرة لدى الاحتلال والتي من الممكن أن تجري الشتاء القادم وهي أحد الأسباب التي قد تحفز نتانياهو للوصول لتهدئة في غزة حتى يضمن الهدوء والاستقرار قبل الدخول في انتخابا.

وأيده الخبير في المجال الأمني هشام المغاري، الذي أكدّ ضرورة عدم الاستعجال بقطف الثمار السياسية للحالة الشعبية، مشيرا الى ان نضوج اهداف المقاومة المدنية يحتاج لوقت.

وذكر المغاري أنّ مسيرات العودة فرضت المقاومة المدنية كأحد الخيارات الفاعلة في ادوات التأثير والنضال الفلسطيني، بعدما كانت لوقت مهمشة.

كما أشار إلى ان المسيرات اقنعت الفلسطينيين بجدوى وجدارة العمل الوطني المشترك بعد سنوات من الاخفاق في التوصل لحالة نضالية تكاملية بين القوى السياسية على هذا النحو.

ونجحت قوى المقاومة عقب مسيرات العودة في تشكيل غرفة عمليات عسكرية موحدة بين فصائل المقاومة.

وأوصى بضرورة تحسين الاداء التفاوضي محذرًا مما أسماه من استراتيجية "السقوف المتتالية" التي تنتهجه بعض الاطراف الوسيطة لتقليل المكتسبات والمنجزات السياسية.

ونبه إلى ضرورة الحذر من سياسة الاحتلال القائمة على "قضم الاهداف العسكرية بشكل تدريجي"، وذلك من خلال تبني استراتيجية فلسطينية موحدة تواجه الموقف.

 

البث المباشر