دعت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار اليوم الخميس للتصدي لمشروع القرار الأمريكي في الأمم المتحدة الهادف لإدانة المقاومة الفلسطينية ووسمها بالإرهاب.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي نظّمته الهيئة أمام مقر "اليونسكو" التابع للأمم المتحدة غرب مدينة غزة، وسط مشاركة ممثلين عن الفصائل والقوى الوطنية وأعضاء هيئة مسيرة العودة.
وقال عضو الهيئة يسرى درويش إن مشروع القرار الأمريكي الظالم والمنحاز للاحتلال؛ يهدف لتجريم حركات المقاومة الفلسطينية ووصمها بالإرهاب؛ ضاربًا بعرض الحائط كل القوانين والمواثيق الدولية التي تكفل لكل الشعوب مقاومة المحتل.
وأوضح درويش أن الإدارة الأمريكية تدفع المجتمع الدولي للانتكاس عن هذا الحق؛ من خلال قلب الحقائق وتبديل المفاهيم وتزوير المعطيات.
وأضاف أن "من يساند هذا القرار الظالم هي أنظمة لم تتخلص من روح الاستعمار، وأخرى مستكينة فاقدة لحريتها واستقلالها وقابلة للإذلال، ومستغلة للوضع غير الطبيعي الذي تمر فيه الشعوب العربية والإسلامية".
وشدد درويش على أن مقاومة الشعب الفلسطيني بكل أشكالها هي عمل مشروع يتماشى مع مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والعهود والمواثيق الدولية الأخرى مع تجارب شعوب العالم أجمع في محاربة الاحتلال.
ودعا درويش جميع القوى والشعوب الحية والعواصم والاتحادات والهيئات الدولية إلى التعبير عن موقفها الواضح في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، والوقوف في وجه القرارات الامريكية المعادية لشعبنا والهادفة إلى إنهاء قضيته.
وناشد كل الدول والحكومات بالانحياز للحرية والعدالة، محذّرًا من الانسياق وراء هذا "القرار الخطير الذي يصف النضال المشروع لشعبنا بالإرهاب، ويبرئ الاحتلال من كافة جرائمه ضد شعبنا".
وطالب درويش السلطة الفلسطينية للإسراع في إزالة العراقيل أمام إعادة بناء الوحدة الوطنية وإنجاز المصالحة؛ كما اتفقت عليه الفصائل في حوارات القاهرة ورفع العقوبات عن غزة.
دعوة للتصدي
ودعا عضو اللجنة القانونية بالهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار أسعد جودة الأمين العام للأمم المتحدة للتصدي لمشروع القرار الأمريكي بإدانة المقاومة الفلسطينية ووسمها بالإرهاب.
وقال جودة "أعددنا كتابا موجه للأمين العام للأمم المتحدة للتصدي للمساعي الأمريكية الهادفة لاستصدار قرار دولي يدين المقاومة".
وأضاف "نخاطبكم في اليوم العالمي للتضامن مع شعبنا الذي أقرته الجمعية العامة عام 1977 للفت انظار العالم لقضيتنا ومعاناة شعبنا؛ ولبذل الجهود للتصدي الأخلاقي والقانوني للمساعي الأمريكية الهادفة لاستصدار قرار دولي يدين المقاومة الفلسطينية وبشكل خاص حركة حماس".
وأوضح جودة أن السلوك الأمريكي يتنافى بشكل واضح مع المبادئ المستقرة بالقانون والقضاء الدولي، وهو استهتار لهذه المبادئ، ويمنح الضوء الأخضر للاحتلال لارتكاب جرائمه بحق شعبنا.
وبيّن أن القانون الدولي منح الشعوب تحت الاحتلال بشكل صريح حقها في مقاومته بكل الأشكال وصولًا لحرياتها؛ "حيث حق تقرير المصير يعد من أهم الحقوق للشعوب المحتلة، ونصت المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة على شرعية حق الشعوب في الدفاع عن نفسها".
وأكد جودة أن شعبنا ينتظر من الأمم المتحدة ضمان عدم نجاح المساعي الأمريكية في طرح أي مشروع لقرار دولي يدين شعبنا في مقاومة المحتل، ومناهضة المحاولات والمساع الأمريكية الهادفة لإدانة المقاومة الفلسطينية.
وذكر أن شعبنا ينتظر السعي الأممي لاستصدار قرار دولي جديد يؤكد على حق شعبنا في مقاومة المحتل، "ويقضي على المحاولات الأمريكية والإسرائيلية الهادفة لخلق التباس متعمد بين المقاومة والإرهاب".
وطالب درويش المجتمع الدولي والجمعية العمومية بشكل خاص لتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية بشكل جماعي وفردي، واتخاذ التدابير العملية التي تفضي باحترام مبادئ القانون الدولي.
وفي ختام الفعالية سلّمت اللجنة القانونية بالهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار كتابًا خطيًّا لمندوب الأمم المتحدة في غزة تمهيدًا لتسليمه للأمين العام للأمم المتحدة بنيويورك.
ومن المقرر أن تصوت الجمعية العامة اليوم الخميس على مشروع قرار قدمته الولايات المتحدة، لإدانة حركة حماس، بعد تأجيل التصويت الذي كان مقررًا الاثنين الماضي.
ويطالب المشروع بإدانة حركة حماس وإطلاق الصواريخ من غزة، ويطالبها بوقف "أعمالها الاستفزازية ونبذ العنف".
وفي حال قبول مشروع القرار سيكون الأول من نوعه الذي يدين حركة حماس في الجمعية العامة للأمم المتحدة.