عزيزي القارئ: الإجابات الواردة هي خاصة بالسؤال الوارد فقط، لان لكل سؤال خصوصيته المرضية والتفصيلية، وليس بالضرورة أن يُعبر عن حالتك أنت، فما عليك إلا أن تسألنا عن حالتك ونحن نُجيبك بإذن الله تعالى، ونسأل الله لكم دوام الصحة والفائدة، والآن نترككم مع الأسئلة وإجاباتها..
س1:أنا امرأة مدمرة بسبب إدمان زوجي على عقار "الترامال" منذ أكثر من 6 سنوات،فلم يبقى شيء عندنا لم يُبع، وحاولت معه بشتى الطرق لأمنعه عنه،لكن دون فائدة،حتى أنني أبلغت عنه المكافحة لأدخله السجن، على أمل أن يشفى داخل السجن، بطريقة الفطام التي سمعت عنها كثيرا، لكن دون فائدة، فهل من طريقة ناجعة للتخلص منه.وهل فعلا ان "الترامال" الذي يصفه الأطباء للمرضى مثل الآم الأسنان، والأعصاب، والعظام يسبب الإدمان؟
ج1:أُختي السائلة: أولا نقول لك أعانك الله على ما أُبتلي به زوجك، ثانيا يجب أن تعلمي، أن عقار "الترامادول" الذي يتعاطاه ضحاياه، يُعد عقارا مستحدثا ليتم الإدمان عليه خلال فترة بسيطة جدا، وهو يُروج من قبل تجار الموت والدمار.أما العقار الطبي السليم له مواصفات خاصة، ويوصف بجرعات غالبا ما تكون بسيطة ومحدودة ولها برنامج خاص، لتفادي الوقوع في الإدمان عليه.
أما طريقة العلاج بالفطام التي ذكرتيها، فهي تعتمد على الحرمان الفوري من تعاطي عقار "الترامادول" وهي طريقة تعتبر الآن علميا خاطئة، بل وخطيرة، وهي تستخدم أثناء التوقيف داخل السجون، أو في بعض المراكز المتخصصة في العلاج، لكن هذه الطريقة لها عيوبها ومخاطرها الكثيرة، لان الإدمان على أي مخدر يعني علميا أن هذا المركب أصبح متغلغلا في عمليات "الايض" التي تحدث داخل الخلية البشرية بكل تأثيراته السلبية، فتصبح الخلايا وخصوصا العصبية خاصة لا تقوم بأي عمل "استقبال وإرسال" إلا في وجوده، مع اختلال شبه كلي في طبيعة الإشارات، لذلك فمن الخطر التوقف الفجائي والمباشر عن تعاطي المادة المخدرة، بل يجب استخدام الطرق الحديثة الآن، والتي تعتمد على الانسحاب التدريجي على حسب كمية تشبع الجسم، وطول مدة التعاطي، وهي تمر بمراحل مترابطة وتدريجية وغالبا ما تتكون من"أربع مراحل"، مدة كل مرحلة من شهرإلى 3 شهور تقريبا، مع استخدام بعض العقاقير الخاصة والتي تعمل على امتصاص أوإخراج، أو تعمل عمل مضاد"للترامادول "، وبعدها يدخل المتعاطي مرحلة الفطام الأولى ثم النهائية، ثم الشفاء بإذن الله تعالى. لكن:لكي ينجح العلاج يجب أن تتوافر3 شروط أساسية، أولها الرغبة التامة، والصبر والعزيمة عند المتعاطي، ثانيا الوسط المكاني والبيئة المساعدة لذلك، ثالثا المساندة البشرية من المحيطين به مثل الزوجة أو الأهل، وأخيرا نقول إن طرق الإدمان أحيانا كثيرة تبدأ من خلال حب التجربة، أو التقليد، وينتهي الأمر بمأساة تدمر المدمن ومن معه من الأبرياء، أدعو الله أن يلهمك الصبر والحكمة والشفاء العاجل لزوجك من هذا البلاء.
س2:أنا أُم أعاني من مشكلة تسبب الاحراج لي ولابني الصغير الذي يبلغ من العمر 4 سنوات، حيث أنه يعاني من التلعثم، والتقطيع في الكلام، مما يسبب له الحرج واستهزاء الأطفال في البستان، فهل يوجد حل لهذه المشكلة؟
ج2: أختي السائلة:إن ما ذكرتيه من مشكلة التلعثم عند طفلك، غالبا ما يكون سببها اضطرابات نفسية عند الأطفال، وبنسب بسيطة يكون السبب عضويا أو مركزيا في مركز النطق، وهو سبب عضوي تراكمي ناتج عن قلة أو سوء الاستقبال الناتج عن ضعف في السمع، مما يتسبب في التأثير على التحصيل اللغوي، الذي ينعكس سلبا على إخراج محتويات الجمل بسبب قلة المخزون المعرفي واللغوي للكلمات، ويندمج مع ذلك الشعور بالخوف والخجل من المحيطين، لذلك أنصحك أولا، بعرض طفلك على طبيب أنف وأُذن وحنجرة، والذي سيقوم بدوره في محاولة اكتشاف أي خلل عضوي في حركات اللسان والحنجرة أو الاحبال الصوتية. كما ويجب عرض طفلك على اختصاصي السمعيات ومشاكل النطق، وحسبما فهمت من رسالتك فأنت من المحافظة الوسطى، وعليه أنصحك بالتوجه لجمعية المعاقين الموجودة في معسكر مدينة دير البلح، في مبنى إذاعة فرسان الإرادة، حيث يعالج مركز المساعدة النفسية والعلاجية لسوء ومشاكل النطق.مع تمنياتي لك ولطفلكبتمام الصحة والعافية.
الدكتور بسام أبو ناصر
أمراض باطنية وصدرية
طبيب أسرة