الرسالة نت-كمال عليان
"اعطيناهم غزة وتلقينا الصواريخ" هذا هو لسان حال الصهاينة بعد خمسة أعوام من الانسحاب الصهيوني عن قطاع غزة، الأمر الذي اعتبره بعض اليمينيين الصهاينة ضربة قوية للفكر الصهيوني القائم على دولة من النهر إلى البحر.
ويرى مراقبون للشأن الصهيوني أن الانسحاب من غزة أثبت أن العدو لا يفهم إلا لغة القوة، معتبرين في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة نت" أن الكيان في حالة قوقعة وانحسار.
والمغتصبات التي تم إخلاؤها في قطاع غزة هي 21 مغتصبة أقيمت على أكثر من 15 في المائة من غزة وغالبيتها على الشريط الساحلي للقطاع ويسكنها حوالي 8265 مغتصب.
وكانت الحكومة الأمريكية خصصت مساعدات إلى المغتصبين بقيمة (2 مليار دولار) إضافة إلى قيام الحكومة الصهيونية بتقديم مبلغ 930 ألف دولار كتعويضات تمنح للمغتصبين الذين تم إخلائهم من القطاع.
حالة قوقعة
وأكد حاتم أبو زايدة المتابع للشئون الإسرائيلية أن الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة قبل خمسة أعوام أثبتت أن العدو لا يفهم إلا لغة المقاومة والدم بخلاف طريقة المفاوضات التي لم تثمر عن شيء.
واعتبر أن هذا الانسحاب كان نصرا للمقاومة وأثبت أن خطة الانسحاب من طرف واحد فاشل وأن دولة الكيان في حالة انحصار وقوقعة، مستبعدا أن تكرر (إسرائيل) التجربة مرة أخرى.
ولم يخف أبو زايدة أن الانسحاب كان البذرة الأولى لما حدث في قطاع غزة من حالة انقسام سياسي، مبينا أن ما تبع الانسحاب كان قوة لقدرات حركة حماس لدرجة أن الكيان بات يخاف من استعادة حماس لقوتها بالضفة الغربية.
يذكر أن قطاع غزة كان يخضع للإدارة المصرية قبل حرب عام 1967 كما كان الأردن مسيطراً على الضفة الغربية والقدس الشرقية، وبعد الحرب احتل الكيان الصهيوني القطاع والضفة كما ضم الصهاينة القدس.
ومنذ اندلاع الانتفاضة في أيلول 2000 استهدفت المقاومة الفلسطينية هذه المغتصبات لإجبار الصهاينة على الانسحاب منها وهذا ما نجح في قطاع غزة وشمال الضفة المحتلة.
هزيمة للفكر
المختص في الشئون الإسرائيلية محمد مصلح أوضح أن الدوائر الصهيونية اليمينية تعترض إلى الآن على الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة، مبينا أنهم اعتبروه هزيمة للفكر الصهيوني القائم على دولة من النهر الى البحر.
وقال مصلح:" كل الدوائر الأمنية اعتبرت أن الانسحاب من طرف واحد كان غير سيلم من الناحية الأمنية ولم يتم عنه أي اتفاق مع الفلسطينيين لحماية الصهاينة"، مؤكدا أن الانسحاب طوّر من إمكانيات حركة حماس وحركات المقاومة في القطاع.
وأشار المختص في الشئون الصهيونية إلى أن (إسرائيل) تتخوف حاليا من قدرة حماس الصاروخية إمكانية ضرب مواقع حساسة في الكيان، مبينا أن بعض اليمينيين الصهاينة حملوا الحكومة الصهيونية آنذاك بمسئولية هذا الوضع الذي تعيشه (إسرائيل).
وساهمت الظروف السياسية والاقتصادية، التي مرت بها (إسرائيل) عقب حرب حزيران – يونيو 1967، في صياغة أهداف الاستيطان، في قطاع غزة وطبيعة الغرض منه، حيث سعت من وراء الاستيطان في القطاع، إلى تحقيق جملةً من الأهداف الإستراتيجية، التي لا تتحقق خلال فترة قصيرة، ولا تظهر نتائجها على المدى القريب.
وتمحورت الأهداف الإسرائيلية، حول استنزاف موارد الشعب الفلسطيني، الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والطبيعية، ومن ثم خدمة (إسرائيل) في نزاعها الإستراتيجي مع جمهورية مصر العربية، بالإضافة إلى إضفاء الشرعية على وجود قواتها المحتلة في القطاع، بدعوى أنها موجودة لحماية مدنيين إسرائيليين، إضافةً إلى أهداف سياسية تحول دون الوصول إلى حل سياسي للنزاع الفلسطيني – الإسرائيلي.