وزير الأسرى: الأسرى يتعرضون إلى انتهاكات متعددة في رمضان
الرسالة نت- ناهد العالول
ما أن ارتفع أذان المغرب ليعلن نهاية صيام أول أيام شهر رمضان المبارك حتى اجتمعت أسرة الأسير عصام المنيراوى على مائدة الإفطار، وبدل أن تبدأ بتناول الطعام، أجشهت الأم بالبكاء ورفعت يديها للسماء وأخذت تلهج بالدعاء بأن يلم شملها مع ابنها الأسير قبل رمضان القادم وان تكحل عينيها برؤيته قبل أن تفارق الدنيا.
حال الأم المنيراوي ينطبق على ما يزيد على ثمانية آلاف أم أسير تحيا على الأمل والذكرى ، يجدد فيهن رمضان الشوق لأبنائهم الحاضرين الغائبين، كما يجدد الأمل بقرب اللقاء مع الأحبة بعد الابتهال إلى الله عز وجل بان يفك قيدهم ويعيدهم سالمين غانمين .
بكاء على الإفطار
تقول أم الأسير عصام البالغ من العمر 24 عاما " ابنى يقضى حكما بالسجن لمدة 12 عاما ، وهذا خامس رمضان يمر علينا وهو في الأسر، ولم نذق ولن نذوق طعماً للفرح خلال هذا الشهر الفضيل ،طالما لازال ابني خلف القضبان.
وأشارت إلى أن أبنها الأسير معتقل منذ 2005 وأنها محرومة من زيارته منذ 4 سنوات، وأنها تتواصل معه عبر الإذاعات المحلية ، وعن طريق أهالي الأسرى من سكان الضفة الغربية ، مضيفة أنها أرسلت عبرهم مبلغا من المال قبل عدة أيام.
وأضافت وهي تبكي " عندما نجلس لنتناول الإفطار ينقلب البيت كله إلى حزن وبكاء لأننا نفقده في كل وقت ولم نزره إلا زيارة واحدة كانت الأولى والأخيرة منذ أربعة أعوام.
وقاطع والد الأسير زوجته ليقول أن ابنه ينتقل من سجن إلي سجن أخر وهو الآن معتقل في سجن ريمون، مناشدا المنظمات الإنسانية وعلى رأسها الصليب الأحمر أن تتدخل لإعادة برنامج الزيارات المتوقف ، حتى يتمكنوا من رؤية أبنائهم والاطمئنان عليهم ، وتحسين حياة الأسرى الذين يحرمون من كل مقومات الحياة ،وعدم استفزاز مشاعرهم الدينية خلال شهر رمضان المبارك .
اقتحام السجون
أما والد الأسير" مريد الأخرس " المعتقل منذ 20 -11-2001م، يقول بان اشد ما يتعرض له الأسرى في شهر رمضان هو عمليات اقتحام الغرف والزنازين والاعتداء عليهم بالضرب والشتم بحجة التفتيش على هواتف نقالة يستخدمها الأسرى للاتصال بذويهم، حيث تعطل هذه الاقتحامات الأسرى عن الصلاة الجماعية وقراءة القران وحفظه.
وتحدث أن معاناة ابنه لا تتوقف داخل الأسر كونه مصاب بذراعه الأيمن وبسبب هذه الإصابة بترت يده وعمل أول عملية لزراعة يد وتمت بنجاح .
وقال إن شهر رمضان يثير لديه شجونا لان "مريد" اعتقل في الخامس من شهر رمضان وحكم عليه بالسجن عشرين سنة .
وأضاف والده أنه لا يوجد تواصل بينه وبين ابنه الأسير مؤكدا أن الأسرى يعيشون أياما صعبة ومضايقات من قبل سلطات الاحتلال حيث تنفذ وحدات القمع في السجون عمليات اقتحام وتفتيش مستمرة للغرف والخيام وقت السحور أو الإفطار للتنغيص على الأسرى.
وفى هذا الشهر المبارك طالب أهالي الأسرى الفصائل الفلسطينية الآسرة لشاليط بان يتمسكوا بشروطهم ، لإتمام الصفقة حتى تؤتي ثمارها ويعود أبناؤهم سالمين غانمين إلى أهلهم وديارهم .
معاناة متعددة
من جانبه أكد محمد فرج الغول وزير الأسرى ورئيس اللجنة الوطنية العليا لنصرة الأسرى بان سلطات الاحتلال وإدارة السجون تفرض بشكل ممنهج منذ بداية شهر رمضان إجراءات تسعفية قاسية للتضييق على الأسرى وكسر فرحتهم باستقبال هذا الشهر الفضيل ،الذي يتفرغون فيه إلى العبادة وقراءة القران وحفظه ، والصلاة الجماعية ،والابتهال إلى الله بالدعاء .
وأوضح الغول بان الاحتلال يستهدف خلال رمضان الجانب الروحانى والايمانى لدى الأسرى في هذا الشهر الفضيل، بفرض عقوبات تعكر صفو الجو الايمانى الذي يسود السجون مع إقبال شهر رمضان .
وتنفذ وحدات القمع في السجون عمليات اقتحام و تفتيش مستمرة للغرف والخيام والزنازين ، بحجة التفتيش الأمنى عن أغراض ممنوعة وهواتف خلوية ، كما تعزل بعض الأسرى في الزنازين الانفرادية وتحرمهم من ممارسة الشعائر الدينية بشكل جماعي مع بقية الأسرى ، كما أنها لا تقدم طعاما يناسب هذا الشهر سواء من حيث النوع أو الكمية.
وذكر أن سلطات الاحتلال تمارس سياسة التنقلات بين الأقسام والسجون ، وتحرم الأسرى من صلاة التراويح بشكل جماعي في ساحة السجن ، و كذلك تحرم الأسرى في بعض السجون من إلقاء المواعظ الدينية بشكل جهري خلال صلاة التراويح.
وأشار الوزير إلى أن هناك العديد من السجون ومراكز التوقيف والتحقيق ، لا يعرف فيها الأسرى موعد الإفطار والسحور، فهناك يستوي الليل مع النهار، حيث أن هذه السجون لا تدخلها الشمس، ولا يسمع فيها أذان ، وبعضها تم إنشاؤه تحت الأرض.
ولفت إلى أن الاحتلال يتلاعب بوقت إدخال الوجبات ، وفى بعض الأحيان يدخل وجبة السحور بعد أذان الفجر، فلا يستطيع الأسرى تناولها ، أو تدخل وجبة الإفطار قبل موعد المغرب بساعات ، مما يفسد الأكل ، بالإضافة لحملات التفتيش المستمرة وقت السحور أو الإفطار للتنغيص على الأسرى .
وتتعمد إدارة السجون تحديد موعد النزهة وقت الظهر خلال الحر الشديد ، مما يحرم الأسرى الصائمين من الخروج إلى الفورة وخاصة في السجون التي تقع في الأجواء الصحراوية نظراً لارتفاع درجات الحرارة .
كما تحرم الأسرى في رمضان من إدخال الأغراض الخاصة بهذا الشهر كالتمر وزيت الزيتون وحاجيات صناعة الحلويات، وفى أحسن الأحوال تعرقل دخولها لأسبوعين أو أكثر حيث يقترب شهر رمضان على الانتهاء، وذلك إمعاناً في التضييق علي الأسرى .
وناشد وزير الأسرى المؤسسات الحقوقية الدولية التدخل لوقف اعتداءات الاحتلال على الأسرى خلال هذا الشهر الفضيل ، واحترام الشعائر الدينية في هذا الشهر.