مجدداً يظهر حراك مسيرات العودة الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي وسياسة القتل الوحشي التي ينتهجها ضد الفلسطينيين، ويأتي ذلك في الوقت الذي بات الاحتلال غير قادر على احتكار الصورة التي تصل العالم كما في السابق.
مشاهد الدمار والحروب التي شنها ضد قطاع غزة أضرت بصورته بصورة بالغة إلى جانب مشاهد القتل المتعمد للمتظاهرين السلميين في مسيرات العودة بغزة.
صحيفة "الغارديان" البريطانية كانت من الصحف التي انتقدت الاحتلال حيث قالت، إنّ (إسرائيل) مستمرّة في انتهاج سياسة غير أخلاقية تسمح لجنود جيشها بإطلاق النار واستخدام الغاز والقذائف، وأنها تقتل الفلسطينيين دون خوف أو عقاب من أحد، كما أنها تكذب دون قلق من العواقب.
وجاء في المقال الافتتاحي للصحيفة أن (إسرائيل) قتلت في الشهور التسعة الأخيرة من العام الماضي، ما معدّله شخص كل يوم، معظمهم من الأطفال، على امتداد السياج الحدودي الذي يفصل بين (إسرائيل) وغزة، وكان من بين القتلى مسعفون وصحفيون.
وقالت الصحيفة إنّ (إسرائيل) استمرت في انتهاج سياسة غير أخلاقية وغير قانونية تسمح لجنود جيشها، بإطلاق النار واستخدام الغاز والقذائف، وقتل المتظاهرين، بما في ذلك أولئك الذين لم يشكلوا أي تهديد يذكر.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ (إسرائيل) تقوم بتجاهل سافر لمعاناة الناس في غزة، على أساس انعدام المحاسبة، فتقول: إذا كان بإمكان المرء أن يقتل دون أن يخشى المساءلة والمحاسبة فهل بإمكانه أن يكذب دون أن يخشى العواقب؟
وعرّجت الصحيفة على التصريحات التي تفاخر بها رئيس هيئة الأركان العامة السابق لجيش الاحتلال الجنرال بيني غانتس، حين قال في فيديو للدعاية الانتخابية، إنه أعاد أجزاء من غزة "إلى العصر الحجري".
تجدر الإشارة إلى أنّ صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية نشرت قبل أيام، مقالًا للمحامية والناشطة الحقوقية الأميركية ميشيل ألكسندر، انتقدت فيه السياسات الأمريكية ضدّ فلسطين، بعنوان "حان وقت كسر الصمت حول فلسطين".
وقالت "تحدث مارتن لوثر كينغ بشجاعة حول فيتنام، يجب علينا عمل نفس الأمر والتحدث عن أكبر ظلم تاريخي في زمننا، والكثير من الاعذار والمبررات المشابهة، والتي وجهت لمارتن لوثر كينغ في ذلك الوقت بشأن الحرب فيتنام، ابقتني صامتة الى حد كبير على واحدة من التحديات الأخلاقية العظيمة في عصرنا الحالي: الازمة الفلسطينية الإسرائيلية.
وتابعت "يجب علينا عدم التسامح مع رفض (إسرائيل) لمناقشة حق العودة كما نصت قرارات الأمم المتحدة. ويجب علينا مساءلة دعم الحكومة الأمريكية لعدد من الأعمال العدوانية والاف الضحايا المدنيين في غزة والمليارات التي تعهدت الحكومة الأمريكية بتقديمها دعما إلى (إسرائيل).
وفي ظل هذه التطورات، يبدو أن العهد الذي يتم فيه التغاضي عن الانتقادات الموجهة للصهيونية وأعمال الاحتلال، واعتبار هذا الأمر معاداة للسامية، على وشك الانتهاء.
فقد ظهر فهم متزايد لحقيقة أن انتقاد سياسات وممارسات الحكومة الإسرائيلية لا يعني بالضرورة معاداة اليهود.
وبحسب تقرير هيومن رايتس ووتش حول الاعتداءات الإسرائيلية للعام 2018 فقد استخدمت القوات الإسرائيلية المتمركزة على الجانب الإسرائيلي من السياج الفاصل بين غزة و(إسرائيل) القوة الفتاكة المفرطة في ردها على مظاهرات الفلسطينيين المطالبة بحقوقهم في غزة.
وقتلت قوات الاحتلال بين 30 مارس/آذار و19 نوفمبر/تشرين الثاني 189 متظاهرا فلسطينيا، بينهم 31 طفلا و3 عاملين في القطاع الطبي، وأصابت أكثر من 5،800 شخص بالذخيرة الحية.
وأطلق الجنود النار مرارا على متظاهرين لم يكونوا يشكلون خطرا وشيكا على حياتهم عملا بتوجيهات إطلاق النار من الضباط الكبار، والتي تتعارض مع المعايير الحقوقية الدولية.
كما شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية ومدفعية متقطعة ضد قطاع غزة في ذات الفترة تسببت في استشهاد 37 فلسطينيا