قائمة الموقع

عباس يبرئ قادة الاحتلال من دماء أطفال غزة

2009-10-05T17:08:00+02:00

باسم أبو عطايا - الرسالة نت

رحم الله شهداء غزة ، الذين سقطوا على يد مجرمي الحرب ، في مجزرة صهيونية حركت ضمير العالم بأسره لهول الجريمة التي اقترفت بحق قطاع غزة أثناء العدوان في عملية "الرصاص المصبوب".

حرب إبادة حقيقية لم تكن مستغربة من قاتل هو بالأساس عدو مغتصب معتد محاصر للحياة في غزة ، ومع ذلك لم تمر الجريمة وتحرك كل الشرفاء في العالم ونزلوا إلى الشوارع منددين بإسرائيل وجيشها وقيادتها مطالبين بمعاقبتهم وتقديمهم إلى محاكم مجرمي الحرب الدولية.

 قالوا .. وقلنا

وبالرغم من هذه المطالبة وقفت سلطة رام الله التي يقودها محمود رضا عباس المنتهي الولاية على نفس المسافة التي وقفت فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي ولم يسمح لفلسطينيي الضفة بالنزول إلى الشوارع لمساندة إخوانهم في غزة على غرار ما جرى في فنزويلا مثلا وقلنا لعل عباس يفكر في شيء اكبر من التظاهر لوقف الحرب ثم فاجأنا بأنه لا يريد أن يذهب إلى قمة قطر التي خصصت للمشاورة واتخاذ قرار عربي لوقف الحرب ، وقلنا حينها لعل عباس يفكر في إجماع عربي اكبر من قمة الدوحة لوقف العدوان .

وجاء الحديث عن رفع دعاوى من محامين عرب وأجانب لمحاكمة قادة الاحتلال شريطة أن توافق السلطة ولم تأتى الموافقة فقلنا لعل عباس يريد أن تأخذ القضية شكل رسمي اكبر من أن يقتصر على جمعيات ومنظمات وقالوا.. وقلنا..

حتى جاءت لحظة الحقيقة التي كشفت فيها دولة الاحتلال عن دور السلطة ومشاركتها في الحرب على غزة بل وتوسلها لشن هذه الحرب .

ولم نشأ أن نصدق هذا القول وان كنا لم نشك فيه كثيرا ولمسناه أثناء الحرب ولكن لأنه صادر عن إسرائيل حاولنا أن نعتبره في إطار زيادة الفرقة والخلاف بين الضفة وغزة .

فبعد قتل المقاومة في الضفة ، وبعد تنسيق امني مع إسرائيل في السر والعلن ، تأتي فضيحة تقرير غولدستون ويقف عباس ليبرئ قادة الاحتلال من جريمتهم ويلقي إليهم طوق النجاة ويقف في وجه العالم كله ليبيع الشهداء ويتنازل عن حق الجرحى والمصابين والمعاقين، وليعفي الاحتلال من العقاب، بقراره سحب التصويت على التقرير في اللحظات الأخيرة.

 مباركة صهيونية

وقع الخبر على الصهاينة كان مستغربا وان كان الاتفاق على سحب التقرير تم اثناء اللقاء الثلاثي الذي جمع منتهي الولاية عباس بنتنياهو  في نيويورك برعاية المخلص باراك  اوباما إلا أن صحيفة "معاريف" وصفت قرار السلطة  بـ"الإنجاز الإسرائيلي".

تحت عنوان "رئيس الحكومة يضغط، والفلسطينيون يطلبون عدم مناقشة تقرير غولدستون"، كتبت الصحيفة أنه كان من المفترض أن تناقش الأمم المتحدة، ، الطلب الفلسطيني بتبني النتائج التي تضمنها التقرير، إلا أن الضغط الذي مارسته إسرائيل والولايات المتحدة قد أثمر عن نتائج، وتراجع عباس عن الطلب في اللحظة الأخيرة.

وأشارت الصحيفة إلى أن سحب السلطة للطلب كان مفاجئا، حيث أنه كانت هناك غالبية مؤيدة للاقتراح في مجلس حقوق الإنسان. ونقل عن مسئولين في منظمات حقوق الإنسان قولهم إن التراجع الفلسطيني يأتي في أعقاب ضغط الولايات المتحدة الشديد. وبحسبهم فإن الولايات المتحدة قدمت "تعهدات ما" للسلطة الفلسطينية مقابل التنازل عن اقتراح القرار.

وكتبت أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتانياهو، ووزير الحرب إيهود باراك، ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان قادوا حملة دبلوماسية بهدف تفادي مناقشة نتائج تقرير غولدستون في مؤسسات الأمم المتحدة، وأجروا اتصالات مع زعماء أوروبيين، ومع الإدارة الأمريكية.

والسؤال المطروح ماذا وعدت إسرائيل وأمريكا عباس ؟ هل التقدم في العملية السلمية كما حاولت أبواق السلطة في رام الله من أمثال عريقات الذي يستخف بعقول البشر وهو يتحدث عن عدم سحب التقرير وعدم قدرة السلطة على سحبه كونها عضوا مراقبا وليست عضوا في مجلس الأمن ونسي عريقات أن عشرات القرارات مررها الفلسطينيون عن طريق المجموعة العربية و منظمة المؤتمر الإسلامي وحتى دول أجنبية.

ثم يخرج بوق آخر ليدعي باسم عباس ان سحب التقرير جاء لجمع أغلبية والاستعداد أكثر بعد ستة أشهر لمواجهة الفيتو الأمريكي.

ادعاء نمر حماد هذا يعبر عن الاستخفاف بعقول الناس، فهو يعرف أن القرار كان يحمل أغلبية لم يحصل عليها اى قرار فلسطيني من قبل وان أكثر من خمسة وثلاثين دولة كانت ستصوت لصالح التقرير والأدهى والأمر يا سيد حماد منذ أكثر من شهرين وإسرائيل تعلم بهذه الخطورة وقامت بتشكل لجنة دفاع أعدت تقريرا وزع على جميع السفارات في العالم لشرح موقف قادة الاحتلال والدفاع عنهم وتغير موقف الدول التي كانت أصرت على موقفها من تقديم قادة الاحتلال للمحاكمة فكيف تتحدث اليوم عن حاجتك لستة أشهر أخرى للاستعداد ماذا كنت تفعلون قبل وما هي الاستعدادات يا سيد حماد؟

 راعي قطيع

عباس في رام الله يقود قطيعا من الأغنام وللأسف في فتح ومنظمة التحرير فلا يشاورهم في قرار ولا يطلب مصادقتهم عليه وان اتخاذ قرار ليس مسموحا لأحد من معارضيه فأين أولئك الذين يدعون زورا بأنهم شركاء في المنظمة؟ لماذا لم يحاسبوا عباس لماذا يقفون صامتين اليوم على ما يقوم به عباس من خيانة أصبحت لا تحتاج إلى بحث أو إثبات؟

فماذا ينتظرون أن يعترف عباس بيهودية الدولة ويتنازل عن كل شيء باسمكم؟ كيف سنطلب من العالم الحر بعد ذلك مساندتنا والوقوف إلى جانبنا إذا حاولت إسرائيل إعادة الكرة اسمعوا لمندوب إسرائيل في الأمم المتحدة الذي قال  إن القرار الفلسطيني بسحب الاقتراح يثبت صوابية الإستراتيجية التي عملت بموجبها الحكومة الإسرائيلية ووزارة الخارجية.

يجب أن يحاسب الشعب الفلسطيني عباس قبل المطالبة بمحاسبة قادة الاحتلال يجب ان يقف عباس أمام محاكمة شعبية ووطنية فلسطينية على جريمته بحق غزة وأبنائها فاليوم لا فرق في نظرنا بين ما قام به مجرمو الحرب الصهاينة وما قام به محمود عباس.

اخبار ذات صلة