في الآونة الأخيرة كثرت المطالبات للإفراج عن أكبر الأسرى سنا فؤاد الشوبكي الذي اقترب من الثمانين، وذلك نظرا لتردي أوضاعه الصحية بسبب كبر سنه، لكن تبين بعد ذلك أنه يعاني من سرطان "البروستاتا" حتى نقل لأكثر من مرة للمستشفى ليتلقى العلاج لكن دون فائدة، فوضعه يتراجع بشكل ملحوظ.
الأسير الشوبكي هو واحد من بين 23 أسيرا يطاردهم الخبيث بأنواعه في مضاجعهم داخل المعتقلات (الإسرائيلية)، دون تقديم العلاج الذي يخفف عنهم، بل تزداد أوضاعهم خطورة.
ومن المتوقع أيضا أن يزداد وضع الأسير سامي أبو دياك - 36 عاما - خطورة فهو يعاني السرطان في الأمعاء وحالته الصحية متدهورة جدا ومن المتوقع استشهاده في أي لحطة كونه يتعرض لجريمة قتل بالبطيء.
يقول عبدالله الصغيري الناطق باسم نادي الاسير أن هناك عددا من الحالات الخطيرة داخل المعتقلات (الإسرائيلية) وذلك باعتراف مصلحة السجون، دون أن يتلقى أحدا منهم العلاج اللازم.
وأكد أن أبو دياك وضعه خطير وطالبنا بالإفراج المبكر عنه، لاسيما وأطباء السجن أكدوا أكثر من مرة أنه لن يعيش لفترة طويلة.
وأضاف "للرسالة":" الانسان الطبيعي بحاجة لذويه أثناء مرضه، فما بالكم بالأسير المحروم من صحته وعائلته فالوضع لديهم يكون مضاعف دون رحمة من ادارة السجون".
ولفت الصغيري إلى أن هناك مطالبات بالإفراج عن الأسرى المرضي لاسيما الذين يعانون أمراضا خطيرة لتلقي العلاج في المستشفيات الفلسطينية، بدلا من المسكنات التي تمنحهم اياها مصلحة السجون.
وبحسب متابعته، فإن أمنية الأسير المريض هو الموت بين عائلته، وأن يقضي لحظاته الأخيرة وسط دعمهم النفسي والأخذ بيده.
وعن مطالبهم المستمرة للإفراج عن الأسرى المرضى ومدى استجابة مصلحة السجون لذلك، أكد الصغيري أنها دوما ترفض كون ما يحكمها هو مخابرات الاحتلال وليس المحاكم التي تفتقر اساسا للمقومات الاخلاقية والانسانية، لافتا إلى أن الالتماس الذي يُقدم سرعان ما يُرفض وحينما يشعرون أن الأسير لم يتبقَ لحياته سوى أياما معدودة يفرجون عنه كما حدث مع الاسير زهير لبادة.
ورغم تهرب المحاكم الاسرائيلية من النظر بعين الرأفة للأسرى المرضى، إلا أنه يتأمل من المحكمة الأسبوع المقبل الإفراج عن الأسير أبو دياك.
ولفت الصغيري إلى أن نادي الأسير والمؤسسات المحلية المتابعة لشؤون الأسرى تسعى لممارسة ضغوط على مؤسسات حقوقية وانسانية دولية، لكن المناشدات لا تلقى أهمية لدى الاحتلال فقد حدث ذلك عدة مرات حينما رفعت تقارير بشأن وضع الأسرى الصحي.
الاهمال الطبي المتعمد
وفي ذات السياق، يقول رياض الأشقر الناطق الاعلامي باسم المركز عبر بيان صحفي، بأن أخطر حالات الأسرى المصابين بالسرطان في سجون الاحتلال الأسير سامي أبو دياك، مشيرا إلى أنه نتيجة عدم توفر علاج مناسب للأسرى المصابين بالسرطان، فإن أوضاعهم الصحية تتراجع بشكل مستمر، ومنهم الأسير ياسر ربايعة (44 عاماً) من محافظة بيت لحم، ومحكوم بالسجن المؤبد، ويعاني من سرطان الأمعاء، وحالته الصحية في تراجع، وتماطل إدارة السجون في إجراء عملية جراحية له لاستئصال الورم.
وتطرق خلال البيان إلى وضع الأسير بسام السايح (45 عاماً)، من مدينة نابلس، والذي يصنف بأنه من أخطر الحالات المرضية في سجون الاحتلال، ويعاني من سرطان مزدوج في الدم والعظم، ونتيجة الإهمال الطبي تراجعت صحته، وأصيب بقصور حاد في صمام القلب، ومشاكل في الرئتين، وصعوبة في التنفس.
وحذر الأشقر من الخطورة الحقيقة على حياة هؤلاء الأسرى المصابين بالسرطان، نظراً لأوضاعهم الصحية الصعبة، وعدم تلقيهم العلاج المناسب لحالتهم المرضية، حيث يقدم لهم الاحتلال ما يبقيهم أحياء فقط، حتى لا يتحمل مسؤولية وفاتهم داخل السجون.
ويعتبر مرض السرطان السبب الأول في استشهاد الأسرى، الذين سقطوا نتيجة الإهمال الطبي المتعمد داخل السجون.
ونوه إلى أن الأسرى، الذين يصابون بأمراض السرطان داخل السجن تلاحقهم آثاره خارج السجن، وأدت في كثير من الحالات إلى استشهاد الأسرى بعد التحرر، كالأسير فايز زيدات، والأسير
زكريا عيسى، والذي استشهد بعد إطلاق سراحه بأربعة أشهر فقط، نتيجة معاناته من مرض السرطان، كذلك الأسير المحرر الشهيد حسن عبد الحليم ترابي من نابلس، والذي عانى مدة طويلة من السرطان، وحين قارب على الموت قامت بنقله الى مستشفى العفولة، واستشهد بعد 3 أسابيع من إطلاق سراحه عام 2013.
ودعا الأشقر كافة المعنيين بقضية الأسرى ووسائل الإعلام تسليط الضوء على معاناة الأسرى المصابين بالسرطان في سجون الاحتلال، والمطالبة بضرورة إطلاق سراحهم دون شرط قبل أن يلاقوا حتفهم داخل السجون نتيجة إصابتهم بهذا المرض القاتل، وخاصة في ظل استهتار سلطات الاحتلال بحياتهم.