مكتوب: أنس حمارشة.. أصغر مقاتل "توجيهي" في "مجدو"!

أنس حمارشة
أنس حمارشة

الرسالة نت - أمل حبيب

زجاج سميك تسللت من خلاله ابتسامة "ريم" لآخر العنقود "أنس"، كانت اللهفة من تحكمها وحدها وسماعة في يدها اليمنى أسرعت لتضعها على أذنها " مبارك يمه نجاحك"!

دون حضن أو قبلات كان اللقاء الأول بين الأم ريم حمارشة وصغيرها أنس 17 عامًا بعد نجاحه في الثانوية العامة، لقاء ودت من خلاله أن تهديه بركتها ومباركتها بشهادة تخرجه، مجبرة هذه الأم أن تمارس طقوس فرحتها رغم قضبان سجن "مجدو"!

ورث من عدنان الابتسامة!

تشرين الأول من العام الماضي اعتقل الصغير أنس، "أنا زلمتك يابا" كانت سببًا كافيًا بالنسبة لجيش الاحتلال لأن يخشى هذا الطفل وهو ابن لرجل مضى أكثر من عشر سنوات في الأسر ولا زال مبتسمًا!

"النصر دومًا للمقاتل" يدرك أنس أن مقولة والده الدائمة لا تقتصر على الثائر في الميدان، آمن بأنه سينتصر في معركته الجديدة حين نجح في الثانوية العامة من داخل المعتقل!

أنس عدنان حمارشة خلف اسمه مباشرة يأتي اسم والده الأسير حاليا وشقيقه عمر، ثلاثتهم تغيبهم جدران المعتقل الآن، والثلاثة معًا يعلمون جيدًا أن الحرية تكمن في قاع القلب رغم القيد! في قسم الأشبال بالمعتقل الإسرائيلي "مجدو"، بدأ أنس أولى خطواته نحو النجاح، تشرين الأول من العام الحالي صرخت "ضحى" "ماما أنس ناجح".

"شو صار لو كان أنس بيننا هاليوم" كانت النار وحدها من تأكل قلب ريم وهي تتمنى لو كان أنس من جاء بخبر نجاحه لها لتزغرد في وجهه، لتحضنه الى صدرها، لتوزع الحلوى على الجارات!

زيارة الأم ريم لمعتقل أنس تزامنت بعد اصدار نتائج التوجيهي للأسرى بخمسة أيام فقط، تسترجع الأم خلال تلك الأيام مكتب طفلها الخاص وركن دراسته الذي غيب عنه قسرًا، يمر عليها صوت أنس وهو يردد " راح أرفع راسكم السنة"!

بشكل كامل انتقل أنس من مكتبه في غرفته بقرية يعبد قضاء جنين الى جدران المعتقل للدراسة هناك، تحت أعين محتل لا يفرق بين طالب أو مريض فكيف بالاثنين معًا في حالة أنس!

حالة الخوف التي تعيشها عائلة أنس على ابنها المعتقل لاسيما ابان تعرضه لأيام متتالية في أقبية التحقيق، يرجع سببها لأنه يعاني من مرض "بيرثيز" في رأس عظم الفخذ، وهو مرض يعيق حركته ما يضطره للمثول أمام تعليمات صحية متعددة ليتمكن من قضاء حاجياته في الحياة، حيث يتوجب عليه عدم المشي كثيراً، كما يُمنع الجلوس على الكرسي الا لفترات قصيرة وبوضعية محددة.

لم يرث أنس من والده عدنان الابتسامة وحسب، بل ورث القوة والعزيمة الصلبة، تقول شقيقته ضحى:" أنس آخر العنقود عنا، كنا نستنى فرحة متل فرحة النجاح، أنس كان عنده شغف للتوجيهي"، وتضيف: " مر شهر من بداية الدوام في المدرسة، اعتقلوا صاحب أنس قبل بليلتين، أنس صار عنده إحساس إنه مش رح يطول بيننا".

فعلًا حصل ما شعر به الصغير واعتقل وحرم من اكمال دراسته على مقاعد الثانوية العامة مع أقرانه، تكمل ضحى حديثها "للرسالة" وكأن اليقين بنجاح شقيقها سكن قلوبهم جميعًا: "سجل للتوجيهي بالسجن وماما عملت الإجراءات للتسجيل، وصار يوخذ دروس بالسجن".

في قسم الأشبال درس "للتوجيهي" هذا الصغير، وفي قسم الأسرى الكبار حيث أتم الــ 18 من عمره هناك حصل على الشهادة، فكان أنس حمارشة أصغر مقاتل "توجيهي" في "مجدو"! 

البث المباشر