طلبت الولايات المتحدة الأميركية من إسرائيل الإعلان رسميا عن دعمها للإجراءات الهادفة للإطاحة بالرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، وبالمقابل الإعلان عن دعم زعيم المعارضة، خوان غوايدو، ليكون رئيسا مؤقتا للبلاد.
ووفقا للقناة 13 التلفزيونية الإسرائيلية، التي أوردت الخبر مساء أمس السبت، فإن رسالة أميركية بهذه الخصوص نقلت يوم الخميس الماضي، بواسطة مسؤولين في وزارة الخارجية في واشنطن إلى دبلوماسيين في السفارة الإسرائيلية في الولايات المتحدة.
ونقلت القناة عن موظف إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن "رسالة مشابهة نقلتها الولايات المتحدة إلى المزيد من الدول الحليفة لها حول جميع أنحاء العالم".
في هذه المرحلة، لم ترد إسرائيل رسميا على التطورات في فنزويلا، حيث قال المسؤول الإسرائيلي، إن إسرائيل تخشى من الإعلان عن دعمها لزعيم المعارضة والخروج بشكل علني ضد الرئيس مادورو، وذلك خوفا من أن يقوم النظام الحالي بالتضييق على الجالية اليهودية في فنزويلا التي يبلغ عدد أفرادها 6000 شخص.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن وزارة الخارجية ستعقد اجتماعا في القدس يوم الأحد لصياغة توصيات تقدم إلى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الذي سيكون مطالبا باتخاذ القرار والحسم، ما إذا كانت إسرائيل ستواصل الصمت أو الانضمام إلى الغرب ودعم المعارضة في فنزويلا.
ومع ذلك، فقد أعربت العديد من الدول الغربية الكبرى في الأيام الأخيرة عن دعمها للمعارضة، بل إن الدول الأوروبية الكبرى قد أصدرت تحذيرا للرئيس مادورو، أمهلته 8 أيام لإجراء انتخابات للرئاسة وإلا ستعلن عن دعمها لزعيم المعارضة كرئيس دائم للبلاد، فيما أعلنت كل من روسيا والصين عن دعم الرئيس الفنزويلي مادورو.
وفي وقت سابق مساء أمس السبت، ناقش مجلس الأمن الدولي بطلب من أميركا الأزمة في فنزويلا، بمشاركة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي قال "لا تختبروا عزيمتنا"، متوجها إلى مادورو الذي لم تعد واشنطن تعترف به، حول مسألة حماية الدبلوماسيين الأميركيين في فنزويلا الذين صدر أمر بطردهم. ورأى بومبيو أيضا أن مادورو يدير "دولة مافيا غير شرعية".
وغادر بومبيو الجلسة من دون أن ينتظر كلمة نظيره الفنزويلي خورخي اريزا. وفي تصريح مقتضب للصحافيين لدى خروجه حض الوزير الأميركي كل الدول التي تعترف بغوايدو على "وقف كل تعاملاتها المالية مع نظام نيكولاس مادورو".
وقال وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أريازا، خلال جلسة لمجلس الأمن: "لا أحد يحدد لنا مهلا، ويقول لنا ما إذا كان ينبغي الدعوة إلى انتخابات أو لا. من أنتم لتوجهوا إنذارا إلى حكومة لها سيادتها؟".
وقبل ذلك بساعات أبلغت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا مادورو أن أمامه ثمانية أيام لإعلان إجراء انتخابات، وإلا فإنها ستعترف بزعيم المعارضة خوان غوايدو رئيسا بالوكالة. ولاحقا، انضمت البرتغال إلى موقف الدول الأوروبية الأربع.
من جانبه، طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في بيان: "وضع حد لتدخل مشين وغير مخفي في شؤون دولة تتمتع بالسيادة".
في غضون ذلك، عطلت روسيا والصين مشروع إعلان لمجلس الأمن الدولي اقترحته الولايات المتحدة، يهدف إلى تقديم "دعم كامل" للبرلمان الفنزويلي بقيادة المعارض خوان غوايدو.
وفي المقابل، أخفقت موسكو في منع عقد الاجتماع في مجلس الأمن، ولم تلقَ خلال تصويت إجرائي سوى دعم الصين وجنوب إفريقيا وغينيا الاستوائية، علما بأنها كانت بحاجة إلى أصوات تسعة أعضاء من أصل خمسة عشر عضوا في المجلس.