أكدّ عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية اركان بدر، أنّ شيئا من اداء ما اسماه بـ "المطبخ السياسي" للسلطة الفلسطينية لم يتغير حتى الآن، "فقد رفض كل نداءات العقل بالحوار وانهاء الاستئثار بالقرار الوطني الفلسطيني".
وقال بدر في حديث خاص بـ"الرسالة"، "لا شيء تغير، فقد دعونا لحوار وطني شامل يسبق انعقاد المجلس المركزي الذي يجرى التحضير له، كما دعونا لعقد اجتماع لفصائل المنظمة ولم يستجب لنا".
وأضاف: "حالة الاستئثار وفرض القرارات وتهميش الاجماع الوطني لا تزال قائمة وهي سيدة الموقف"، لافتًا إلى أن القرارات التي اتخذها المركزي سابقا بشأن تعليق الاعتراف بـ(إسرائيل) وتحديد العلاقة معها، قد جرى تجاوزها لمصلحة ما سمّي برؤية الرئيس في الامم المتحدة، وهي نقيض لما يجب ان يركز عليه في قرارات الاجماع الوطني.
واعتبر التمسك بهذه الرؤية لمصلحة تجاوز الاجماع الوطني، قائلا: "يشكل ما يجري انحدارا لهذا الاجماع ولا يخدم الحالة الوطنية، ويعبر عن تمسك هذا المطبخ بذات السياسة"..
وردا على دعوة "ثوري فتح" المجلس المركزي المزمع انعقاده نهاية الشهر الجاري بحل المجلس التشريعي، أجاب: "هذا موضوع يحتاج لنقاش وطني جامع، ولا يجوز لتنظيم أن يقرر بناء على رغبته، وبناء على قرار اتخذه فصيل ما بمعزل عن القوى الاخرى المكونة".
وذكر بدر أن هذه القرارات لا تتخذ بناء على املاءات وقرارات، "فهي يفترض أن تخضع لحوار وطني شامل جامع، كما أن انعقاد المركزي اساسا يجب ان يخضع لتشاور وطني".
وقال إن "قيادة السلطة منوط بها أن تتخذ الخطوات التي تعزز الوحدة وتزيل العقبات التي تعترضها، وتجعلها أكثر نضوجا وبما ينسجم مع القرارات الوطنية".
وأشار بدر إلى أن الاولوية الوطنية هي مواجهة صفقة القرن ورفع الاجراءات الانتقامية عن غزة واسدال الستار على اتفاق اوسلو وملحقاته الامنية والسياسية، مضيفا: "وظيفة القيادة الفلسطينية هي رفع كلفة الاحتلال، وتوحيد الطاقات، وليس العمل على تشتيتها واضعافها".
وأشار بدر إلى أن تذرع فتح بحل التشريعي للانتقال الى بناء الدولة، "هو حديث اثبت بطلانه وعجزه، فبناء مؤسسات الدولة تحت الاحتلال خيار لم يثبت واقعيته، وهذا الشعار تبنته شخصيات في السلطة سابقا واثبتت عجزها عن تحقيقه".
وقال بدر إن هذا النوع من القرارات التي تصر عليها فتح، تشكل خروجًا عن التوافقات الوطنية؛ "لذا نجدد دعوتنا لها بوقف حالة التفرد والهيمنة في اتخاذ القرارات؛ لان الوطن ليس ملكًا لفتح ولا يمكن لأي تنظيم مهما علا شأنه تحقيق القضايا المصيرية بمفرده".