رفح- هادي إبراهيم- الرسالة نت
يخرج عبد الحميد أحمد وأطفاله دون وعي من منزلة عندما يشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر.
وعاشت عائلة الفلسطيني أحمد التي تقطن في حي البرازيل المطل على الشريط الحدودي الأسبوع الماضي أسوء أيامها جراء تكثيف الطيران الحربي الإسرائيلي لغاراته على الأنفاق الأرضية.
وقذفت تلك الغارات الرعب في قلوب سكان الشريط الحدودي والعاملين في الأنفاق الرعب لاسيما مع تزايد سقوط الضحايا.
وكان فلسطينيان استشهدا الأسبوع الماضي داخل نفق أرضي. وسقط آخرون خلال الأسابيع الماضية بفعل القصف الإسرائيلي الذي بدأ خلال الحرب "البربرية" على القطاع في الشتاء الماضي.
ويعاني قرابة 170 ألف فلسطيني يعيشون في مدينة رفح الحدودية من أثار تلك الغارات لكن أكثر المتضررين سكان الأحياء المتاخمة للحدود.
وقال الفلسطيني أحمد الذي كان يسير خلال ساعات الليل مع أفراد أسرته في أزقة مخيم رفح هربا من القصف الإسرائيلي: "ربنا يخلص من اليهود ... بكفي تشريد وترويع الولد بطل ينام".
ويضطر هذا الرجل الذي يعيل أسرة مكونة من سبعة أفراد إلى إخلاء منزلة كلما توارد معلومات حول نية الطيران الحربي الإسرائيلي مهاجمة الأنفاق التي تزايدت بعد تشديد الدولة العبرية الحصار على قطاع غزة.
وأحمد يبلغ من العمر (42 عاماً) لكنة يعتقد أن الحياة على الحدود باتت صعبة جداً في ظل الغارات الإسرائيلية التي لا تتوقف.
وتزعم (إسرائيل) أن غاراته تأتي رداً على الصواريخ التي تطلق من غزة باتجاه البلدات الإسرائيلية المتاخمة للقطاع الساحلي.
ويرفض أحمد أبو القمبز مغادرة منزلة رغم التحذيران الأمنية التي تدعو السكان والعاملين في الأنفاق بضرورة إخلاء منطقة الشريط الحدودي خشية الغارات الإسرائيلية.
وقال أبو القمبز (33 عاماً) لـ"الرسالة" بينما كان عدد من جيرانه في حي السلام يغادرون منازلهم إثر وردود أنباء حول قصف إسرائيلي محتمل: "الجميع يهربون ولكنهم يعدون (..) يجب عليهم أن لا يتركوا منازلهم".
ويضيف "اليهود سيعودن إلى قصف منازلنا إذا تركناها فارغة (..) يجب أن نسمح لهم بذلك إنهم إرهابيون ويفعلون كل شيء".
وعاش سكان الشريط الحدودي المعاناة خلال سنوات انتفاضة الأقصى التي اندلعت في الثامن والعشرين من أيلول/ سبتمبر للعام 2000.
ودمرت جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال تلك السنوات آلاف المنازل على الشريط الحدودي البالغ طوله 13 كيلو متر.
ويقول سكان لـ"الرسالة": إن الغارات باتت تشكل لهم ولأطفالهم "إرهاب يومي".
وطالب محمود قشطة الذي فقد منزله بفعل غارة إسرائيلية خلال الحرب الأخيرة المنظمات الحقوقية الدولية بالعمل على وقف تلك الغارات.
ويعيش قشطة (55 عاماً) في جزء من منزله المدمر لكنه يغادره عندما توارد أنباء حول إمكانية حدوث غارات إسرائيلية.
وقال: "القصف شيء بشع لا أذكر متى أغمضت عيني دون أن أودع أهلي فأصبحت أخاف من أن يأتي الغد ونكون تحت الركام إن لم يكن من القصف فم تصدع المنازل".