انتشرت في الآونة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" صفحات تحمل أسماء فلسطينية تحرض الشبان الفلسطينيين في غزة على عدم المشاركة بمسيرات العودة التي انطلقت منذ في 30 من آذار/ مارس الماضي.
ومن الواضح أن مخابرات الاحتلال تقف خلف هذه الصفحات المشبوهة في محاولة منها لمنع المواطنين في غزة من المشاركة في المسيرات، خاصة بعد فشلها في التعامل معها، والغضب الدولي من استخدام أسلحة محرمة ضد سلميين منهم أطفال ونساء.
وتسعى هذه الصفحات لتحريض الشباب من خلال صور تظهر مصابي المسيرات أثناء تلقيهم العلاج في المستشفيات بالقطاع، مدعية أنهم يعانون إهمالا طبيا.
ويشارك منذ الـ 30 من آذار/ مارس الماضي، آلاف الفلسطينيين في مسيرات سلمية شرق القطاع؛ للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها في 1948 وكسر الحصار عن غزة.
**ضرب الحاضنة الشعبية
المختص في الشأن (الإسرائيلي) أيمن الرفاتي رأى أن هذه الصفحات المشبوهة التي تقف وراءها مخابرات الاحتلال، تأتي في سياق ضرب الحاضنة الشعبية الفلسطينية والضغط على المقاومة في غزة.
وأوضح الرفاتي في حديث لـ"الرسالة"، أن هذه الصفحات ضمن مخطط وزير الأمن "الإسرائيلي" أفيغدور ليبرمان الذي يريد أن يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الإعلام لتحريض المواطنين على المقاومة وحركة حماس في غزة.
وأشار إلى أن الاحتلال يريد أن يخرج الناس ضد حركة حماس في غزة، وهذا كان واضحًا خلال تصريحات ليبرمان الأخيرة بأنه "يسعى جاهدًا لتحريض الناس بغزة ضد حماس".
ولفت الرفاتي إلى أن الاحتلال فشل في إنهاء مسيرات العودة من خلال استخدامه سياسة التهديد والقوة، لذلك لجأ إلى استخدام منصات التواصل الاجتماعي لمحاولة منع المواطنين من المشاركة في المسيرات".
ونوه إلى أن مخابرات الاحتلال تستخدم هذه الطريقة والدعاية الصفراء الموجهة لغزة لتحريض المواطنين بغزة ضد المقاومة، وليتوقفوا عن الذهاب إلى مسيرات العودة، مؤكدًا أن هذه الوسائل التي يستخدمها الاحتلال تدلل على كمية الضغط التي تمارسها المسيرات على الاحتلال.
وقال المختص في الشأن (الإسرائيلي)، إن هناك وعيا شعبيا لذا أصحبت لا تجدي نفعا معهم هذه الصفحات، ولا ينساق معها إلا من كان ضد مسيرات العودة، وخيار المقاومة.
*** كسر رواية المقاومة
أما المختص في الشأن الأمني محمد أبو هربيد، فنصح المواطنين في غزة بعدم التعامل مع هذه الصفحات المشبوهة بتاتًا، وعدم الانسياق خلف الروايات التي تنشرها من وقت لآخر، كونها تحرض المواطنين على عدم المشاركة بمسيرات العودة، وتدعوهم لمهاجمة المقاومة.
وأوضح المختص أبو هربيد في حديث لـ"الرسالة"، أن هذه الصفحات المشبوهة التي تديرها مخابرات الاحتلال تهدف إلى تحطيم وكسر رواية المقاومة في غزة، التي أصبحت مصدرًا للثقة للفلسطينيين.
وأشار إلى أن مخابرات الاحتلال تحاول من خلال ذلك نشر الإحباط بين الشبان وحثهم على عدم المشاركة في هذه المسيرات، خاصة بعد فشل المنظومة الأمنية (الإسرائيلية) بالتعامل مع المسيرات.