قائمة الموقع

مكتوب: ما بعد خطابه بالأمم المتحدة.. عباس أمام ثلاثة خيارات

2018-10-02T07:32:34+03:00
صورة
غزة- محمد عطا الله

يبدو أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يقف أمام مفترق طرق بعد نزوله عن منصة الأمم المتحدة والقائه كلمة أمام الجمعية العامة، استجدى من خلالها (إسرائيل) بالعودة للمفاوضات في أي وقت، فيما منح حركة حماس فرصة أخيرة للمصالحة وتوعد بفرض مزيد من العقوبات على قطاع غزة.

ويمكن القول إن ثلاثة خيارات مطروحة أمام توجهات عباس بعد عودته من نيويورك، أولها ما يتعلق بملف "المصالحة" الذي اعتبر أن ما تبقى منها جولة أخيرة ستنتهي في غضون الايام القادمة، "وبعد ذلك سيكون لكل حادث حديث" في اشارة تهديد ووعيد بفرض المزيد من الاجراءات الانتقامية ضد القطاع، والتي بدأها منذ شهر مارس من العام الماضي.

أما الخيار الثاني فهو ما ألمح إليه أبو مازن في خطابه حول عقده المجلس الوطني والمركزي وإلزامه بقرارات قد يتخذها يعكس نيته بدعوة المركزي مجددا إلى الانعقاد، والتلويح بتنفيذ القرارات السابقة فيما يخص العلاقة مع الاحتلال أو حتى قضايا غزة.

وهو ما دلل عليه حديث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محيسن، بأن عباس قد يدعو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لوضع آليات لتنفيذ القرارات السابقة للمجلسين المركزي والوطني فيما يتعلق بالعلاقة مع (إسرائيل) والتصدي للسياسية الأمريكية.

ويتمثل الخيار الثالث في المراوحة في ذات المكان. فمن الواضح أن عباس سيستمر في توسله للإدارة الأمريكية للتراجع عن قرارتها الأخيرة بشأن القدس واللاجئين والاستيطان؛ بذريعة إنقاذ عملية السلام وتحقيق الأمن والاستقرار للأجيال المقبلة في المنطقة، على حد وصفه.

طريق مظلم

ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي د. نعيم بارود أن خطاب عباس "الهزيل" دفع 80% من الرؤساء والحاضرين الذين استقرأوا ما سيتحدث به، وغادرو القاعة قبل بدء الخطاب الذي ابتعد فيه عن شعبه وتوعده فيما تقرب لـ(إسرائيل).

ويستبعد بارود في حديثه لـ"الرسالة نت" أن يتجه عباس لفرض المزيد من العقوبات على قطاع غزة رغم تلويحه بالعصى الغليظة للقطاع، مرجعا ذلك إلى أنه سيفكر كثيرا بهذا الأمر بعد نصيحة وزيرة خارجية الاحتلال السابقة تسيبي ليفني له بأن فرض المزيد من العقوبات سيولد الضغط اتجاه (إسرائيل).

ويتوقع أن تبقى الأمور في القطاع على ما هي عليه، مشيرا إلى أن أبو مازن لن يتجه لعقد المجلس المركزي من أجل رأب الصدع وتحقيق المصالحة أو حتى تنفيذ القرارات السابقة بشأن العلاقة مع الاحتلال والإدارة الأمريكية.

ولفت بارود إلى أن رئيس السلطة عاجز عن وقف التنسيق الأمني الذي يعتبره رئة يتنفس منها، فيما سيستمر في السير بطريقه المظلم وتحقيق هدفه خلال الفترة المقبلة بتمزيق القضية الفلسطينية وحتى حركة فتح، ويعمل مع الإسرائيليين على إنهاء القضية بشكل كامل وفق ما أوضحته وثيقة عباس بيلين.

عودة للمصالحة

ويرى الكاتب والمحلل السياسي د. تيسير محيسن أن الأمور بعد خطاب عباس تتجه نحو إعادة العربة لسكة القطار، متوقعا أن تلعب مصر دورا مهما في تحقيق المصالحة خلال الأيام القليلة القادمة وتقريب وجهات النظر بين الأطراف الفلسطينية؛ لتفكيك أزمات غزة بعد تراجع مسار التهدئة وربطه بالمصالحة.

ويضيف محيسن لـ"الرسالة نت" أن تفعيل "المصالحة" امر ضروري ومتطلب أساسي يمكن أن نلمسه من خلال مغادرة وفد حماس المكون من 30 شخصية ستقوم ببحث حقيقي لقضية التمكين وغيرها من الملفات الرئيسية.

وعن قراءة فتح لموقف حركة حماس في ظل تعقد أزمات قطاع غزة، فإنه توقع أن تزيد حركة فتح من صلابة وتشدد موقفها والتمسك بشروطها كـ "التمكين" وغيرها من المصطلحات التي تطلقها، فيما ستبقى الكرة في ملعب مصر ومدى ثقل الضغط التي ستدفع به لمحاولة جسر الهوة في هذه القضية.

وعلى خلاف سابقه فإن محيسن يتوقع أن يذهب عباس لاستدعاء المجلس المركزي في محاولة لإضفاء طابع "الشرعية" على ما تحدث به في الأمم المتحدة بشأن تفرد أمريكا بمشروع التسوية والعودة للمفاوضات مع الاحتلال أو التعامل مع غزة.

اخبار ذات صلة