قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: عائلة الطفل "وهبة" تروي لـلرسالة "اللحظات الأخيرة" في حياة طفلها

صورة والد الطفل
صورة والد الطفل

الرسالة - محمود هنية

محمد وهبة ابن الثلاثة أعوام في مخيم نهر البارد بلبنان، طفل جديد يلتحق بركب الأطفال الذين فقدوا حياتهم بعدما تدهورت حالتهم الصحية نتيجة لـحالة الضعف في توفير المستلزمات الصحية للاجئين الفلسطينيين هناك.

في مخيمات لبنان تتوزع دماء الضحية على قبائل عدة إذا ما احتاج للعلاج، فلا الدولة المضيفة توفر مستشفيات خاصة بهم، ولا الواقع الفلسطيني هناك يحتوي على أي من المستشفيات الصحية باستثناء الهلال الأحمر الذي يفتقر لأدنى مقومات الحالة الصحية، ولا الوكالة تغطي نفقات المرضى في المستشفيات اللبنانية المتعاقدة معها.

ودائما تكتفي المستشفيات اللبنانية باستقبال عدد محدود من الحالات، فإذا ما انتهى العدد لا يستقبل مريض ولو كانت حالته الصحية غاية في الحرج، كما حصل مع الطفل وهبة الذي توفي نتيجة تدهور حالته الصحية في الدماغ، دون السماح له بالدخول الى المستشفى مبكرًا، وحال دون علاجه السريع عدم توفر 2000 دولار مع عائلته، ثم لم يجدوا سريرا له يوائم حالته الصحية في غرف العناية الفائقة، طبقا لما يرويه قريبه لـ"الرسالة نت".

ماهر وهبي صحفي مقرب من الطفل، يقول إنّ الاونروا تتعاقد مع مستشفيات بعدد معين من الأسرّة، فإذا ما انتهت تكون الإجابة بكل بساطة "ما في مطرح لاستقبال ابنكم".

ساءت الحالة الصحية للطفل وهبي نتيجة أزمة في الدماغ، نقل على إثرها الى المستشفى الإسلامي الذي يفتقر لغرف العناية الفائقة، لتوصي الطبيبة آية الطرابلسي بضرورة نقله الى أقرب مستشفى بعدما تدهورت حالته الصحية، لكنّ المستشفى الوحيد التي تتعاقد معه الأونروا، لم يستقبله بداية بذريعة عدم وجود أسرة فارغة، وفق رواية وهبي.

يضيف وهبي لـ"الرسالة نت"، "بعد مشاورات عديدة استقبلته المستشفى في غرفة عناية فائقة للكبار لا تتواءم وخطورة حالته الصحية، وبعد سويعات فقط أعلنت إدارة المستشفى وفاته".

ما يزيد مأساة عائلة وهبي، هو غياب المستشفيات أساسا في مخيم "نهر البارد" الذي تقطن فيه العائلة، وهو المخيم الذي تعرض للدمار الكامل بفعل الصراع بين الجيش اللبناني ومجموعة مسلحين، ولم يعد إعماره لهذه اللحظة وهي فصل آخر من فصول النكبة والمأساة والتشرد التي يتعرض لها اللاجئ الفلسطيني في الخارج.

ويشير وهبي إلى وجود قرار من الوكالة بتغطية نفقات المهجرين من المخيم إلى حين إعادة بنائه حيث يقطن فيه قرابة 45 ألف لاجئ، "لكنّها لم تلتزم بقرارها".

ملف الاستشفاء هو أحد الملفات الأساسية التي تعرضت لتقليص حاد من إدارة الوكالة، بذريعة وجود أزمة مالية، إلى جانب ملفات التعليم والإغاثة وغيرها من الملفات التي بدأت الوكالة بالتنصل منها بالتدريج.

تكتفي الوكالة المناط بها إغاثة وتشغيل اللاجئين طبقا لقرار انشائها عام 1948، بدفع ثمن المبيت فقط للمريض، فيما يتكفل هو بتكاليف العلاج باهظة الثمن في بعض الأحيان، اذ يضطر للجوء الى المؤسسات والقطاعات والاستدانة لتغطيتها.

والجدير ذكره أنّ مخيمات البداوي والبارد تشهد حالات غضب واحتجاجات استنكاراً لوفاة الطفل  وتشهد معظم مداخل المخيمات والطرقات الداخلية اشعالاً للإطارات وقطعًا للطرقات.

د. ياسر علي مسؤول ملف اللاجئين في حركة حماس بلبنان، أكدّ ضرورة العمل على صياغة استراتيجية بين الاونروا ومنظمة التحرير ولبنان، تضمن عدم تكرار ما حدث مع الطفل وهبة.

كما طالب علي في حديثه لـ"الرسالة" بتعويض عائلة الطفل وهبة التي تعاني من احتياجات شديدة وفواتير عالية تراكمت نتيجة علاج طفلها.

وذكر أن الفصائل الفلسطينية تملك مؤسسات تتابع القضية مع الجهات المعنية لضمان عدم تكرار الحادثة.

وقد أغلقت معظم المحلات في المخيمات استنكاراً للحادثة وتضامناً مع الطفل.

حادثة وهبة سبقتها حوادث مشابهة لأطفال آخرين توفوا نتيجة الإهمال والتقليصات الطبية، وفق علي.

من جانبها رفضت الدولة اللبنانية التعقيب على الحادثة، واكتفت بالبيان الذي أصدرته وزارة الصحة اللبنانية التي قالت انها اولت اهتماما مسبقا بحالة الطفل.

عائلة وهبة أكدت أن الملف الصحي لطفلها لم تكتمل فصوله حتى النهاية، فقد توفي بعد تدهور خطير في صحته نتيجة عدم التعامل السريع معه من طرف المستشفى الطرابلسي، جراء عدم توفر أسرّة كما تذرعت إدارتها.

 

البث المباشر