تبين أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، كان قد عارض يوم أمس الخميس، إخلاء البؤرة الاستيطانية "عمونا"، وبناء عليه، طلب من رئيس أركان الجيش، غادي آيزنكوت، إجراء تحقيق انضباطي مع السكرتير العسكري للحكومة، آفي بلوت، لأنه لم يقم بنقل قرار رئيس الحكومة بوقف إخلاء البؤرة الاستيطانية .
وجاء أن بعد هبوط طائرة نتنياهو، مساء أمس الأول، تم إبلاغ الجهات المقربة منه بأن عملية الإخلاء على وشك أن تخرج إلى حيز التنفيذ. وادعت مصادر مقربة من نتنياهو أن الأخير توجه إلى بلوت، وطلب منه عدم تنفيذ عملية الإخلاء.
وبحسب صحيفة "هآرتس"، فقد جرت في الساعة 22:00 من مساء الأربعاء محادثة تنسيق بين كبار المسؤولين في قيادة المركز في الجيش الإسرائيلي وقوات الشرطة وحرس الحدود بشأن عملية الإخلاء. وصودق عليها في الساعة 22:30. وفي الساعة 04:30 من فجر الخميس وصلت القوات إلى البؤرة الاستيطانية.
وبحسب التقرير، فإن القائم بأعمال المفتش العام للشرطة، موطي كوهين، لم يكن يعلم بعملية الإخلاء. كما ادعى وزير الأمن الداخلي، غلعاد إردان، أنه اكتشف عملية الإخلاء من وسائل الإعلام في ساعات الصباح المبكرة.
ونقل عن مستوطنين قولهم إن الجيش أبلغهم مسبقا بعملية الإخلاء، رغم أن جهات أمنية لم تكن متأكدة من تنفيذ العملية. وبالنتيجة، فإن المستوطنين استدعوا ما يطلق عليهم "شبيبة التلال" وناشطي اليمين المتطرف إلى المكان بهدف إطالة مدة عملية الإخلاء.
وكانت قوات الأمن قد قامت بإخلاء مبنيين متنقلين (كرافانات)، صباح الخميس، وعشرات المستوطنين من المكان. وخلال العملية تم اعتقال 7 مستوطنين، ولكن أطلق سراحهم بعد بضع ساعات.
وبحسب شرطة حرس الحدود، فإن نحو 300 مستوطن أشعلوا الإطارات على مدخل البؤرة الاستيطانية، وسكبوا الزيوت على مداخلها، ورشقوا قوات الأمن بالحجارة، ما إلى إصابة 6 من عناصر شرطة حرس الحدود بإصابات طفيفة.
يذكر أن البؤرة الاستيطانية "عمونا" كانت قد أخليت قبل سنتين، لأنها تقوم على أرض فلسطينية خاصة، إلا أن قوات الاحتلال قامت بإغلاق الطريق أمام الفلسطينيين، وأعلنت عنها "منطقة عسكرية مغلقة"، ولكن على أرض الواقع فإن هذه المنطقة ظلت مغلقة أمام الفلسطينيين فقط، ومتاحة للمستوطنين.