إذا كنت واحدا من عرب بالمئات، هم عملاء شركة Quadriga CX الكندية، لا سمح الله، فاعلم أنك لن تستعيد ما خسرته معها ولو بالمنام، لأنهم دفنوا مفتاح قفلها مع من كان لديه وتوفي فجأة، وهي "كلمة السر" الكفيلة وحدها بالدخول إلى محفظة التخزين بموقع الشركة، وفيها اسم كل عميل ورقم حسابه "الديجيتال" معها، وكم له من عملات رقمية لديها، خصوصا Bitcoin الشهير، لذلك ضاع على العملاء 190 مليون دولار بنعي: "أنت من الأثير وإلى الأثير تعود" لأن ما ضاع هو مبالغ مسجلة إلكترونيا، ووجودها "ديجيتال" افتراضي فقط.
وسائل الإعلام ومواقع التواصل وغيرها، تتحدث منذ يومين في معظم العالم، عمن أعلنت زوجته أنه توفي فجأة في 9 ديسمبر الماضي بعمر 30 سنة، وهو Gerald Cotten المدفون معه في مثواه الأخير السر الأكبر والوحيد للشركة التي قرأت "العربية.نت" بسيرتها، أنه ساهم بتأسيسها وكان رئيسها التنفيذي، وبوقت قصير أصبحت بين الأكبر في حقل تحويل العملات الرقمية ومبادلاتها في العالم.
وتوفي جيرالد كوتن حين كان في الهند لافتتاح دار رعاية للأيتام، وفقا لما ورد في إفادة خطية قدمتها أرملته Jennifer Robertson قبل شهر إلى المحكمة العليا بمقاطعة Nova Scotia الكندية، معززة بشهادة وفاته، وسريعا أطل أصحاب "نظرية المؤامرة" بالتشكيك والظن بما ورد من الشركة الواقع مقرها في مدينة فانكوفر الكندية.
ملخص أهم شكوكهم، أن قصة وفاته مفبركة، ويستحيل أن يكون وحده الملم بكلمة سر تتعلق بأكثر من 200 مليون دولار كندي في محفظة Digital إلكترونية لعملاء يزيد عددهم عن 115 ألفا بالعالم ، ولا بد أن منهم مئات من العرب المستثمرين بعملات رقمية أشهرها "بيتكوين" كما وايثر وليتكوين وغيرها، وليس من المعقول أن لا يترك ما يدل على كلمة السر للدخول إلى المحفظة الاستثمارية وبياناتها، فدافعت الأرملة ما بوسعها، وقالت إن الشركة استعانت بخبير في الكشف عن كلمات السر، أو فك شيفرة كومبيوتر زوجها على الأقل، لكن الخبير لم يفلح