على مرأى من أعين السلطة الفلسطينية تواصل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" تصعيد اقتحاماتها للمسجد الأقصى المبارك وباحاته، مستغلة صمت السلطة التي تكتفي ببيانات الشجب والاستنكار.
واقتحم عضو الكنيست الصهيوني " يهودا غليك"، الاثنين الماضي باحات المسجد الأقصى المبارك برفقة مجموعة من المتطرّفين بمناسبة زفافه، فقد أظهرت صور ومقاطع فيديو، عناصر المجموعة المقتحمة للأقصى وهم يلتقطون الصور التذكارية في الباحات، ومن حولهم عناصر شرطة الاحتلال.
وكان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قد سمح مطلع يوليو الماضي لأعضاء الكنيست باقتحام المسجد الأقصى مرة كل 3 أشهر، إلا أن الشرطة "الإسرائيلية" أوصت الحكومة برفع عدد الزيارات المسموح بها لأعضاء الكنيست من مرة كل 3 أشهر إلى مرة واحدة كل شهر.
****** استغلال الأحداث
ويؤكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري أن هذه الانتهاكات المتصاعدة والمتكررة تؤكد على أطماع الاحتلال بالأقصى المبارك، لافتا أنهم يحاولون بشتى الطرق وضع اليد على الأقصى.
وقال صبري في حديثه لـ"الرسالة" إن الاحتلال يستغل الاحداث الدامية في العالم العربي والإسلامي والخلافات الفلسطينية الداخلية، وصمت السلطة الفلسطينية ويشرع في تهويد المسجد المبارك.
وأضاف " سلطات الاحتلال تستغل الأجواء الانتخابية داخل إسرائيل وكل مرشح يحاول ان يتباهى في اقتحامه للأقصى والقدس لكسب الشارع الإسرائيلي".
وأوضح خطيب الأقصى أن السلطة بتوقيعها على اتفاقية أوسلو عزلت القدس وقللت من الاهتمام بها، كون تأجيل وضع القدس كان لصالح الاحتلال بتحييد المدينة من أي حل سياسي، لافتا إلى أن السياسة الامريكية داعمة لإسرائيل في عدم وضع القدس على طاولة المفاوضات.
وأشار إلى أنهم لن يسمحوا للاحتلال بهذا الاستغلال الرخيص، مشددا على أن المطلوب هو شد الرحال للمسجد والعمل على وحمايته والعرب والمسلمين ان يقوموا بحراك سياسي ودبلوماسي للضغط على الاحتلال لوقف جرائم الاحتلال بحق المسجد الأقصى.
****** استفراد
ويرى كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الاسلامية في الداخل المحتل، أن صمت السلطة الفلسطينية ودولة الأردن على الاعتداءات اليومية على المسجد الأقصى المبارك؛ شجع حكومة الاحتلال "الاسرائيلية" على الاستفراد به.
وقال الخطيب في تصريح سابق لـ"الرسالة" إن استمرار الاعتداءات على المسجد الأقصى، بالإضافة إلى تواصل الحفريات تحته يأتي في ظل شعور الاحتلال بالاطمئنان وسط انشغال الواقع العربي والفلسطيني عن قضيتهم المركزية.
وأضاف " الاحتلال يستغل الظرف العربي ويصعّد اعتداءه على الأقصى، واعتقال حراس المسجد الذين هم بالأصل موظفون لدى الحكومة الأردنية في ظل تجاهلها وعدم اعتراضها على هذه المهزلة؛ يعطي الضوء الأخضر لإسرائيل بأن توغل في اعتدائها وانتهاكها لحرمته".
وأوضح الخطيب أن السلطة الفلسطينية منشغلة بالتفكير في الانتخابات، ولا تلقي بالاً للاقتحامات اليومية والاعتداء على المسجد المبارك.
وأشار إلى أن "التنسيق الأمني" الذي تقوم به أجهزة أمن السلطة مع الاحتلال يشكل عنصرا ضاغطا على أهل القدس والضفة ويمنعهم من التصدي لاعتداءات الاحتلال ومقاومة العدو.
وشدد الخطيب على ضرورة قيام قيادة السلطة والأردن بدورها في اتجاه حماية المسجد الأقصى، متسائلاً في الوقت ذاته "هل بالفعل هذا هو قبلة المسلمين ومسرى نبينا، أم أن الأمر تغير".
يذكر أن المسجد الأقصى قد تعرض 376 مرة للتدنيس من طرف عصابات المستوطنين، والمتطرفين والحاخامات، خلال 2018، حسب تقرير وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، الذي كشفت فيه عن انتهاكات يومية بحق المسجد الأقصى فضلا عن مئات الانتهاكات الأخرى بحق المقدسات بفلسطين، حيث تعرض المسجد الأقصى في القدس والحرم الإبراهيمي في الخليل وسائر دور العبادة، لـ1300 انتهاك "إسرائيلي" خلال العام المنصرم.