قال أحد قيادات أسرى حركة حماس في سجون الاحتلال (الإسرائيلي) إن الأسرى يتوقعون تصاعد الهجوم (الإسرائيلي) خلال الأسابيع المقبلة مع اقتراب موعد إجراء انتخابات "الكنيست" في إبريل المقبل، مضيفا أن الأسرى سيتصدون لكل محاولات الاحتلال للمس بكرامتهم الوطنية.
وأوضح القيادي -طلب عدم الكشف عن اسمه لحساسية الوضع الأمني في السجون-في حديثه لـ"الرسالة" في أعقاب استشهاد الأسير فارس بارود نتيجة الإهمال الطبي في سجون الاحتلال، أن الوضع الصحي للأسرى بحاجة إلى اهتمام أفضل من قبل مصلحة السجون.
وأشار القيادي إلى أن الأسير الشهيد بارود قضى أكثر من 30 عاما في سجون الاحتلال، وعاش في أقسام حركة حماس في السجون، وكان يتلقى العلاج لمرضه، إلا أن العلاج لم يكن كافيا وبالمستوى المطلوب لشفائه.
وبيّن أن طول الفترة الزمنية التي قضاها الشهيد بارود في السجون أثرت على قدرة جسده على تحمل المرض المتزامن مع الإهمال الطبي الذي أدى إلى وفاته مؤخرا، مؤكدا أن الاحتلال رفض في كل الصفقات الإفراج عنه.
وشدد على أن قيادة الحركة الأسيرة تتابع ملف استشهاده مع مصلحة السجون، للوقوف على مجريات التحقيق في وفاته، بما لا يؤدي إلى تكرار التجربة مع أسرى آخرين لاحقا.
قطع رواتب الأسرى أضعف قدرتهم على الصمود
ونبّه بأن السجون شهدت رد فعل ثورية عقب استشهاد الأسير بارود، من خلال إعادة الوجبات المقدمة للأسرى، وإعلاء صوت التكبير والتهليل في كل الأقسام في آن واحد، مما أحدث إرباكا حقيقيا في صفوف مصلحة السجون.
وأكد أن قيادة الحركة الأسيرة حمّلت الاحتلال المسؤولية المباشرة عن استشهاد الأسير بارود، فيما طالبته بشكل رسمي بضرورة إعادة النظر في منظومة العمل الصحي في السجون، بما يضمن علاج الأسرى المرضى، والحفاظ على صحتهم بشكل عام من خلال المتابعة الدورية.
وكشف لـ"الرسالة" أن مصلحة السجون لا تزال تُقصي الأسير مالك حامد في زنزانة العقاب الانفرادية عقب سكبه المياه الفاتر على وجه احد الجنود الذين قدموا إلى غرفة الشهيد فارس بارود عقب وفاته.
وأوضح القيادي أن الأسير حامد كان يخدم الشهيد بارود، ويساعده في ممارسة حياته بشكل طبيعي لعدم قدرته على الحركة وقضاء حاجاته الإنسانية في غرفة السجن، مشيرا إلى أن قيادة الحركة الأسيرة في السجن تواصلت مع إدارة السجن بما يضمن سلامة الأسير حامد دون تعرضه لأي أذى.
وشدد على أن قيادات الحركة الاسيرة تواصلت بشكل جماعي مع إدارة السجون على أساس ضمان عدم تكرار أي نوع من أنواع الإهمال الطبي وضمان سلامة الأخ مالك حامد، وإنهاء وجوده في زنازين العقاب الإنفرادية.
وأوضح أن السجون باتت هادئة نسبيا في الوقت الحالي، في ظل عدم رغبة الطرفين في توتير الأوضاع مؤقتا، بما يضمن الكرامة الوطنية للأسير بصفته مناضلا ثوريا، والحفاظ على صحتهم وسلامتهم في ذات الوقت.
وألمح إلى وجود تحسن محدود في متابعة مصلحة السجون للملفات الطبية المتعلقة بالأسرى خلال الأيام الماضية.
الهجمة على الأسرى
وفي التعقيب على الهجوم (الإسرائيلي) على الأسرى في الآونة الأخيرة، والذي تمثل بالاعتداء على الأسرى في سجن عوفر، والتضييق على زيارات الأسرى، ونشاطاتهم في السجون، قال إن الهجوم الأخير كان ضمن خطة أعلنها وزير الأمن الداخلي (الإسرائيلي) جلعاد أردان للضغط على الأسرى.
وأضاف القيادي أن الوزير أردان اختار توقيت الهجمة بعناية حيث جاء قبيل الانتخابات الداخلية لحزب الليكود "البرايمرز" التي عقدت قبل عدة أيام، والتي حصل فيها أردان على المرتبة الرابعة من بين المرشحين.
وأشار إلى ان الاعتداء على الفلسطيني يمثل مادةً جيدة للصعود من خلالها في الانتخابات الإسرائيلية أيًا كان نوعها أو شكلها.
توصلنا لاتفاق مع إدارة السجون يقضي بتحسين الوضع الصحي للأسرى
وعن خطة أردان، قال القيادي إنها لم تطبق على أرض الواقع بشكل كامل لأن المستوى المهني لدى الاحتلال (الإسرائيلي) يرفضها؛ لعدم منطقيتها وقانونيتها، وقد تؤدي في نهاية المطاف إلى ثورة عارمة في السجون، وتمس بالأمن القومي (الإسرائيلي) من خلال تحريك ثورة السجون للأوضاع في الضفة وغزة.
وأبدى القيادي تخوفا حقيقيا لدى الاسرى من تصاعد الهجمة (الإسرائيلية) ضد الأسرى مع اقتراب الانتخابات الداخلية "الكنيست"، مشددا في الوقت نفسه على أن الأسرى مستعدين لكل الظروف والأحداث التي قد تفرض عليهم خلال المرحلة المقبلة.
ونبّه بأن وقوف الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية مع الأسير تزيد من قوته في مواجهة الاحتلال وقراراته القمعية.
قطع الرواتب
وعن قطع السلطة لرواتب مئات الأسرى، قال العضو في الهيئة القيادية لأسرى حركة حماس إن الأسرى على مدار السنوات الماضية رفضوا بشكل قاطع إقحام أنفسهم في الخلافات السياسية الحاصلة في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.
وأوضح القيادي أن الأسرى حاولوا بقدر الإمكان أن يكونوا رمزا للوحدة الوطنية والمصالحة، وهذا ما دفعهم قبل سنوات لإطلاق وثيقة الوفاق الوطني التي خرجت من السجن على أساس أنهم قاعدة للوحدة الوطنية والمصالحة.
وشدد على أن الأسرى بكل أطيافهم يرفضون الأسلوب غير الوطني وغير المقبول، والمتمثل بقطع أرزاق عائلات فلسطينية وطنية ومناضلة بسبب خلافات سياسية تضر القضية الفلسطينية بأكملها.
ننتظر تنفيذ الوعودات الإيجابية بحل أزمة رواتب الأسرى
وكشف القيادي في هيئة أسرى حماس لـ"الرسالة" أن الأسرى تواصلوا مع جهات حكومية وحزبية في الضفة الغربية وغزة بهدف حل أزمة رواتب الأسرى التي طالت بعض الأسرى الذين ما زالوا خلف القضبان، غير الأسرى المحررين الذين يعتاشون على راتب السلطة.
وبيّن أن ردود القيادات التي جرى التواصل معها من قبل قيادة الأسرى كانت إيجابية، إلا أنها ما زالت في انتظار التنفيذ على أرض الواقع من خلال إعادة الرواتب المقطوعة للأسرى.
وأوضح أن الأسرى في سجون الاحتلال الذين قطعت رواتبهم باتوا يفكرون في هذه الأزمة التي تمس أرزاق عائلاتهم وزوجاتهم، إذ يمثل جزءًا أساسيا في حياتهم، ما أثر على نفسية الأسرى وقدرتهم على الصمود والمواجهة في ظل الهجمة (الإسرائيلية) القائمة.