الضفة الغربية-الرسالة نت
يحل شهر رمضان المبارك على عائلة سوقية في جنين مثقلا بالحزن على غياب ابنها محمد الذي يقبع في سجون أجهزة أمن عباس للشهر الثلاثين على التوالي.
ومع انقضاء الأيام الأولى من الشهر الفضيل يضعف أمل والديه المسنين بالإفراج عن محمد الذي تعد فترة اعتقاله لدى السلطة الأصعب في سنوات عمره كلها.
ولكون السجان هذه المرة هو "ابن البلد"، لا يملك محمد أنصارا يرفعون أصواتهم للدفاع عنه، فيما تخرس الجمعيات الحقوقية، وتغض مؤسسات الإعلام الطرف عن معاناته التي طالت والديه.
معاناة العائلة
تمضي أم محمد ساعات نهارها رافعة أكف الضراعة لله عز وجل أن يعجل في فك قيده.
محمد هو الشاب الوحيد في عائلة تتكون من أب وأم عجوزين، وشقيقة في الخمسين من عمرها، وهو المعيل الوحيد للأسرة الفقيرة، ومصدر الإحساس بالفرحة الغائبة منذ اعتقاله عن تلك العائلة.
يقبع محمد سوقية اليوم في سجن أريحا الفلسطيني، وتبذل أمه جهدا أكبر من قدرتها على الاحتمال لزيارته.
تقول عائلته إن محمد لم يمارس أي نشاط ضد سلطة "فتح"، وأنه لم ينخرط أصلا في الصراع الداخلي، لكن جريمته أنه كان مطلوبا للاحتلال الصهيوني، لكن هنا في الضفة الغربية لم يعد من المقبول التفريق بين احتلال وسلطة صنعها الاحتلال، ولهذا يدفع محمد الثمن.
الجيران الذين أحبوا محمد يواصلون السؤال عنه دون أن يجرؤ أي منهم على تحريك ساكن للمطالبة بإطلاق سراحه، فهنا من يتكلم أو ينتقد أو يطالب يدفع أيضا ثمنا.
ترى أم محمد أن إطلاق سراحه واجب وطني على سلطة "فتح" التي تأسره، لكنها في ذات الوقت تطالب على الأقل بنقله إلى مدينة جنين لتتمكن من زيارته بسهولة، مضيفة:" ليس من المعقول أن أستمر في زيارته في سجن أريحا البعيد".
يحمل محمد الشهادة الجامعية باللغة العربية، واعتقل عدة مرات لدى قوات الاحتلال في سنوات سابقة، لكن اعتقاله الحالي يبدو الأكثر صعوبة كونه لدى أبناء الجلدة.
تنكيل في الأسر
ويختلف حال محمد كثيرا في سجون أجهزة السلطة عن حاله في فترات اعتقاله لدى الاحتلال، رغم أن التحقيق يتم معه على نفس التهمة وهي الانتماء لحركة المقاومة الإسلامية "حماس".
ويقول شبان من مدينة جنين كانوا معه في السجن أنه كان يتعرض للشبح خلال فترة التحقيق وهو شبه عار في البرد الشديد في موسم الشتاء، كما كان يوضع شبه عار على سطح المقر في وقت المطر الشديد طوال الليل
وأكدوا أنه تعرض لمعاناة شديدة جدا خلال تلك الفترة، ثم جاء بعد ذلك الانتقام منه من خلال نقله إلى سجن أريحا دون مراعاة أن أسرته عاجزة ليمتد اعتقاله لسنوات لا نهاية لها.
وكانت مصادر في حركة "حماس" قالت إن مليشيا عباس اعتقلت سوقية فور توفر معلومات عن مكان تواجده في شقة في مخيم جنين، نتيجة اعترافات انتزعتها عنوة من معتقلين لديها أخضعتهم لتحقيق قاس.
وناشد سوقية من سجنه في أريحا مؤسسات حقوق الإنسان ووجهاء الخير بالتدخل لوقف معاناته من أجل أن يتمكن من مساعدة أبويه العجوزين وأخته المريضة، مؤكدا أنه لم يخضع لأي محاكمة ولا يوجد ما يحاكم عليه.