متزودة بقليل من الماء، وبعض المتاع الذي يقيها تقلبات الجو، ترحل 14 عائلة ممن يقطنون خربة إبزيق للمكوث بالعراء، بعد إصدار جيش الاحتلال أوامره العسكرية بمغادرة مساكنهم، قبل البدء بإجراء المناورات العسكرية بالذخيرة الحية.
التدريبات العسكرية التي يجريها جيش الاحتلال في المنطقة، واحدة من أكبر تدريباته في الأغوار، حيث تشارك فيها ترسانة عسكرية ضخمة، ويحرص الاحتلال على تنفيذها في المناطق المفتوحة من الأغوار الشمالية، بشكل متكرر وسنوي.
وبعد انتهاء المناورة العسكرية، وعودة المواطنين إلى أراضيهم ومساكنهم من جديد، تكون الأرض التي خصصها أهالي الخربة للزراعة، والتي تعد مراعي لمواشيهم، قد دمرت بالكامل نتيجة حركة الآليات التي تزن عشرات الأطنان.
وكان مزارعو الخربة قد استبشروا خيراً في الفترة الماضية، بعد سقوط الأمطار حيث بدأوا باستغلال الأراضي المسطحة، لزراعتها بالمحاصيل الحقلية، في عمل سنوي، إلا أن التدريبات العسكرية ألحقت خسائر كبيرة بالمزارعين.
ولم تقف الأمور عند هذا الحد فالتدريبات العسكرية في المنطقة لم تنته بعد، وفي الأيام القادمة ستشهد المنطقة مناورات عسكرية أخرى، يخشى سكانها من أن تدمر مساحات إضافية من الأراضي.
تهديد وتشريد
مسؤول ملف الاستيطان في الأغوار الشمالية معتز بشارات، أكد أن غطرسة الاحتلال الإسرائيلي في منطقة الأغوار الشمالية لا حدود لها، حيث التنكيل بالعائلات البدوية التي تسكن الخيام ومساكن بدائية من الصفيح، وتعتاش على تربية المواشي.
وقال في حديث لـ "الرسالة": "يجبر الاحتلال الإسرائيلي سكان خربة إبزيق على ترك مساكنهم ومراعيهم بحجة إجراء مناورات العسكرية، والتي طالما حصدت أرواح العشرات من أهالي الأغوار وتسببت بنفوق المئات من المواشي".
وأشار بشارات إلى أن مخلفات الاحتلال من المناورات العسكرية التي تجريها بالذخيرة الحية، تسببت خلال العام الماضي باستشهاد ثلاثة فلسطينيين، فيما انفجرت في سبعة آخرين منذ بداية العام الحالي، فأصابت ثلاثة منهم بجروح بالغة وما زالوا يتلقون العلاج في المستشفيات.
ونوه إلى أن ما يتعرض له سكان الأغوار جزء من سياسة ممنهجة، تتمثل بإجلاء سكانها لإجراء المناورات العسكرية، وهدم المساكن والمزارع، بهدف تشريد سكان المنطقة، وترحيلهم ضمن مخطط قديم جديد يرمي إلى اجتثاث الوجود الفلسطيني من منطقة الأغوار.
وبين مسؤول ملف الاستيطان في الأغوار أن مخلفات الاحتلال العسكرية المختلفة، ما هي إلا وسيلة خطيرة من وسائل الضغط التي يمارسها الاحتلال، حيث يعمل على إخافة سكان الخربة من العودة إلى مزارعهم وبيوتهم خشية الإصابة بتلك المخلفات.
سياسة تعطيش
الخبير في مجال الاستيطان عارف دراغمة أكد أن الاحتلال هدم في منطقة الأغوار خلال الأشهر الماضية 360 منزلاً ومنشأة يضاف إليها توزيعه إنذارات لهدم 730 منزلاً ومنشأة.
وقال في حديث لـ "الرسالة": "أن تكثيف سلطات الاحتلال عمليات الهدم في الآونة الأخيرة تهدف لتهجير الفلسطينيين من أرضهم وإقامة المستوطنات عليها، ضمن سياسة الاحتلال القائمة على التطهير العرقي".
وأشار دراغمة إلى أن سلطات الاحتلال أخطرت المواطن زياد صوافطة بتدمير خط مياه يملكه في خربة الفارسية بالأغوار الشمالية، وفق إخطار عسكري نهائي، ادعت أنه جاء بعد إخطار مسبق لم يتسلمه المواطن.
وبين أن طول خط المياه المهدد بالتدمير يتجاوز 200 متر، ويروي أراضي مزروعة بالخضروات، وتتذرع سلطات الاحتلال أنه جرى تمديده في نطاق منطقة مصنفة "ج".
وأوضح دراغمة أن هذا الإخطار يشكل امتدادا لسياسة التعطيش التي ينتهجها الاحتلال في الأغوار، حيث يتم حرمان أصحاب الأرض الشرعيين من تمديد خطوط مياه للاستفادة منها.