مكتوب: ليبرمان.. حارس الملهى الليلي الذي أسقطته غزة

صورة
صورة

غزة- محمد عطا الله     

دون أدنى شك، ومنذ قدومه إلى (إسرائيل) تقمص افيغدور ليبرمان صاحب الشخصية المثيرة للجدل، دور الرجل العنصري المدافع بقوة عما يدعيه الحقوق الإسرائيلية بطرد العرب ورفض أي اتفاقات سلام أو تهدئة مع الجانب الفلسطيني.

تقلبات عديدة في المواقف مارسها حارس الملهى الليلي سابقًا قبل أن يهاجر إلى (إسرائيل) ويصبح وزيرا (للدفاع)، من أجل استعطاف الرأي العام الداخلي بتصريحاته النارية الصاخبة الداعية إلى القتل والتدمير والتعامل بصرامة مع "أعداء (إسرائيل)"، مما منحه قوة في الوصول إلى منصب وزارة الحرب بعد حالة من التجاذب والاستقطاب بينه وبين وزير الحكومة بنيامين نتنياهو.

وعود كاذبة

ومن أبرز الوعود العنصرية الكاذبة للمجتمع الإسرائيلي التي كان قد أطلقها ليبرمان هو نيته اغتيال رئيس حماس إسماعيل هنية فور توليه وزارة الدفاع وفي أول 48 ساعة، إلى جانب دعوته الدائمة إلى طرد العرب وتصعيد الاستيطان وابادة المقاومة.

وما إن وطئت قدما ليبرمان وزارة (الدفاع) حتى تقلب كالأفعى على مواقفه وبات أكثر نعومة في تصريحاته بالإضافة إلى تغيير مواقفه حول ما تحدث به سابقا، وهو ما جعله عرضة للانتقاد من الإسرائيليين ودفع العديد من قيادات الأحزاب الأخرى إلى مواصلة مهاجمته.

وفي تعامله مع ملف قطاع غزة حاول استخدام أسلوب العصا والجزرة وتقلد دور حارس البوابة بمنعه إدخال الغاز والوقود إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم وحتى إشعار آخر، ردا على مواصلة إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة من غزة تجاه المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع.

كما إن تقلبات ليبرمان امتدت سابقا ليتحول بشكل سريع إلى الناعم الواعظ لسكان القطاع بالاختيار بين الفقر والبطالة أو بتحويل غزة إلى سنغافورة؛ إذا تخلّوا عن مقاومتهم وحقوقهم المسلوبة.

حالات الفشل المتتابعة وصلت بالرجل إلى حد تقديم استقالته أمس الأربعاء، وذلك في كلمة على الهواء مباشرة، على خلفية مصادقة الكابينت على التهدئة في قطاع غزة.

وقال ان قرار الاستقالة جاء احتجاجا على موافقة "الكابينت" على وقف لإطلاق النار مع فصائل المقاومة في غزة.

وكشف ليبرمان، خلال تصريح له أمام أعضاء الكتلة البرلمانية لحزبه "(إسرائيل) بيتنا" في اجتماع طارئ دعا له، أنه ينوي الدعوة لانتخابات مبكرة في (إسرائيل).

محتال مخادع

ولم يتوقع ليبرمان منذ مجيئه إلى (إسرائيل) الوصول لحقيبة (الدفاع) لكنه عمل على ذلك منذ دخوله العمل السياسي مستخدما الحيلة والخداع ولو كان على حساب المجموعة التي ينتمي إليها وفق ما يعتقد المختص في الشأن الإسرائيلي باسم أبو عطايا.

ويوضح أبو عطايا في حديثه لـ"الرسالة نت" أن ليبرمان بدأ في حزب (إسرائيل بعليا) وكان يمثل اليهود الروس في دولة الاحتلال وحقق 7 مقاعد في اول انتخابات لهذا الحزب وكانت مفاجأة كبيرة لدى الاحتلال وعلى اثرها استطاع الحزب أن يؤثر في تشكيل الحكومة في تلك الفترة بعد أن كان يعمل ليبرمان في مكتب نتنياهو ضمن حزب الليكود.

ويلفت عطايا إلى أن ليبرمان كان وصوليا ومتسلقا ويسعى للصعود دائما بطرق غير أخلاقية، ورغم أن شخصيته فاشلة وعنترية، لكنه يتمتع بذكاء أوصله إلى مراكز داخل دولة الاحتلال، كان آخرها تحالفه مع نتنياهو نفسه.

ويشير أبو عطايا إلى أن دخول ليبرمان لوزارة (الدفاع) بدأ أكثر عقلانية، حتى أنه لا ينكر أنه دخل دورة اعداد ودراسة لمدة ستة شهور لتعلم كيفية التعامل مع الجيش.

ويلفت إلى أنه بعد مسيرة الفشل وعدم تسجيل أي إنجاز سياسي يكتب له عاد مؤخرا للتظاهر بتصريحاته العنصرية ومعارضته لسياسة نتنياهو وأنه يجب التعامل بصرامة مع غزة وهو ما جعل كل الوزراء يتهمونه بالفشل وكثرة الكلام وقلة الفعل.

ونوه أبو عطايا إلى أن استقالة ليبرمان جاءت هروبا من تحمل الفشل وحده وتقديمها يعني إعادة ترميم حزب (إسرائيل بيتنا) وتسويق نفسه للناخب الإسرائيلي من جديد، خاصة مع قرب الانتخابات.

وفي نهاية المطاف يمكن القول إن ليبرمان أصبح شخصية مكشوفة لدى المجتمع الإسرائيلي وفاقدا للثقة، مما يرجح سقوطه في أي انتخابات مقبلة.

البث المباشر