أكدّت فصائل المقاومة الفلسطينية وتحديدا "حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية" أن معادلة الهدوء هذه المرة قد تغيرت، مؤكدة ضرورة التزام الاحتلال بالتفاهمات التي تتعلق برفع الحصار عن القطاع.
بدوره، أكدّ القيادي في حركة "حماس" أسماعيل رضوان، أن هناك جهودًا بذلت من طرف الشقيقة مصر واطراف إقليمية ودولية واممية تنص على إعادة الهدوء وتثبيت وقف اطلاق النار.
حماس: على الاحتلال الالتزام بتفاهمات رفع الحصار والا فمسيرة العودة مستمرة
وقال رضوان لـ"الرسالة نت" إنّ "المقاومة ملتزمة بها ما التزم الاحتلال، واي غدر او اعتداء على شعبنا سيقابل بالرد"، مشيرًا إلى أنّه لا يجري الحديث عن أي تهدئة جديدة ولكن تثبيت لوقف اطلاق النار وعودة الأوضاع الى ما كانت عليه عام 2014.
وحول التفاهمات التي سبقت العدوان بشأن رفع الحصار عن غزة، أجاب: "كل ما يتعلق بالتفاهمات التي تم التوصل اليها لرفع الحصار، يجب ان يتم الالتزام بها والا فإن مسيرات العودة مستمرة حتى تحقيق أهدافها".
وأشار رضوان إلى أن ما حصل اثبت بان غزة ليست لقمة سائغة وأن من يدخلها معتديًا لن يخرج منها الا قتيلا او اسيرا، مشيرا الى أن هذه الجولة وبرغم الأذى الكبير الذي تعرض له شعبنا، ألا أن المقاومة أوصلت رسالة واضحة على قدرتها ايلام الاحتلال.
وذكر ان المقاومة رّدت على استهداف المباني المدنية والسكنية بتوسيع رقعة المواجهة، وردّت على استهداف المباني الأمنية بمباني امنية لدى تعود للصهاينة، مؤكدًا أن الاحتلال هو من يتحمل كامل المسؤولية عما ارتكبه من جريمة تصعيد ضد شعبنا.
الجهاد: معادلة الهدوء هذه المرة قد تغيرت
من جهته، أكدّ عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين د.وليد القططي، أن معادلة الهدوء هذه المرة قد تغيرت، "فلم يعد الهدوء مقابل الهدوء وإنما يجب أن تكون مقابل حرية غزة والتوقف عن قتلها بالبطئ عبر الحصار المفروض عليها".
وقال القططي في تصريح خاص بـ"الرسالة نت" إنّه لا يمكن القبول بمواصلة معادلة الهدوء مقابل الحصار، وبالتالي فإن المعادلة اليوم تقوم على هدوء يقابله رفع للحصار، وهذه مطالب شرعية وليست تفاهمات سياسية.
وشدد القططي على أن هذه المعادلة فرضت بالدم والعرق والجهد، وهي هدف جماهيري يتمثل ب" أن الهدوء يجب ان يقابله كسرًا للحصار، وهو هدف أساسي من اهداف الحراك الشعبي في مسيرات العودة ، والذي يهدف لانهاء الحصار"، مشيرا إلى أنه بدأ يحدث خرق في جدار الحصار.
وذكر أن التهدئة دخلت حيز التنفيذ، والمقاومة ملتزمة بها ما التزم الاحتلال، فإذا عاد الأخير لعدوانه فهي ستعود للقيام بواجبها بالدفاع عن شعبها.
وذكر أن ما تحقق هو نصر للمقاومة وفشل في ترميم قوة الردع لدى الجيش المهزوم الذي بات يتراجع في كل مرة، لا سيما في ضوء اخفاقاته الأمنية والعسكرية التي اثبتت نجاح المقاومة في تثبيت معادلة الردع وأثبتت إمكانية هزيمة الاحتلال.
وأشار إلى أن ما جرى اليوم في هذه المواجهة القصيرة والكبيرة في معانيها العسكرية والاستراتيجية، اثبت فشل كل من يراهن على مفاوضات السلام، واثبت ان الشعب حر ووفي مع مقاومته وفشل من كان يظن انه سينتفض يومًا على هذه المقاومة.
الشعبية: غرفة العمليات ملتزمة بالتهدئة ما التزم بها الاحتلال
من جانبه، أكدّ القيادي في الجبهة الشعبية حسين منصور، أن الشعب الفلسطيني بصموده ودعمه للمقاومة، ثم ما حققته تلك المقاومة من وحدة ميدانية للغرفة المشتركة التي كانت مطلبا وطنيا وفصائليا، والتي استطاعت ان تدير المعركة بطريقة فعالة تفوقت على إمكانيات العدو، كل ذلك ادّى لالحاق الهزيمة بالاحتلال.
وذكر منصور لـ"الرسالة نت" أن الاحتلال فشل في تحقيق النصر على الفلسطينيين، والمقاومة أوصلت رسالتها بالدم أنه لا يمكن ان تمرر جرائم الاحتلال.
وذكر أن غرفة العمليات أعلنت التزامها بالتهدئة طالما التزم بها الاحتلال، واذا تمادى الكيان وواصل اجرامه فسيكون للمقاومة ردها.
وأشار إلى أن المقاومة لن تتوقف عن دورها في الدفاع عن شعبها، واتخاذ كامل معطيات الحيطة والحذر.
وكانت غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة أعلنت مساء اليوم أن جهودًا مصرية أسفرت عن التوصل إلى تثبيت وقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال.
وأدى العدوان الجوي الإسرائيلي على أهداف مدنية ومواقع للمقاومة في قطاع غزة منذ عصر أمس حتى مساء اليوم لاستشهاد سبعة مواطنين وإصابة نحو 30 آخرين، وتدمير 8 بنايات سكنية، إضافة لمقر فضائية الأقصى، فيما أعلن الاحتلال مقتل إسرائيليين اثنين وإصابة نحو 80 آخرين بقصف المقاومة لمستوطناته بأكثر من 400 صاروخ وقذيفة.