قال جنرالان إسرائيليان، إن "حماس نجحت في تحقيق الانتصار خلال معركة الوعي أمام إسرائيل في جولة المواجهات الأخيرة التي شهدها قطاع غزة، لأن الأداء العسكري الإسرائيلي تجاه الحركة مكنها من تسويق روايتها عن الأحداث، على اعتبار أن الجمهور الإسرائيلي لم يحصل على رواية واضحة من دوائر صنع القرار في تل أبيب، مما أصاب الحصانة القومية للإسرائيليين بكثير من الأضرار".
وأضاف الجنرالان ديفيد سيمان-توف ويورام شوارتسر، في الدراسة التي أصدرها معهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أن "حماس سجلت نقاط انتصار واضحة في معركة الوعي، والجمهور الإسرائيلي ظهر مشوشا وخائب الآمال، وقد تجلى ذلك في حالة الإرباك التي عمت الحلبة السياسية والحزبية، وكادت أن تعصف بالحكومة وتسقطها".
وأشار سيمان-توف، الباحث بشؤون الاستخبارات والسايبر، وعمل 25 عاما بصفوف جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، وكتيبة التخطيط الاستراتيجي، ونشر مؤلفات عن المخابرات الإسرائيلية وقوة الردع، إلى أن "النتائج المخيبة للآمال للجولة الأخيرة أمام حماس تتطلب الحاجة لتفعيل دور المجتمع المدني الإسرائيلي لأن يأخذ دوره في معركة الوعي".
وأوضح أنه "يجدر بإسرائيل، الرسمية وغير الرسمية، أن تبدأ بإعداد ما يمكن وصفه بشبكة مدنية للمساهمة بهذه المعركة مستقبلا، بحيث تساهم فيها وزارتا الخارجية والحرب ومؤسسات المجتمع المدني".
وأكد أن "هذا الانتصار الذي حققته حماس في الجولة الأخيرة تحقق رغم أنها أسفرت عن مقتل سبعة من مقاتليها، ونجحت القوة الإسرائيلية في الإفلات من قبضة الحركة، والخروج من غزة، بعد مقتل قائدها، لكن حماس كشفت عن محدودية القوة الإسرائيلية من خلال إطلاق رشقات صاروخية على مستوطنات غلاف غزة والمدن الجنوبية، بجانب استخدام صاروخ الكورنيت باتجاه الحافلة العسكرية".
وأوضح شوارتسر، المستشار الاستراتيجي لمحاربة الإرهاب بمكتب رئيس الحكومة ووزارة الحرب، ورئيس شعبة الإرهاب الدولي في الجيش، وعضو القوة التنفيذية للأسرى والمفقودين، ويعمل اليوم مستشارا خاصا للوزارات الحكومية، ونشر مؤلفات عن القاعدة، أحداث سبتمبر، تنظيمات الجهاد العالمي، أن "كل هذه المراحل جعلت حماس تصمم لنفسها صورة الانتصار التي سعى إليها قادتها من خلال هذه المعركة القصيرة".
وأضاف أن "الناطقين باسم حماس أعلنوا أنها نجحت بفرض قواعد اللعبة هذه المرة على إسرائيل التي أصيبت بالردع، ولذلك لم تذهب إلى تصعيد الوضع مع حماس ردا على القصف المكثف للمستوطنات".
وتحدث أن "الأوساط السياسية والحزبية في إسرائيل شهدت حالة من عدم الرضا من نتيجة المواجهة، الأمر الذي نشر أجواء من الإحباط القائم في الأساس خلال الشهور الأخيرة التي شهدت انطلاق مسيرات العودة الفلسطينية على حدود قطاع غزة".
وأضاف أن "آلة الدعاية التي استخدمتها حماس ركزت على حالة الاستقطاب السائدة قي الحلبة السياسية والحزبية الإسرائيلية، مع العلم أن امتناع إسرائيل عن الرد العنيف على قصف حماس قد يكون بسبب عدم رغبتها بتوتير الوضع في الجبهة الجنوبية، تزامنا مع بدء حملة درع الشمال لكشف أنفاق حزب الله في الجنوب اللبناني، لكن ذلك لم يمنع الحركة من الاستمرار في تسويق روايتها حول انتصارها في معركة الوعي".