قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: حمى التطبيع.. السلطة تحصد نتاج سياستها تجاه (إسرائيل)

ارشيفية
ارشيفية

غزة-شيماء مرزوق

 يجتاح التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي العالم العربي ودول الشرق الأوسط في تسارع خطير بعدما كانت هذه الدول تعد التطبيع مسألة لا يمكن الاقتراب منها قبل حل القضية الفلسطينية، ولكن نتيجة المتغيرات المتسارعة في المنطقة، يبدو أن الالتزامات تغيرت بالنسبة لكثير من الدول العربية أمام مصالحها الخاصة.

وبدأ العالم العربي وتحديداً الدول الخليجية تجاوز الخطوط الحمراء في ملف التطبيع بصورة فجة كان آخرها البحرين وعُمان.

ويعمل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بقوة على ملف العلاقات مع دول الشرق الأوسط، وبدأ خطوات جديدة تعتمد سياسة الانفتاح الدبلوماسي على العالم العربي والقارة الأفريقية، حيث استقبل رئيس دولة تشاد في القدس رغم انقطاع العلاقات بين البلدين طيلة 46 سنة، ما يشكل ضربات متلاحقة للدبلوماسية الفلسطينية، وضربًا لمبادرة السلام العربية التي تشترط أن يتم التطبيع مع (إسرائيل) بعد حل القضية الفلسطينية وإقامة الدولة.

وبحسب صحيفة هآرتس العبرية، فإن السلطة تعمل على عقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية ومؤتمر الدول الإسلامية؛ لبحث التقارب الذي يجري بين (إسرائيل) وعدد من الدول العربية. ووفقًا للصحيفة، فإن السلطة تنظر إلى ما يجري على أنه تطبيع مع (إسرائيل)، وخاصةً بعد تجدد العلاقات بين (إسرائيل) وتشاد التي زار رئيسها (تل أبيب)، وبعد زيارة بنيامين نتنياهو إلى سلطنة عُمان، بالإضافة إلى الاتصالات الجارية مع السودان والبحرين.

وقال نبيل شعث مستشار الرئيس عباس للصحيفة: "هناك سلسلة من القرارات والإعلانات العربية والإسلامية تنص صراحة على أنه لن تكون هناك عملية تطبيع مع (إسرائيل) دون التوصل إلى اتفاق بشأن القضية الفلسطينية، على أساس مبادرة السلام العربية وقرارات المجتمع الدولي، وما نشهده في الأسابيع الأخيرة يثير علامات استفهام، وبالتالي يجب توضيح الموقف العربي والإسلامي".

وشدد على ضرورة وقف أي تحركات (إسرائيلية) تجاه الدول العربية، مشيرا إلى أن ما يجري يأتي في إطار الضغوط الأميركية على دول افريقية وعربية للتقرب من (إسرائيل) من أجل عزل السلطة الفلسطينية.

ومن الواضح أن السلطة بدأت تستشعر خطورة موجة التطبيع التي تجتاح الشرق الأوسط، التي تهددها بفقدان ورقة مهمة، حيث كانت تأمل أن يكون التطبيع الثمن الذي ستمنحه لـ(إسرائيل) مقابل الدولة الفلسطينية، لكن التطبيع الآن يجري مجاناً وبعيداً عنها، حيث باتت السلطة تحصد نتاج سياساتها اتجاه الاحتلال.

وفي وقت تعيب السلطة على الدول العربية التطبيع، تمارس هي عملية شراكة سياسية وأمنية واقتصادية مع المحتل، ويلتقي رئيسها محمود عباس بكل أطياف دولة الاحتلال، بل، ويعلن صراحة اتفاقه مع رئيس الشاباك على 99% من القضايا، فلا يمكن أن تلوم الدول العربية على التطبيع بينما الجانب الرسمي الفلسطيني يمارسه منذ عقود، وهو الذي فتح الطريق أمام التطبيع العربي. منسق اللجنة الوطنية للمقاطعة المعروفة اختصارًا بـ "بي دي أس (BDS)، محمود نواجعة، قال إن سياسة السلطة الفلسطينية فتحت الطريق أمام حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" لتطبيع علاقاتها مع عدد من الدول العربية والإفريقية والإسلامية.

وأكد نواجعة أن استمرار السلطة في التنسيق الأمني والتزامها بالاتفاقيات الاقتصادية شجّع بعض الحكومات العربية والإسلامية على إقامة علاقات علنية مع الكيان الصهيوني.

وشدد على أن المستوى الرسمي للسلطة "لا يطالب صراحة ومباشرة هذه الدول بوقف التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، بل يعلن دعمه لبعض الأنظمة العربية القمعية".

ونبه إلى أن هذه الدول (المُطبعة مع الاحتلال الإسرائيلي) تسعى لإرضاء أمريكا وبعض الدول العربية طمعًا ببعض المساعدات.

وقد عمد نتنياهو خلال الأشهر الأخيرة على إعادة تفعيل الاتصالات الدبلوماسية، التي أنشئت بعد اتفاقات أوسلو المبرمة سنة 1993، التي عُلقت بسبب اندلاع الانتفاضة الثانية بين سنتي 2000 و2005.

البث المباشر