شكل اعلان القسام عن كشف بعض ما لديه عن الوحدة الصهيونية التي حاولت العبث والعمل في غزة، على ان التطور لم يعد مقتصراً لدى القسام على التسلح والجانب العسكري فقط، بل هناك وسائل وأجهزة ووحدات تابعة لأجهزة أمن المقاومة، مهمتها جمع المعلومات عن الاحتلال ومواطنيه وجيشه وظروفه العسكرية، وهناك حرب تجسسيه تدور بين المقاومة والاحتلال، فالمقاومة تؤمن أن عليها بناء منظومة أمنية قوية متطورة إلى جانب التقدم العسكري.
ما يميز استخبارات المقاومة أنها تشكل أجهزتها ودوائرها بالصورة التي تتلاءم مع متطلباتها كفصائل مقاومة، لديها من الشباب ذي عقليات إبداعية تستفيد وتتعلم من كل مصدر ممكن وتعتمد على نفسها في تطوير قدراتها ووسائلها الاستخبارية في جمع المعلومات، من الواضح ان المقاومة تهدف من عمليات التمويه والخداع المسّ بقدرة الانذار لدى العدو، حتى تنجح في استكمال استعداداتها للحرب لتحقيق عنصر المفاجأة، في كل وقت وفي كل مكان في الاعمال.
الانجاز الامني للقسام هو متابعة للفشل الميداني والعسكري لعملية خانيونس يتضح من المعلومات التي نشرها القسام انها نتاج جهد استخباري له أثر كبير على سير المعركة المستمرة بين المقاومة والعدو، ويمكننا القول بإيجاز إن ما تم عرضه يحقق الرسائل التالية:
المعلومات التي نشرت تستعمل لغرض وقائي، ودفاعي، لأنها تنذرنا مسبقاً بما كان يدبر ويحاك للإضرار بمصالح شعبنا والمقاومة.
على قيادة العدو ان تفهم انها باتت مكشوفة وان المقاومة استطاعت إحباط خطط أجهزة استخباراتها ومؤامراتها، خصوصاً ما يتعلق بالوحدات الخاصة والعملاء وأدواتهم التقنية وان العمل في ذلك لن يتوقف.
من الواضح ان القسام من خلال ما نشر تهدف المسّ بقدرة الانذار لدى العدو، وضرب كل مفاصله الخبيثة في غزة حتى تنجح في استكمال استعداداتها للحرب لتحقيق عنصر المفاجأة، في كل وقت وفي كل مكان في الاعمال.
علينا نحن المواطنين توفير كل المعلومات المساعدة واللازمة التي تسمح للمقاومة القيام بجميع أدوارها الشاملة وذلك في سبيل تحقيق المصالح الوطنية العليا وضرب مخططات العدو.
فالتخطيط السليم للمعركة يتوقف إلى حدٍ كبير على معرفة نوايا العدو وأسراره، وإن الاستخبارات هي التي تمدُّ القائد بالأسس التي يبني عليها قراراته، وان أفضل المعلومات للكتائب والوحدات المقاتلة هي المعلومات التي تحصل عليها قبل الهجوم على العدو، وهي أكثر فائدة من خريطة كاملة لجميع مواقع العدو التي تنشر بعد الهجوم، كما أن مواجهة العدو تتطلب إعدادا خاصاً، وهذا الإعداد يقوم أساساً على حجم المعلومات التي تكون تحت بصر القائد، وحجم المعلومات يتوقف على حجم الجهد الذي يبذل في جمعها، فبمقدار حجم المعلومات وصدقها تكون دراسة القائد للموقف وتقديره ووضع خططه، ويشترط أن تكون المعلومات بالغة الدقة، وأن تصل في وقت مبكر بقدر الإمكان، لتسع الفرصة للتأكد من صحتها واستكمال معالمها، ثم تصنيفها وتحليلها واستنباط ركائز الخطة العامة للعمل، إذ إن أمن الأمة يتوقف على مدى المعرفة التي تتوافر لديها، وتوافر المعرفة المبكرة ضرورة لتجنب المفاجأة، ولمباشرة وضع الخطط على أسس سليمة.
وباعتقادي هذا ما انتهجته كتائب القسام في الفترة الأخيرة؛ فالاستخبارات هي نفسها التي ترى بها مواطن الضعف والخلل في جسد العدو، كما أن هذا السبق في صراع الأدمغة ما بين المقاومة والعدو الصهيوني سيتطور مستقبلاً، والصالح فيه للمقاومة.