اعتبر ناشطون حقوقيون ومعارضون سعوديون أن تصفية الكاتب الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية، دليلا على وصفوه بـ"التوحش" الذي باتت تمارسه السلطات السعودية إزاء معارضيها.
وقال الناشط الحقوقي السعودي يحيى عسيري للجزيرة تعليقا على الأنباء عن تصفية خاشقجي عقب دخوله القنصلية الثلاثاء الماضي، إنه باتت هناك "منظومة توحش رهيب" داخل المملكة.
وأضاف عسيري أن الأنباء عن قتل الكاتب الصحفي تشير إلى أن الأوضاع بلغت مرحلة خطيرة، وتعكس شدة تهور النظام السعودي وارتباكه، بحسب تعبيره.
وتابع أن خاشقجي -الذي كان يكتب مقالات في صحيفة واشنطن بوست الأميركية- وآخرين كان باستطاعتهم أن ينسفوا الحملات الدعائية التي يقوم بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للترويج لنفسه كشخصية إصلاحية، وأنه لهذا السبب بات خاشقجي وأمثاله يشكلون خطرا على النظام في السعودية.
وتساءل الناشط السعودي عما إذا كان المجتمع الدولي قادرا على التصدي للممارسات التي تقوم بها السلطات السعودية ضد معارضيها في الداخل والخارج.
من جهته، قال الناشط الحقوقي السعودي عبد العزيز المؤيد منسق حركة "مواطنون بلا قيود" -للجزيرة- إنه لا جديد في الرسالة التي بعثت بها السلطات السعودية عبر استهداف حياة الكاتب الصحفي جمال خاشقجي في تركيا سوى أنها مستمرة في ارتباكها.
وأضاف أن الناشطين والمعارضين السعوديين يدركون أن السلطات تترصدهم، مطالبا بأن يكون هناك موقف حازم من المجتمع الدولي.
وفي الإطار نفسه، دعت منظمة "القسط" الحقوقية السعودية إلى تشكيل فريق أممي للتحقيق في اغتيال خاشقجي.
أما حساب "معتقلي الرأي" الذي يوثق عمليات الاعتقال ومختلف انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية، فوصف بدوره ما تعرض له خاشقجي بأنه تصعيد خطير في قمع السلطات السعودية للأصوات الحرة وإسكاتها.
وقال إن الوصول إلى مرحلة التصفية الجسدية يأتي بعد تصعيد الاعتقالات التعسفية والمنع من السفر ضد المئات من الأكاديميين والمفكرين والدعاة.