قال ضابط إسرائيلي سابق في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، إن "المخابرات الإسرائيلية ربما نجحت باختراق المجموعات المسلحة في شبه جزيرة سيناء، من خلال تجنيد عملاء تابعين لها في تلك التنظيمات، من أجل تقديم المساعدة للجيش المصري في محاربته لتك المجموعات، وإحباط نقل شحنات الأسلحة إلى قطاع غزة، ومنع تنظيم الدولة الإسلامية من إقامة قواعد عسكرية له على الحدود المصرية الإسرائيلية".
وأضاف يوني بن مناحيم في مقاله على موقع المعهد المقدسي للشؤون العامة، وترجمته "عربي21" أنه "رغم نجاحات الجيش المصري في تخفيض حجم ومستوى العمليات التي تنفذها هذه الجماعات في شمال سيناء، لكنه لم ينجح بعد في استئصال هذه التنظيمات في ظل المعلومات المتوفرة لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية، بأن هناك ما زال قرابة ألفي مقاتل يتمركزون في هذه المنطقة، رغم مقتل عدد منهم مؤخرا بمنطقة بئر العبد من خلال طائرة مسيرة دون طيار".
وأوضح بن مناحيم، الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، أن "العمليات المسلحة تحصل بصورة شبه يومية رغم الوجود العسكري المكثف للجيش المصري في هذه المنطقة الحساسة، وهو ما يكشف عن مشكلته الأساسية المتمثلة بغياب معلومات أمنية استخبارية قوية، حول أماكن وجودهم ومخططاتهم لتنفيذ عمليات وهجمات مسلحة، فضلا عن طبيعة المساعدات التي يحصلون عيها من القبائل البدوية هناك".
وأشار إلى أن "ما قد يؤكد نجاح المخابرات الإسرائيلية في اختراق بعض المجموعات المسلحة في سيناء، أن الهجمات الجوية التي نفذها الطيران الإسرائيلي في الآونة الأخيرة هناك، امتازت بالدقة والنجاح الكبيرين، حيث استهدفت مواقع جديدة لهذه التنظيمات ليست معروفة سابقا، ووجد الجيش المصري صعوبات في الوصول إليها".
واستذكر الكاتب "ما أعلنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في يناير خلال لقائه مع قناة CBS الأمريكية، بأن هناك تعاونا أمنيا مكثفا بين إسرائيل ومصر في إطار محاربة التنظيمات المسلحة في سيناء، فيما تحدثت أوساط أمريكية أن إسرائيل نفذت خلال العام 2017 قرابة مائة طلعة جوية ضد أهداف عسكرية في سيناء، بالتنسيق الكامل مع الجيش المصري".
وأكد أن "هدف المخابرات الإسرائيلية هو الحصول على معلومات حول عمليات تنظيم الدولة في سيناء، الذي يعمل في السنوات الأخيرة ضد إسرائيل، من خلال إطلاق قذائف صاروخية تجاه مدينة إيلات الجنوبية الساحلية والتجمع الاستيطاني أشكول على حدود قطاع غزة، وهدف هذه المعلومات عدم تنفيذ عمليات ضد إسرائيل، ومساعدة الجيش المصري في حربه على هذه التنظيمات".
وأوضح أن "حماس أعلنت خلال اعتقالاتها الأخيرة عقب كشف القوة الإسرائيلية في خانيونس، أن من بين العملاء الـ45 المعتقلين في هذه القضية، بعض من عمل في صفوف تلك الجماعات المسلحة في سيناء بتجنيد من جهاز الأمن الإسرائيلي العام "الشاباك"، كما انضم لمقاتلي سيناء العشرات من المقاتلين القادمين من سوريا والعراق وليبيا دون إخضاعهم لفحص أمني، خشية أن يكونوا مجندين من المخابرات الإسرائيلية".
وأشار إلى أن "المخابرات الإسرائيلية تتنصت بصورة دورية على مكالمات مقاتلي المسلحين في سيناء، وتراقب تحركاتهم الميدانية على مدار الساعة من خلال الطائرات المسيرة دون طيار، ولذلك تأتي زراعة هؤلاء العملاء من أجل استكمال الصورة الأمنية الكاملة لمتابعة ما يصل إلى حماس من أسلحة عبر سيناء، بهدف إضعافها وعدم منحها فرصة تقوية نفسها".
وختم بالقول بأن "الجيش المصري يمنح نظيره الإسرائيلي حرية الحركة والعمل في سيناء، فيما يوافق الأخير لنظيره المصري على إدخال قوات إضافية لسيناء بخلاف اتفاق كامب ديفيد، من أجل محاربة الجماعات المسلحة التي تشكل خطرا على الدولتين معا".