غزة –الرسالة نت
بعد ضغوط داخلية وصلت الى حد الانتقاد الشديد من حركة فتح واثر دعوات من بعض الحقوقيين لمساءلة محمود عباس، قرر الرئيس المنتهية ولايته امس تشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات تأجيل مجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الامم المتحدة التصويت على تقرير غولدستون’بشأن العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.
واصدر عباس قرارا بتشكيل لجنة تحدد المسؤوليات في موضوع التأجيل، وتقدم تقريرها للجنة التنفيذية للمنظمة خلال مهلة أسبوعين، ويرأس اللجنة عضو اللجنة التنفيذية حنا عميرة وتضم كلا من المفوض العام لشبكة المنظمة الاهلية الفلسطينية عزمي الشعيبي وامين سر لجنة الانتخابات المركزية رامي الحمد الله.
وعلمت ’القدس العربي’ ان قرار الرئيس عباس جاء بعد ان واجه ضغطا كبيرا من اللجنة التنفيذية للمنظمة، واللجنة المركزية لحركة فتح، التي سارعت الى اصدار بيان عبرت فيه عن ’اسفها الشديد’ للتأجيل.
وقال مصدر فتحاوي رفيع في الحركة لـ’القدس العربي’ ان اعضاء من اللجنة هاجموا بشدة قرار التأجيل، وابلغوا الرئيس عباس بـ’سخطهم’ تجاه الحادثة.
واوضح المصدر ان التفاعلات في داخل اروقة اللجنة المركزية وصلت لحد تسمية اشخاص بعينهم خلال اتصالات اجريت مع عباس، قالت انهم يقفون وراء القرار، على امل ’انطلاق مفاوضات سلام مع اسرائيل’.
واكد المصدر وجود حراك قوي في فتح يدفع باتجاه منع اي عملية تفاوض مع اسرائيل، او عقد لقاءات بين مسؤولين فلسطينيين وآخرين اسرائيليين برعاية امريكية، في اشارة الى اللقاءات التي عقدها مؤخرا في امريكا الدكتور صائب عريقات، عضو اللجنتين التنفيذية للمنظمة والمركزية لفتح.
وقال مسؤول فلسطيني لـ’القدس العربي’ ان السفير ابراهيم خريشة الذي سحب تقرير غولدستون، تعرض لضغوط من مسؤولين فلسطينيين للاقدام على سحب التقرير. واضاف المسؤول قوله ان خريشة تلقى خمسة اتصالات متتالية من مسؤول فلسطيني في واشنطن وضغط عليه لسحب التقرير.
وقالت المصادر ان مسؤولين فلسطينيين هما صائب عريقات والسفير نمر حماد كانا في واشنطن ورضخا للضغوط امريكية واسرائيلية جمة وطلبا من خريشة سحب التقرير.
ودعا حقوقي فلسطيني بارز امس الأحد إلى التحقيق مع الرئيس الفلسطيني وتنحيته عن منصبه، وذلك على خلفية عملية التأجيل.
وفيما قالت الصحافة الدولية ان الوفد الفلسطيني في مجلس حقوق الانسان رضخ امام ضغوط واشنطن وقبل تأجيل بحث التقرير، اعربت الجامعة العربية عن ’اسفها الشديد’ لهذا الارجاء، وسورية عن استغرابها.
ونقل بيان رسمي سوري عن مصدر دبلوماسي قوله انه وفي الوقت الذي وصف التقرير الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في غزة بأنها جرائم حرب ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية تستوجب ملاحقة مرتكبيها أمام المحكمة الجنائية الدولية، فإن سورية تستغرب قيام السلطة الفلسطينية بمثل هذا العمل الذي عطل جهودا عربية وإسلامية ودولية تضافرت من أجل اتخاذ الإجراء اللازم لتنفيذ توصيات هذا التقرير.