وكالات - الرسالة نت
شهدت عمليات التهريب من خلال الأنفاق مزيداً من التراجع خلال الفترة الـماضية، مع استمرار الحملة الـمصرية الـمشددة في الجانب الآخر من الحدود والإعلان عن ضبط وإغلاق مزيد من الأنفاق ومصادرة كميات من البضائع.
ووفقاً لـما أكده مالكو أنفاق وعاملون فيها، فإن التهريب من خلال الأنفاق بات أكثر صعوبة ويعاني حالة تراجع مستمر، موضحين أنه جراء ذلك اضطر العديد من مالكي الأنفاق لإغلاقها وسحب معداتهم منها أو وقف العمل فيها بصورة مؤقتة، إلى حين استقرار الأمور على الجانب الآخر من الحدود.
وقال أحد مالكي الأنفاق: إن قلة العائدات الـمادية دفعت مالكي أنفاق إلى ردم مداخل أنفاقهم فيما عرضها آخرون للبيع بأسعار منخفضة، موضحاً أن الأنفاق القليلة العاملة حالياً حصرت عملها في أنواع محددة من السلع والبضائع خاصة الأسمنت ومواد البناء إضافة إلى الوقود السائل الذي يتم تهريبه عبر أنابيب بلاستيكية يزيد طولها على الكيلومتر.
وبينت مصادر أن الأنفاق التي تنجح حالياً في التهريب هي التي تصل إلى مناطق بعيدة نسبياً عن منطقة الحدود وتوجد في مناطق بعيدة عن مراكز الانتشار وعمليات التفتيش الـمكثفة التي تجريها السلطات الـمصرية، موضحة أن التهريب غالباً ما ينفذ خلال ساعات الفجر أو الليل.
وأكد أحد العاملين في الأنفاق أن العاملة منها، لا تدر أرباحاً كالسابق، موضحاً أن مالكي الأنفاق بالكاد يستطيعون تغطية تكاليف العمل وأجرة العمال إضافة إلى هامش ربح بسيط.
وكان عمال أنفاق أكدوا أن الحملة الـمصرية تركزت خلال اليومين الـماضيين قرب بوابة صلاح الدين الحدودية وحيي البرازيل والسلام جنوب شرقي الـمدينة، موضحين أنها تزامنت مع انتشار وعمليات تمشيط مكثفة تنفذها السلطات الـمصرية في الجانب الآخر من الحدود.
وأوضح العمال أن الحملة التي تعتبر الأكبر منذ عدة أشهر جاءت بعد نجاح مالكي أنفاق في ثقب الجدار الفولاذي وإحداث فتحات فيه، وبينوا أنها أسفرت عن ضبط عدد كبير من الأنفاق وحدت من تدفق السلع والبضائع إلى القطاع.
وأكدوا أنه على الرغم من الفتحات الـمذكورة فما زالت عمليات التهريب محدودة، موضحين أن تخفيف الحصار الـمفروض على القطاع وإدخال عشرات الأصناف من السلع والبضائع الـممنوعة قلص من عمل الأنفاق التي تواجه أيضاً خطر الحملات الـمصرية.
وكانت السلطات الـمصرية أعلنت، أمس، عن ضبط خمسة أنفاق قرب بوابة صلاح الدين الحدودية، كما أعلنت في وقت سابق من نهار أول من أمس عن ضبط 13 نفقاً وكميات من الأسلحة والقذائف الـمضادة للطائرات كانت معدة للتهريب إلى غزة، موضحة أن حراسة أمنية مشددة وضعت على تلك الأنفاق التي عثر على فتحاتها في بساتين ومنازل مهجورة، تمهيداً لإغلاقها.
يذكر أن إجمالي الأنفاق التي أعلنت السلطات الـمصرية عن إغلاقها منذ بداية العام وصل إلى أكثر من 550 نفقاً، إضافة إلى 13 تستخدم في تهريب الـمركبات.