زاد التخبط في الحكومة الأمريكية من ضعف مؤشر الدولار أمام سلة من العملات الرئيسية وكذلك أمام الشيكل (الإسرائيلي).
الحكومة الأمريكية والتي تعيش أكبر فترة إغلاق جزئي في تاريخها، بسبب الجدل الدائر بين الجمهوريين بقيادة ترامب والديمقراطيين، زاد من الضبابية حول مستقبل الدولار، ودفع بالذهب للصعود، والذي تعزز سعره مع رفض بريطانيا خطة البريكست.
وتجدر الإشارة إلى أن ضعف الدولار خيّم على الشيكل ودفع بالعملة (الإسرائيلية) للصعود إلى مستويات 3.68 بعد أن وصلت إلى 3.77 الشهر الماضي.
** المستقبل للذهب
ووفق بنك (إسرائيل)، ارتفع الشيكل إلى مستويات 3.67 أول أمس الثلاثاء، بصعود نسبته 0.54%، وانخفض أمام اليورو بنسبة 1% إلى مستويات 4.18 يورو.
وحدد بنك (إسرائيل) سعر الفائدة على الشيكل والدولار بنسبة 0.246٪ إلى 3.67 دولار، وحدد سعر الشيكل أمام يورو بنسبة 0.106٪ عند 4.23 يورو.
ويتداول الشيكل بأقوى سعر له منذ ثلاثة أشهر مقابل الدولار وأقوى سعر له خلال شهرين مقابل اليورو.
بدوره، قال يوسي فريمان الرئيس التنفيذي لإدارة المخاطر والاستثمارات في "بريكو" إن أنشطة المؤسسات المالية المحلية والشركات على الشيكل (الإسرائيلي) تؤدي إلى توفير العملة الأجنبية، وهو ما يعزز قيمة الشيكل.
وأوضح فريمان أن ارتفاع الطلب على الشيكل، ستؤدي وعلى المدى الطويل، إلى ارتفاع سعر الشيكل مقابل الدولار، ولكن على المدى القصير ربما يكون قد استمر على وضعه الحالي.
وعلى الصعيد العالمي، تراجع الدولار، مقتربا من أدنى مستوى في ثلاثة أشهر بفعل مؤشرات على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي، قد يوقف قريبا تشديده للسياسة النقدية.
وأظهر محضر اجتماع المجلس في 18 و19 ديسمبر الماضي، أن العديد من صناع السياسات يؤيدون أن يُبقي البنك المركزي على أسعار الفائدة مستقرة هذا العام.
وأضعف ذلك الدولار في وقت يبيع المستثمرون عملات الملاذ الآمن، بسبب تنامي التفاؤل بشأن محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين.
ومددت الصين والولايات المتحدة محادثات تجارية في بكين، مما دعم أسعار النفط والمعنويات بصفة عامة.
وفي سياق متصل، ارتفعت أسعار الذهب، أول أمس الثلاثاء، مع هبوط الدولار، بفعل توقعات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي لن يرفع أسعار الفائدة العام الجاري، وهبوط الأسهم الآسيوية، بعد بيانات صينية ضعيفة تشير لتباطؤ ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وزاد الذهب في التعاملات الفورية 0.4 بالمئة إلى 1291.97 دولار للأوقية. وصعد الذهب في العقود الآجلة في الولايات المتحدة 0.2 بالمئة إلى 1292.10 دولار للأوقية.
وارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية أكثر من 11 بالمئة منذ أن سجل أقل مستوى في عام ونصف العام في منتصف أغسطس عند 1159.96دولار، بسبب تقلبات أسواق الأسهم وضعف الدولار.
وقال بنك "إيه.إن.زد" في مذكرة بحثية: "قطاعات المعادن النفيسة تواصل الاستفادة من الدولار الأضعف وهبوط دوري لأسواق الأسهم".
وأضافت المذكرة: "كما أن المخاطر الجيوسياسية بدأت تحفز بعض عمليات الشراء في أصول الملاذ الآمن. وزاد قلق المستثمرين بعد رفض البرلمان الانفصال البريطاني. وفي الوقت ذاته يبدو أنه لا نهاية في الأفق لإغلاق الحكومة الأمريكية".
وارتفع الذهب أمس الأربعاء، بدعم من الضبابية التي تكتنف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعدما رفض المشرعون اتفاق رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي للانفصال عن الاتحاد، في حين تزايدت الدعوات لوقف رفع أسعار الفائدة الأمريكية.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت في بداية العام عن نيتها فرض رسوم وضرائب قيمتها 25% على واردات الفولاذ و10% على الألمونيوم، وستتضمن الرسوم الفولاذ والألمونيوم القادم من الصين.
وردت الصين خلال الشهر الماضي بفرض رسوم على سلع أمريكية بقيمة 3 مليارات دولار، بينها لحم الخنزير والنبيذ.
وقالت الصين إن الخطوة جاءت لحماية مصالحها وتعويض الخسائر الناتجة عن الرسوم الأمريكية.
وردت الولايات المتحدة بدورها بإعلان نيتها فرض رسوم بقيمة 50 مليار دولار على منتجات صينية، وألقت باللائمة على سياسة الملكية الفكرية التي تنتهجها الصين، ومنها إجبار الشركات الأمريكية على مشاركة التكنولوجيا التي تستخدمها مع شركات صينية.