قائمة الموقع

تفعيل أدوات مسيرة العودة لإرباك الاحتلال واستنفار الوسطاء

2019-02-14T18:40:00+02:00
صورة "أرشيفية"
الرسالة نت -محمود فودة

تحول ليل حدود قطاع غزة إلى نهار، بفعل نشاط وحدات مسيرات العودة التي عمدت إلى تفعيل الأدوات السلمية للمسيرة، بما يضغط على الاحتلال، للالتزام بالتفاهمات التي جرى التوصل إليها في أكتوبر الماضي، ويستنفر الوسطاء للوقوف عند مسؤولياتهم.

وعلى مدار الأيام الماضية، عادت وحدات الإرباك الليلي للعمل على الحدود يوميا، بعد توقف دام ثلاثة أشهر، في أعقاب التفاهمات التي قضت بهدوء الحدود مقابل تقديم تسهيلات حقيقية في ملفات الكهرباء والموظفين والمساعدات الإنسانية.

ويأتي ذلك بالتزامن مع وجود وفد حركة "حماس" الذي يترأسه رئيس الحركة إسماعيل هنية، في القاهرة، التي وصلها بداية الأسبوع الماضي تزامنا مع وصول وفد من الجهاد الإسلامي برئاسة الأمين العام للحركة زياد النخالة، لاستكمال مباحثات تفاهمات التهدئة مع (إسرائيل).

ولا زال الغموض يكتنف تلك المباحثات، ولم يصدر عن أي جهة تصريحات رسمية حول ما آلت إليه، خصوصا أن الوفد في ضيافة الوسيط الأهم في تلك التفاهمات، فيما تزامن ذلك مع إعلان حماس عن فحوى اتصال هاتفي جرى بين هنية ومبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف.

وقالت الحركة إن اتصال هنية بميلادينوف جاء في إطار متابعاته لجهود الأمم المتحدة في رفع الحصار والتخفيف من معاناة شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وسبل إلزام الاحتلال بما تم التفاهم عليه سابقاً، فيما عبر عن حالة الغضب التي تسود في أوساط الشعب الفلسطيني وفصائله من تلكؤ الاحتلال ومماطلته في تنفيذ الالتزامات التي تمت سابقاً.

من جهته، قال أحمد المدلل عضو الهيــئة الوطــنية العليا لمــسيرات العـودة وكـسر الحـصار، إن نشاط أدوات مسيرات العودة رد طبيعي على مماطلة الاحتلال في تنفيذ التفاهمات، والتراجع عن بعضها في الآونة الأخيرة، ما يتطلب ضغطا شعبيا على الحدود.

وأضاف المدلل في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن المبدأ الأول يتمثل في استمرار المسيرات بذات الزخم الذي كانت عليه منذ بداياتها، والثاني يتمثل في تفعيل أدوات المسيرة كلما اقتضت الحاجة ذلك، في إطار تقييم الهيئة العليا لمجريات الأحداث.

وأوضح أن كل الخيارات مفتوحة أمام المواطنين لمقاومة الاحتلال وإجباره على الالتزام بالتفاهمات التي جرى التوصل إليها مسبقا، ويشمل ذلك تفعيل أدوات مسيرات العودة على الحدود خلال المرحلة المقبلة.

وبيّن أن مطالب الشعب الفلسطيني في غزة تتعلق بحقوقه الطبيعية التي تكفلها كل قوانين العالم، ولا يمكن لأي شخص أو جهة الوقوف في وجه شعبنا حينما يقرر الدفاع عن حقوقه وانتزاعها من الاحتلال.

وبدأ الثوار استخدام الأدوات الخشنة كالإرباك الليلي والبلالين الحارقة، وقطع السلك الزائل، وإحراق الدشم العسكرية على الحدود الشرقية لقطاع غزة الصيف الماضي، فيما توقفت مؤقتا نهاية أكتوبر، في أعقاب التوصل لتفاهمات الهدوء.

وفي التعقيب على ذلك، يرى الكاتب والمحلل السياسي محمود العجرمي أن الأيام المقبلة حبلى بالتصعيد الميداني، في ظل قرار عودة الأدوات الخشنة لمسيرات العودة وكسر الحصار، بما يعيد المشهد عدة أشهر للوراء، قبيل بدء تنفيذ التفاهمات مع الاحتلال.

وقال العجرمي في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن الضغط الشعبي على الحدود من شأنه أن يجبر الاحتلال على الالتزام بالتفاهمات، كما يستنفر الوسطاء للعمل الجاد في سبيل وقف مماطلة الاحتلال في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه قبل عدة أشهر.

وأضاف العجرمي أن الوضع الإنساني في قطاع غزة بات سيئا للغاية، ولا يمكن السكوت عليه، وبالتالي فإن الفصائل بغزة تجد نفسها ملزمة بتصعيد الموقف خلال الفترة المقبلة، بما يضمن تحسين الأوضاع المعيشية في غزة، وهذا ما قد يتأتى من خلال تصعيد مسيرات العودة وأدواتها الخشنة التي تؤذي الاحتلال.

 وتستمر مسيرات العودة منذ 30 مارس الماضي للمطالبة بالعودة إلى القرى والبلدات الفلسطينية التي هجر منها سكان قطاع غزة عام 1948، وكذلك كسر الحصار عند غزة، فيما وصل عدد شهدائها إلى 263 شهيدا وآلاف الجرحى.

اخبار ذات صلة