أفرح قرار لاعب رياضية الجوجيتسو الكويتي عبد العنجري، محبي وأنصار القضية الفلسطينية في العالم، بعد انسحابه من بطولة العالم للعبة الفنون القتالية اليابانية المقاومة في ولاية لوس أنجلوس، الأحد الماضي، رفضاً لنتائج القرعة التي وضعته بمواجهة لاعب (إسرائيلي).
واحتفل الآلاف عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بقرار العنجري، إذ حصدت تغريدته التي أوضح فيها أسباب انسحابه من البطولة، آلاف التداولات والردود، بينما نشرت معظم وسائل الإعلام الدولية الخبر.
ويطلق على رياضة الجوجوتسو باليابانية، "فن الليونة"، وهو الاسم الذي يطلق على مجموعة من أنماط الفنون القتالية اليابانية، بما فيها القتال الأعزل أو المسلح.
وفي حوار خاص أجرته صحيفة "الرسالة" مع الرياضي عبد العنجري، أكد فيه أن موقفه يعكس موقف بلاده الكويت، الرافض للاعتراف بدولة الاحتلال (الإسرائيلي) ووجودها واحتلالها لدولة فلسطين وتحاصر الأحرار في قطاع غزة بكل قوة.
مسيرة ذهبية
يحكي اللاعب الكويتي أن بداياته في الرياضة القتالية بدأت منذ سن المراهقة من باب الهواية، ثم نمت وتطورت لينقل إلى مدينة سان دييغو بأمريكا، ليحترف بعدها رياضة "الجوجيتسو"، منذ قرابة الـ 4 أعوام.
وقال "حصدت خلال هذه الفترة، أكثر من 30 ميدالية، منها 10 ميداليات دولية 4 منها ذهبية".
وعلى الرغم من الأهمية الكبيرة لبطولة العالم التي كان يحلم ان يحصد ميداليتها إلا ان موقفه الرجولي دفعه للتنازل عنها بكرامة، بعد قرار الانسحاب من مواجهة لاعب لا يرغب بذكر اسمه كما قال، ويضيف "إن دولة فلسطين وشعبها أهم من التألق في بطولة عالمية". مهدياً انسحابه للشعب الفلسطيني.
وفي كواليس الانسحاب، يوضح العنجري أن القرار اتخذه سريعاً ودون تردد، ويعود الفضل بذلك لوالده الذي نقش برأسه منذ الصغر حب القضية الفلسطينية وأهمية الدفاع عنها ومناصرتها بمعركتها مع الاحتلال (الإسرائيلي).
وكشف أن أسرته تعلن كامل الولاء لفلسطين وخصوصاً قطاع غزة، ومضى بالقول "غزة رمز العز، افتخر بان والدي رئيس الرحمة العالمية فرع غزة ويعمل في سبيل التخفيف عن أهاليها المحاصرين منذ 12 عاماً".
التطبيع جريمة
وصنف العنجري هرولة دول عربية وإسلامية للتطبيع مع الاحتلال (الإسرائيلي) بالجريمة التي لا تغتفر ولا ينساها التاريخ، وعبر عن سعادته بانضمامه لقائمة الرياضيين الكويتيين والعرب الذي رفضوا ان يكونوا جزءًا من مسلسل التطبيع المملوء بالخيانة لقيم ومبادئ الامتين العربية والإسلامية.
وندد العنجري بالجرائم (الإسرائيلية) بحق أهالي قطاع غزة وفلسطين، مشيرا إلى أن "قتل الأطفال وهدم المنازل، والتعدي على حرمات المقدسات الإسلامية والمسجد الأقصى سيبقى لعنة تطارد الاحتلال، حتى زواله ودحره من الأراضي الفلسطينية".
وبعث رسالة للمطبعين من العرب، وقال "رسالتي لمن يطبع مع المحتل (الإسرائيلي)، سواء كان بتبادل الزيارات، او من خلال الأنشطة الرياضية، أو بأي صورة من الصور مهما بلغ حجمها، ان أفعالكم خالية من الشهامة والمروءة والنخوة وستبقى وصمة عار في تاريخكم، فالأولى أن تدعموا اخوتكم وأهلكم في فلسطين الذين لهم عليكم حق أمام الله".
تأييد وحلم
ويعبر العنجري عن امتنانه للمؤازرة الكبيرة، للمحبين والمؤيدين من الامة العربية والإسلامية، وقال "إنني خسرت البطولة، وكسبت قلوب مئات الأحرار في العالم الذين يرفضون الاحتلال (الإسرائيلي)، لفلسطين، ويؤيدون ما قمت به. موضحا أنه تلقى آلاف الاتصالات والرسائل المساندة لموقفه، من شخصيات سياسية، ومن الشعوب العربية والإسلامية في العالم.
ولم يخف الرياضي الكويتي حزنه من أن بعض الأشخاص ممن ينتسبون للأمة العربية والإسلامية، قد وجهوا له الانتقادات المصحوبة بالشتائم لرفضه مقابلة اللاعب (الإسرائيلي)، إلا أن ذلك لم يفت من عضده، مشدداً على استعداده للانسحاب من جميع البطولات التي توقعه القرعة بها مع رياضيين من دولة الاحتلال.
وكشف في نهاية حديثه أنه يحلم بزيارة قطاع غزة كما زارها والده وأخوه من قبل، وقال "اتشرف بأن أدخل أرض العزة، وأصافح أهلها الذين يقاومون الاحتلال (الإسرائيلي)، بكافة السبل المتاحة لهم".