اكد كاتب "إسرائيلي"، أن رئيس سلطة رام الله محمود عباس، اللاعب النشط في الساحة الجنوبية، يسعى لدفع "إسرائيل" إلى شن حرب جديدة ضد حركة حماس؛ لإنهاء حكمها في قطاع غزة.
وأوضح الكاتب الإسرائيلي في صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، نداف شرغاي، أن "مسيرات العودة ترتدي بالتدريج ذات النمط العاصف الذي كانت عليه قبل بضعة أشهر"، معتبرا أن سبب "الانهيار التدريجي للتفاهمات بين "إسرائيل" وحماس يرتبط هذه المرة بقدر بهما لأن من مصلحتهما الهدوء والتهدئة، ويرتبط بالذات في هذه المرة برئيس السلطة محمود عباس".
وقدر مصدر استخباري إسرائيلي، في استعراض للأوضاع أمام الحكومة هذا الأسبوع، عن الدوافع خلف سلوك "حماس" في الساحة الجنوبية على النحو التالي، بأن هذا السلوك يرجع 80 بالمئة منه بسبب عباس والباقي إسرائيل.
وأكد شرغاي أن "عباس يمارس ضغطا اقتصاديا ثقيلا على حماس في غزة كي ينزع سلاحها، وينقل له السيطرة في القطاع، أما حماس فتختار الرد بتصعيد منضبط حيال إسرائيل".
وأضاف أن "طرفي النزاع الفلسطيني يتوقعان أن تقوم إسرائيل بالعمل نيابة عنهما، فحماس تعتقد أن إسرائيل بجانب مصر، قادرة على الضغط على عباس كي يستأنف ضخ أموال السلطة للقطاع، وعباس يصر أن تقوم إسرائيل بالعمل نيابة عنه، وتسقط حكم حماس في غزة".
ونوه إلى أن "حماس وفتح يقرران شد الحبل عشية الانتخابات الإسرائيلية، ومع تنصيب رئيس الأركان الجديد الجنرال أفيف كوخافي؛ الذي يدرك أن غزة التي تقع في آخر سلم الخطورة (بعد إيران وحزب الله والضفة) هي الأكثر اشتعالا وتفجرا"، زعما أن "الاحتواء "الإسرائيلي "لحكم حماس في القطاع، أمر سيء لأبو مازن؛ الذي أكد لعبد الفتاح السيسي أنه سيوقف تحويل الأموال لغزة".
وفي مقابل "طلاق عباس، اختارت حماس التصعيد المتجدد للأحداث على السياج، وقادتها يوضحون لمصر أنهم يتوقعون من إسرائيل أن تمارس نفوذها الكبير على عباس الذي يتعلق حكمه بها، مقابل الهدوء".
وبين "هذين الضغطين المتناقضين، تختار تل أبيب مواصلة السير بين القطرات"، وفق الكاتب الذي زعم أن "الرد العسكري على الاستفزازات المحدودة لحماس يبقى طفيفا، ومع ذلك، تؤخر إسرائيل حاليا تنفيذ الدفعة المالية الثالثة من الأموال القطرية للقطاع".
وذكر أن أحد الوزراء الإسرائيليين تساءل: "لماذا يدفع عباس حماس نحو مواجهة مع إسرائيل؟"، مضيفا: "التحول في غزة يجسد أكثر من أي شيء آخر ما نسب لعباس نفسه، حيث خصومته الشديدة مع حماس أخرجت منه كلمات يمكن أن تنسب لوزير الأمن المستقيل أفيغدور ليبرمان أو وزير التعليم نفتالي بينيت".
كما قدر موظف أمريكي كبير، أن "عباس العجوز يوظف نصف طاقته في صراعه ضد حماس، على محاولة إحياء المسيرة السياسية مع إسرائيل"، ونوه شرغاي إلى أن "عباس في لقاءات غير رسمية، يقول علنا إنه يسره لو أن إسرائيل تقضي على حكم حماس".
وفي سياسته تجاه غزة وحركة "حماس"، كشف الكاتب أن "عباس طلب من السيسي العمل على وقف المساعدة القطرية لحماس، فأجيب بالسلب".
ورأى أن أي خطوات تصعيدية جديدة من عباس تجاه حماس، من شأنها أن "تولد تصعيدا"، موضحا أن "حماس أثبتت أنها لا تتردد في استخدام إسرائيل كرافعة ضغط على عباس، بل دعت عباس عير قيادة مسرات العودة إلى التراجع عن خطوة إخلاء الموظفين من معبر رفح، وإلا ستعود كل مظاهر الاحتجاج الشعبي وسيتفجر الوضع".
ومع تزامن حالة التوتر هذه مع الانتخابات الإسرائيلية، نبه الكاتب أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، "غير معني بالتصعيد في الجنوب، ولكن إسرائيل لن تقبل إهانة أخرى مثل إطلاق 460 صاروخا عليها في تشرين الثاني الماضي.
وفي الوقت الذي "تفضل حماس الهدوء لإعادة بناء نفسها، فإن عباس يحاول دفع الطرفين لمواجهة أخرى والاستفادة منها"، بحسب شرغاي.