أكدّ مسؤول دائرة الاعلام المركزي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالخارج رأفت مرة، أنّ الحوارات بشأن تخفيف الاوضاع الانسانية بالقطاع لا تزال مستمرة، اضافة للجهود المبذولة بشأن انجاز المصالحة، "حيث لمصر دور أساسي بالملف".
وقال مرة في حوار خاص بـ"الرسالة" إن الحوارات تنطلق من صعوبة الواقع الذي يحياه الشعب الفلسطيني وتحديدا في غزة، وتتمحور حول كسر الحصار المفروض على القطاع، موضحًا أن المطلوب نيل غزة لحقوقها الأساسية دون المساس بثوابت شعبنا وقدرته على المواجهة.
وأشار مرة إلى أن طول فترة المباحثات يفترض أن تؤدي لتحقيق مكتسبات عميقة ومهمة ومرتبطة بحساسية القضايا التي يعيشها شعبنا.
وشددّ على أن أهم المطالب الاساسية "التخفيف عن أهلنا بغزة بشتى الوسائل عبر أكثر من طرف عربي واقليمي".
وفي غضون ذلك، جدد ترحيب حركته بمبادرات انهاء الانقسام، "فهناك عديد من المبادرات طرحت، وأي مبادرة تجمع الموقف الفلسطيني وتطلق حوارا مشتركا، هي ذات تقدير واحترام وقبول من حماس".
وذكر أن الحركة تريد تحصين المجتمع عبر تشكيل جبهة قوية، "وهذا يتطلب ان نتفق سياسيا على مجموعة من القضايا التي تنهي استهداف القطاع ومشروع المقاومة بالضفة وتعالج الموقف الفلسطيني الداخلي برمته".
وتساءل: "كيف نسمح بحصار غزة ومعاقبة الأسرى؟"، مستطردًا: "لا شك أننا نحتاج لتوحيد موقفنا الفلسطيني لمجابهة كل هذه المسائل الشاذة عن الموقف الوطني".
وبشأن ترتيبات فتح لعقد مجلس مركزي نهاية الشهر الحالي في رام الله وسط مقاطعة الفصائل الفلسطينية، أجاب: " الحركة موقفها موحد وهو بناء مؤسسات فلسطينية تضم جميع القوى دون استثناء".
وأشار إلى حرص حماس على انعقاد هذه المؤسسات خارج فلسطين، تجنبا لعقدها تحت حراب الاحتلال، وكي تكون قادرة على اتخاذ القرار السليم بعيدا عن ضغوطه وابتزازاته، محذرا مما اسماه بـ"تكرار الخطأ في عقد المجلسين الوطني والمركزي برام الله في نيسان وتموز الماضيين".
وأكدّ رفض حركته استئثار فتح بالقرار، مشددًا على ضرورة عقد هذه اللقاءات الوطنية في أقرب فرصة، ووضع مكونات القضية بمجملها على طاولة البحث؛ استنادًا لمشروع حماية المقاومة الفلسطينية بكل ادوات فعلها وفي القلب منها مسيرات العودة التي تعبر عن الارادة الشعبية في مواجهة الاحتلال.
الوضع الفلسطيني بلبنان
وفي غضون ذلك، عرّج القيادي في حماس، على العلاقات الفلسطينية في لبنان، لا سيما في ضوء المواجهات التي شهدتها بعض المخيمات وكان آخرها "المية ومية"، حيث أشار إلى أن حركته تمكنت من التوصل الى اتفاق مع الاطراف ذات العلاقة لوقفها.
وأدّت الاشتباكات التي جرت بين "فتح" وعصبة الانصار الى حرق منازل وتهجير عدد من ابناء المخيم.
وقال مرة إن القوى الفلسطينية برفقة احزاب لبنانية رسمية تحركت لوقف إطلاق النار بشكل عاجل، وتثبيت الامن والاستقرار، وأعربت حماس عن استعدادها للتدخل كقوة فصل لحقن الدماء والمحافظة على المخيم.
واوضح انه جرى وقف إطلاق النار وبدأت الحياة تعود تدريجيا الى مخيم المية ومية.
وذكر أن القوة الامنية المشتركة لا تزال تعمل في المخيمات، "لكن تحدث اشكاليات مفاجئة ومتسارعة، وتتلاشى قدرتها على احتواء الموقف، وهذا يعقد من عملية المعالجة".
وأشار إلى أن جميع القوى تتحرك دائما لاحتواء التوتر، تجنبا للإضرار بالوجود الفلسطيني، لاسيما وان مخيم المية ومية قريب من القرى اللبنانية، وأدت الاشتباكات بداخله لحدوث رد فعل كبير.
وفيما يتعلق بموضوع تسليم المطلوبين بالمخيمات للدولة اللبنانية، ذكر أن هذا الملف معقد وشائك، ويحتاج الى متابعة هادئة، مشيرا الى أنه تم انجاز بعض الملفات بهدف تهدئة الجو الفلسطيني الداخلي، وتحقيق اكبر قدر من الاستقرار السياسي داخل المخيمات.
وأضاف: "المطلوبون من الملفات الحساسة الضاغطة على الوجود الفلسطيني ويحتاج لمتابعة دؤوبة مع الجهات الامنية والسياسية اللبنانية".
وأشار إلى أن حركته نجحت في استيعاب حالة الخلاف التي نشبت مع فتح عقب اجتماع المجلس الانفصالي في رام الله، مشيرا الى أن الحركة حريصة على الحوار واللقاء مع الجميع.
وذكر أن بعض الفصائل تأثرت بالأجواء السياسية عقب اجتماع المجلسين، واتخذت قرارا بمقاطعة الحركة؛ "لكن بفضل الحكمة تواصلنا مع المؤثرين في لبنان، وعادت المياه لمجاريها".