منذ 12 عاما وحصار غزة مستمر رغم التدخلات الدولية والعربية والضغط الشعبي، إلا أن كل شيء في القطاع يراوح مكانه فيحرم مليوني فلسطيني من أدنى مقومات الحياة نتيجة حالة مأساوية بسبب الحصار المستمر الذي فرضته قوات الاحتلال الاسرائيلي.
وفي تصريح صحفي قال نيكولاي ملادينوف منسق عملية السلام في الشرق الأوسط، أن قطاع غزة على حافة الانهيار بعد أن نجا سكانه من ثلاثة صراعات مدمرة وعاش لأكثر من عقد تحت الحصار الاسرائيلي الخانق.
وتفاقمت الازمة الانسانية بتنفيذ الاحتلال الاسرائيلي عدة اعتداءات منها 3 مدمرة خلفت بمجملها أكثر من 4361 شهيدا و21426 جريحا، وتدمير وتضرر ما نسبته 77.36% من اجمالي الوحدات السكنية.
وطالت اثار الحصار الاسرائيلي على غزة مناحي الحياة الاساسية كافة بما فيها: الوضع الاجتماعي والصحي والاقتصادي والمعابر وحرية الحركة والخدمات والبنية التحتية والتعليم.
وفي ظل استمرار هذه الحالة الانسانية المتفاقمة فان قطاع غزة سيكون غير قابل للعيش حسب تقديرات الأمم المتحدة.
وبسبب تصاعد وتيرة الظروف القاسية التي يعيشها الغزيون، يتضامن فلسطينيو الخارج مع اهالي القطاع، حيث أطلق المؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج الأسبوع الإعلاني للتعريف بواقع غزة الانساني.
وأعلن المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج عن تحضيره لإطلاق حملة للتعريف بالواقع الإنساني والمعيشي الصعب الذي يعانيه الفلسطينيون في قطاع غزة جراء الحصار المستمر منذ 12 عاما.
وبحسب بيان للمؤتمر وصل "الرسالة" نسخة عنه، ستحمل الحملة اسم "الأسبوع العالمي للتعريف بواقع غزة الإنساني".
وقال البيان إن واقع الحصار الإسرائيلي المشدد على قطاع غزة، بات يشكل خطورة كبرى على أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من شتى صنوف الظلم والحصار.
وتهدف الحملة لتسليط الضوء على واقع قطاع غزة المأساوي والإنساني، بسبب الحصار المفروض والمتواصل والذي تسبب بتراجع في كل مناحي الحياة.
وتسعى الحملة إلى تسليط الضوء على معاناة القطاع وفضح ممارسات الاحتلال وحشد الرأي العام العربي والعالمي لنصرة غزة والسعي لإحداث حراك ميداني للمطالبة بكسر الحصار.
وبدأت الحملة السبت 20 أكتوبر وتستمر حتى السابع والعشرين من الشهر ذاته، وخصص القائمون على الحملة هاشتاق : اللغة العربية: #حصار_غزة_جريمة.
وفي ذات السياق قال زياد العالول المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، في تصريح صحفي "للرسالة":" نريد من الحملة، لفت أنظار العالم إلى أن الإنسان الفلسطيني لا يزال يعيش تحت الاحتلال، والذي يعدُّ أطول احتلال عرفه التاريخ الحديث"، مضيفا: الحملة محاولة جديدة، لمنح العالم فرصة لإظهار إنسانيته بدعمه للشعب الفلسطيني، والمطالبة الفعلية برفع الحصار عن قطاع غزة، والوقوف في وجه كافة الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني.
وأوضح العالول أن الفلسطينيين في قطاع غزة يعيشون في أكبر سجن في العالم، ويتعرضون لأفظع الممارسات العدوانية، وهم محرومون من أبسط الحقوق التي أقرها القانون الدولي الإنساني، من قبل الاحتلال الإسرائيلي".
وأشار إلى أن الحملة ستركز على إيصال صوت الشعب الفلسطيني، بأن هنالك " شعب محتل يتعرض للقتل كل يوم، ويتعرض لأبشع الممارسات دون أن يكون له داعم في وجه المحتل. وطالب العالول النشطاء والجمعيات والمؤسسات والهيئات الفلسطينية والعاملة من أجل القضية الفلسطينية في العالم، للمشاركة في الحملة، من خلال تجنيد إمكانياتها كافة لإنجاح الحملة، التي تعدّ جزءاً من جهد تراكمي يتم العمل عليه لكسر الحصار عن قطاع غزة.
كما دعا العالول الوسائل والمؤسسات الإعلامية إلى المشاركة في الحملة، عبر تناول قضية الحصار وآثاره، وتداعياته على واقع القطاع المحاصر إنسانياً واقتصادياً.
وتعتمد الحملة على الجانب الإعلامي عبر نشر مكثف لمواد تشرح الواقع الإنساني في قطاع غزة باللغتين العربية والإنجليزية، وتوسيع رقعة النشر بمشاركة الإعلاميين والنشطاء والمؤسسات.