أعاد الوقود "القطري" الحياة إلى مولدات شركة توليد الكهرباء في قطاع غزة، بعد بدء تدفقه عبر معبر كرم أبو سالم أول أمس، الأمر الذي من شأنه أن ينعش ساعات وصل التيار الكهربائي ويخفف من حدة الأزمة القائمة.
ويعاني سكان قطاع غزة أزمة خانقة بسبب ضائقة الكهرباء، التي لا تزيد مدة وصلها يوميا عن 4 ساعات، الأمر الذي تسبب بخسائر اقتصادية كبيرة، وأثر على مناحي الحياة كافة في القطاع.
وأفاد موقع ريشت كان العبري بأن (إسرائيل) ضخت الوقود إلى قطاع غزة لمحطة توليد الكهرباء وسيتم ضخ المزيد تدريجيا. ونقل الموقع العبري عن مصادر فلسطينية رفيعة قولها إن هذه الخطوة لم تتم بعلم السلطة الفلسطينية أو بموافقتها.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أنه في نهاية الأزمة الحادة مع السلطة-(إسرائيل) بدأت الأخيرة في نقل الوقود إلى محطه توليد الكهرباء في غزة الثلاثاء الماضي.
وأوضحت الصحيفة العبرية أن 6 شاحنات دخلت تدريجيا أول أمس والهدف هو توفير ثماني ساعات من الكهرباء في اليوم الواحد، مشيرة إلى أن قطر تمول ذلك الوقود الإسرائيلي في الوقت الحالي لمدة 6 أشهر.
ونوهت إلى أن هذا الترتيب هو أهم جزء من وقف إطلاق النار مع حماس وقد حاولت السلطة منعه وفشلت.
ويأتي إدخال الوقود ضمن اتفاق تمت بلورته مؤخرًا يسمح لقطر بتمويل جزء من كهرباء قطاع غزة عبر توفير الوقود اللازم، ويتوقع أن يرفع ذلك ساعات وصل الكهرباء إلى الضعف، أي لثماني ساعات.
وجاء الاتفاق في إطار مؤتمر الدول المانحة الذي عقد مؤخرا في نيويورك وبموافقة إسرائيلية، وستقوم قطر بتمويل شراء الوقود لصالح محطة كهرباء القطاع.
مزيد من الخطوات
ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب أن التوجه الدولي إلى التخفيف من حدة الأزمة في قطاع غزة بدأ فعليا بتوريد الوقود كخطوة أولى، سيتبعه مزيد من الخطوات وستطال قطاعات كالكهرباء، والعمل والعمال، والموظفين، والتشغيل المؤقت، والصيد، والتصدير والاستيراد.
ويوضح الغريب في حديثه لـ"الرسالة" أن هذا التحرك الاممي جاء بعد وصول المصالحة إلى طريق مسدود وانعدام أي افق سياسي للتوصل الى حل وفي ظل الضغط الشعبي الذي تشكله مسيرات العودة، لافتا إلى أن هناك توجها دوليا حقيقيا للتخفيف من حدة الازمات وهي ممولة من قطر.
وبيّن أن التحرك بدأ أول أمس مع دخول الوقود القطري ويشمل مشاريع أخرى كإصلاح وترميم شبكة الكهرباء بغزة وإنشاء محطة تحلية كبيرة بالإضافة الى الحديث عن 10 الاف عامل سيعملون في الأراضي المحتلة وتوفير 5 الاف وظيفة مؤقتة وزيادة قوة الكهرباء ومساحة الصيد.
وعن مدى نجاح السلطة الفلسطينية في عرقلة هذا الأمر، أشار الغريب إلى أن هذه التحركات بدأت تتجاوز السلطة خاصة في ظل تصلب مواقفها بشأن التهدئة والمصالحة، وبعد أن أصبحت شريكة في الحصار والعقوبات التي تفرض على غزة.
ولفت إلى أن الرؤية الأممية جاءت لعدم تدهور الأوضاع خشية الانفجار الحقيقي اتجاه الاحتلال، متوقعا أن تنجح باقي الملفات والأيام القادمة ستكون أكثر إيجابية للتخفيف من حدة الازمات التي تعاني منها غزة.