أبو عين: الحديث عن المصالحة في الوقت الراهن أمر غير واقعي
البردويل: ما تقوم به فتح يتناقض مع مفهوم الوحدة
البطش: المصالحة وفك الحصار أولوية تُقدم على المفاوضات
ملوح:المصالحة تُقرب الزمن الفلسطيني من الوصول إلى أهدافه
فايز أيوب الشيخ
علقت حركة المقاومة الإسلامية حماس اجتماعها الذي كان مقرراً مساء السبت الماضي في مدينة غزة مع وفد حركة فتح، احتجاجاً على موافقة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير على استئناف المفاوضات المباشرة مع "إسرائيل".
المراقبون والساسة قالوا لـ"الرسالة نت"أن تأجيل الاجتماع –الحمساوي الفتحاوي- جاء نتيجة طبيعية فالمفاوضات والمصالحة خطان متعارضان ولا يلتقيان.
تعارض وتناقض
القيادي في حركة حماس الدكتور صلاح البردويل، أكد أن القرار الذي اتخذته المنظمة جعل من الصعب في ظل المعطيات الجديدة مشاركة حماس في اللقاء مع حركة فتح في هذا التوقيت بالذات, غير أن عضو المجلس الثوري لحركة فتح زياد أبو عين استخف بالمنطق السابق، معتبراً ذلك يدل على "ضعف في المنطق".
وقال:"إن المفاوضات بين السلطة و"إسرائيل" متوقفة منذ عامين, فهل ذلك أدى إلى المصالحة ؟، معتبراً ذلك شعارات كاذبة وافتراء بالكلمات وتلاعب بالعواطف، حسب تعبيره.
وعد أبو عين في حديثه لـ"الرسالة نت"، الكلام عن المصالحة في الوقت الراهن أمر غير واقعي قائلاً:"وكأنها كادت أن تصل اللقمة إلى الفم , هذا بتقديري جزء من الافتراء و ليس له علاقة، و قطعاً بعيد عن الواقع وجزء من الخيال".
وأشار إلى أن ملف المفاوضات تم بحثه في اجتماع اللجنة التنفيذية للمنظمة وبمشاركة الغالبية الساحقة من الفصائل الفلسطينية، معتبراً أن القرار بالذهاب للمفاوضات المباشرة نابع من موقف فلسطيني موحد وموقف عربي مساند لـ"القيادة الفلسطينية"، حسب زعمه.
من الجدير ذكره أن فصائل فلسطينية من داخل المنظمة وخارجها طالبت بالإجماع "سلطة عباس" بإيقاف أشكال المفاوضات كافة مع الكيان الصهيوني، على اعتبار أن المفاوضات، وبأي شكل من أشكالها وفي ظل الانتهاكات الصهيونية المستمرة، "لا يمكن أن تحمل أي جديد"، واعتبرت أن قرار اللجنة الرباعية القاضي باستئناف المفاوضات المباشرة هو "جريمة لا تغتفر وقرار غير صائب، ولا يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني في جميع النواحي".
ووجه أبو عين تساؤلاً لمن قال عنهم المتشككين في عملية التسوية التاريخية فقال:" إلى أين وصلنا والكل يتحدث عن مفاوضات عبثية لم تحقق شيئاً طوال 18عاماً ..ألم نكن قادرين على حسم المفاوضات بعد عام واحد لو تنازلنا عن القدس و اللاجئين ؟"، معتبراً ما وصفه " ثبات القيادة وصلابة موقفها هو الذي حافظ على الثوابت في حين لم يؤخذ على سياسة منظمة التحرير قيد أنملة من أي كان لا عدو ولا صديق" .
وحول إعلان الفصائل الفلسطينية مساعيها الواضحة لإفشال مشروع التسوية القائم، رد أبو عين:"هذا جزء من المناكفات السياسية ليس أكثر, وفي السياسة كلٌ له أجندته الداخلية أو الخارجية حسب طرفه الممول له, فالسياسة مربوطة مع مصادر الحلف والعلاقات..!".
عودة إلى نفس المربع
وبالمقابل اعتبر النائب البردويل، أن التحالفات الأمنية والاقتصادية واللقاءات المباشرة مع العدو الصهيوني من شأنها نسف الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الفلسطيني ، وقال: "ننطلق من أن طريق تحرير فلسطين لا يكون إلا بالتوحد في مواجهة الاحتلال من أجل طرده من بلادنا" .
وأشار إلى أن ما تقوم به سلطة عباس وحركة فتح اليوم من مفاوضات مستمرة وتطبيع على كافة الصعد بما في ذلك التطبيع الأمني وملاحقة مشتركة للمقاومة ومحاولة اجتثاث حماس من الضفة بالتعاون مع الولايات المتحدة يتنافى تماماً مع مفهوم الوحدة والمصالحة الوطنية وهو يعني العودة مرة أخرى إلى نفس المربع الذي بدأ منه الخلاف الفلسطيني.
وأكد البردويل أن التعاون والتطبيع مع الاحتلال الصهيوني جريمة وطنية غير مغتفرة أبداً و عار يناقض مع كل الأعراف الوطنية "، داعياً حركة فتح إذا ما أرادت بالفعل تحقيق المصالحة التي تدعيها أن تتحرر تماماً من التطبيع الفاضح و العلاقات الإستراتيجية مع الاحتلال .
وحول مسعى حركته لإفشال عملية التسوية قال البردويل:"نحن ليس من شيمنا الإفشال وإنما عملنا الإصلاح.. فالتسوية فاشلة أصلاً وحتماً تودي بالشعب الفلسطيني إلى الكارثة، ولكن كل ما نريده أن نصحح المسيرة ونعيد حركة فتح إلى رشدها قبل أن تنهي القضية بشكل نهائي".
إفشال مشروع التسوية
من جهته اعتبر خالد البطش القيادي بحركة الجهاد الإسلامي، أن المصالحة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني وإنهاء الأزمة وفك الحصار أولوية تُقدم على جميع أنواع المفاوضات مع العدو الصهيوني .
وأكد لـ"الرسالة نت"، أن المصالحة الوطنية خيار لا بد منه وهي واجب شرعي ووطني، مشدداً على وجوب إعادة النظر في كل الإجراءات المتخذة التي لها علاقة بالمصالحة باعتبار أن هناك أزمة حقيقية في ملف المصالحة.
وأشار إلى أنه يفترض من جميع الأطراف وبالذات منظمة التحرير الفلسطينية التي يرأسها محمود عباس أن تُحدث تقدماً ما في ملف المصالحة وتعطي أولوية من التوجه للمفاوضات المباشرة مع العدو الصهيوني، قائلاً:" إذا خُيرنا بين أمرين بين التقدم في المفاوضات المباشرة وبين المصالحة فالأولوية تكون للأزمة الداخلية وإنهاء الانقسام وتوحيد الصف الوطني" .
وشدد البطش على ضرورة حشد الجهد الفلسطيني لإفشال مشروع التسوية، معتبراً ذلك واجب الكل الفلسطيني لأن التسوية في نهاية المطاف تهدف إلى مصادرة الحق الفلسطيني، وقال :" أما التشدق بنجاح التسوية فإنه سيكون على حساب شعبنا، حيث أنها محاولة دولية إسرائيلية لإنجاح ملف المفاوضات الذي سيؤمن بالتأكيد حاجة إسرائيل الأمنية وفتح العواصم العربية للتطبيع ".
نفض اليد من المصالحة
من ناحيته رفض نائب الأمين العام للجبهة الشعبية وعضو اللجنة التنفيذية للمنظمة عبد الرحيم ملوح، الربط بين المفاوضات والمصالحة، معتبراً الأمران مختلفان وأن المصالحة شيء والمفاوضات شيء آخر .
وقال ملوح لـ"الرسالة نت":"يجب أن تتم المصالحة من أجل الصمود في مواجهة أية ضغوط أو أية ترتيبات مستقبلية (..) ولا أعتقد أن إدارة الظهر للمصالحة هي السياسة الحكيمة ".
وأضاف:"نحن ضد منطق نفض اليد من المصالحة لأن المصالحة مصلحة وطنية فلسطينية ومن يريد مواجهة التحديات ويصل إلى تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال عليه أن يذهب للمصالحة لأن المصالحة تقوي العنصر الفلسطيني أولاً وتُقرب الزمن الفلسطيني من الوصول إلى أهدافه".
وزاد ملوح:" لسنا مع المفاوضات لأنها تأتي وفق شروط نتنياهو وشروط الإدارة الأمريكية "، معتبراً ذهاب "سلطة فتح" منفردة بالقرار الفلسطيني إلى المفاوضات المباشرة "يتعارض مع المصلحة الوطنية فلسطينية وعلى الجميع أن يتصدى لإفشال هذا المشروع".
يشار إلى أن صحفية "هارتس"العبرية رأت أن الإعلان عن بدء المفاوضات المباشرة "يُعد انتصاراً سياسياً مرحلياً لبنيامين نتنياهو"، معتبرة أن الأخير نجح في تغيير مسار الضغط الأمريكي وأن المفاوضات ستنطلق وفق الشروط الصهيونية.