قائمة الموقع

مركز النور لتحفيظ القرآن يبدد عتمة الزنازين

2010-08-25T09:42:00+03:00

الضفة الغربية – الرسالة نت

انهمك القائمون على مركز لتحفيظ القرآن الكريم في سجون الاحتلال في وضع البرامج التي انطلقت مع بداية الشهر الفضيل، حيث يعيش الأسرى ظروفاً معيشية صعبة لا يبدد وحشتها إلا الأنس بكتاب الله.

ومع بداية الشهر الفضيل أطلق المركز العديد من البرامج من بينها برامج المسابقات في حفظ القرآن الكريم، ابتداء من عدد من الأجزاء وصولاً إلى حفظ القرآن كاملاً وتسميعه أمام لجنة محكمة، وعلى الرغم من ضعف الإمكانيات داخل السجون وقلة الموارد الى أن اللجنة القائمة على المركز تقوم برصد جوائز لهذه المسابقات.

وتشكلت الفكرة الأولى لهذه المراكز من خلال مجموعة من الشباب الذين يحفظون القرآن في سجن مجدو عام 1998، حيث عملوا على إطلاق فكرة المركز والتي تعنى بتحفيظ القرآن الكريم وتعليم أحكام التجويد وتخريج عدد كبير ممن يتقنون تلاوة القرآن بأحكامه كاملة إضافة إلى إعطاء الرواية المتصلة بالسند إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

ويشارك في نشاطات مركز النور شهرياً ما لا يقل عن خمسين أسيراً جلهم من التنظيمات الإسلامية، ويقول الأستاذ علي أبو الرب "أبو دجانة" أستاذ الكيمياء والمشرف على مركز النور حالياً أنه في العام 2009 حصل ما يقارب 250 أسيراً على شهادات التجويد وحصل 24 أسيراً على شهادة حافظ للقرآن وحصل 17 أسيراً على شهادة السند.

الأسرى والسند

ويحرص الأسرى على الحصول على السند كل الحرص، لأنه الشيء المعنوي والمادي معاً الذين يصل الأسير أو الحافظ بسلسلة ذهبية متلألئة تمتد من حافظ كتاب الله إلى أن تصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن اللوح المحفوظ عن رب العزة جل جلاله ، ويجد الأسير فيها تعويضاً معنوياً لحرمانه من صحبة الرسول في الدنيا باتصاله بتلك السلسلة العظيمة .

ومركز النور له باع طويل في السند في مساعدة من أراد أن يحصل على شهادة السند ، يقول الأستاذ علي أبو الرب لا توجد شروط تذكر لكننا نسعى لتقنين الأمر حفاظاً على قدسية السند وهذا ليس من باب التشديد وإنما من باب المحافظة عليه قوياً في نفوس حامليه ومن حولهم.

ومنح مركز النور في السجون عامة 299 شهادة تجويد منها 250 لسجن النقب، ومنح أيضاً 73 شهادة حافظ منها 24 شهادة لسجن النقب، كما منح 34 شهادة سند، وتم إدخال السند إلى السجون من خلال الدكتور عيد دحادحة من بلدة عطارة قضاء رام الله وذلك أثناء وجوده في الأسر.

 بالإضافة إلى مركز النور، فقد دخل للسجون حالياً ما يعرف بمشروع الشفيع حيث هذا المشروع تشرف عليه لجنة الرحمة العالمية ومقرها في الكويت، حيث يعنى هذا المشروع بتحفيظ المنتسبين له خلال سنتين ونصف، حيث يتم خلالهما حفظ المصحف كاملاً بمعدل صفحة في اليوم وجزء في الشهر.

وانطلق المشروع في فلسطين منذ سنوات، لكنه بدأ في السجون بداية العام الحالي، وهناك محفزات مادية لهذا المشروع حيث من الممكن أن يعطى للمنتسب ما قيمته مائة شيكل شهرياً فضلاً عن استعداد القائمين على المشروع مساعدة أهل المنتسب خاصة إن كانوا من ذوي الحاجات إضافة لمكافأة المحفظين والمشرفين.

ويصف مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش المركز بأنه إنجاز استطاع الأسرى من خلاله أن يحولوا سجنهم إلى منارات يرتقون من خلالها إلى أعلى الدرجات، يرافقون من خلالها النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً، وحولوه من محنةٍ إلى منحة، مفشلين بذلك ما خطط له الاحتلال بأن يكون السجن لهم بمثابة مقبرة يدفنون فيها وهم أحياء ويمر عليهم الوقت وهم صامتون لا يحركون ساكناً كأنهم خُشبٌ مسندة، فانكب الأسرى على كتاب الله حفظاً وتجويداً وتعلماً وتعليماً ليجمعوا بذلك الفضلين بفضل العلم والتعليم والفضل في ذلك يرجع إلى الله أولاً ثم لمراكز تحفيظ القرآن التي انتشرت على طول السجون وعرضها لتنال شرف حمل هذه الرسالة العظيمة.

وأكد الخفش أنه دراسة القرآن وعلومه من أهم العلوم التي يتلقاها الأسير في سجون الاحتلال، حيث يقوم على ذلك مجموعة من الأسرى من أصحاب العلم الشرعي والمتخصصين.

 

اخبار ذات صلة