بالقليل من المعدات الخاصة بالترحال، وكاميرا متواضعة، يطوف العشريني عبد الرحيم الزريعي أرجاء قطاع غزة كافة، مشيا على الأقدام أو على الدراجة النارية.
الشاب الزريعي الذي يحلم في أن يصبح رحال فلسطين الأول، بالوصول إلى كل مكان في فلسطين مشيا على الأقدام، حاول مرارا العبور إلى الضفة الغربية عبر معبر بيت حانون "إيرز" إلا أن محاولاته قوبلت بالرفض الأمني دون مبرر.
ويتواصل عبد الرحيم مع عدد من الشباب الشغوف بالترحال في الضفة المحتلة والداخل المحتل، على أمل أن يلتقوا مع بعضهم قريبا في المسجد الأقصى، والذي يبدو لهم المكان الأفضل للانطلاق إلى باقي أرجاء فلسطين.
ويروي الزريعي تاريخه مع الترحال، حيث أكد أنه منذ صغره يحب أن يجوب الشوارع البعيدة عن منزله، ويدخل الحارات المجاورة والبعيدة في وقت لم يتجاوز عمره بضع سنوات.
واتجه الرحال إلى تحقيق حلمه، بعد تخرجه من الجامعة عام 2014 ولم يجد عملا في ظل صعوبة الأوضاع في قطاع غزة، مؤكدا أنه وثّق جميع المناطق الأثرية في القطاع.
وقال الزريعي: "هناك الكثير من الأماكن التي لا يعرفها الجميع، فترحلت في جميع محافظات القطاع وعملت على نشرها عبر مدونتي الخاصة ومواقع التواصل الاجتماعي في كتابة منشور صغير مع عدد من الصور ومقاطع الفيديو".
ولفت إلى أنه مشى مسافة 53 كيلو مترا بعشر ساعات متواصلة، من معبر ايرز شمالا، وحتى معبر رفح جنوب القطاع، مضيفا: "لو سنحت الفرصة للمشي مسافة أكبر لاستمريت".
ويسعى رحال غزة لإيجاد رعاية لمبادرته، على أمل السفر إلى نيبال والوصول إلى "إيفرست" أعلى قمة في العالم، في شهر أبريل المقبل.
وأضاف: "لم أستطع الالتقاء مع أشقائي الفلسطينيين في الضفة والداخل ولكن سنلتقي على قمة ايفرست وعلى أمل أن نلتقي مجددا في القدس".
وأوضح أنه أطلق العديد من الحملات بالشراكة مع أصدقائه في غزة، منها رحالة غزة، واكتشف بلدك وغيرها.
وبعد عدة محاولات، تمكن عبد الرحيم من توفير بعض معدات الترحال بتبرع من شركة أردنية، واضطر للانتظار 9 شهور حتى استطاع إدخالها إلى قطاع غزة.
ومن المواقع الأثرية التي زارها عبد الرحيم، قلعة برقوق، ومتحف العقاد، وبيوت قديمة في خزاعة بمحافظة خانيونس، وفي دير البلح مقام الخضر ومقبرة الإنجليز، وتل أم عامر في النصيرات، وفي غزة المسجد العمري الكبير، وسباط العلمي وسباط كساب وقصر الباشا، وأبو العزوم، وكنيسة القديس تيرتيروس، وقصر حتحت، ومسجد السيدة زينب، بالإضافة إلى الكنيسة البيزنطية في الشمال.
وأشار إلى أن هدفه يتمثل أيضا بنشر ثقافة الترحال، "حتى ولو كنا نسكن في بيئة صغيرة المساحة، أتمنى أن أصبح الرحال الأول في فلسطين وأطوف العالم أجمع".