قائمة الموقع

في الخليل.. رصاص القسام يبدد الحملات الامنية

2010-09-01T00:11:00+03:00

القدس – الرسالة نت

وعادت الزغاريد تظلل خليل الرحمن بعد أيام فقط من إمعان الظلم فيها، فخفافيش الليل أسكنت في روحها ألماً لا يمكن أن يمحي إلا برصاصات مثل هذه، وأشواك الغريب غرست في قلبها هماً لا يمكن أن يزول إلا بانتقامات مثقلة بالجرح المعهود.

اليوم عادت الخليل لتؤكد لاءاتها المميزة، الأولى لعبث التنسيق الأمني، والثانية لغباء المفاوضات، والثالثة لجرم الاحتلال ومغتصبيه، والرابعة للجم خطباء المساجد، ولكنّها ما اعتادت أن تطلقها إلا من فوهات بنادق الأيادي المتوضئة بل من قمة كبرياء المقاومين وانتصاراتهم، لتكلل شوارع المدينة المسلوبة بثوب العز من جديد.

من قلب الظلم

ولا شك أن كبرى مدن الضفة كانت حديث الكل مؤخراً بسبب ما اقترفته أيادي الظلم الفتحاوي متناوبة مع أيادي الغدر الصهيوني، فلا تكاد تمر ساعة إلا وتسجل اعتقال أحد أنصار الحركة الإسلامية من قبل أحد الطرفين المتكاملين، ولا يكاد يمر يوم إلا وتُحفر شوارعها بعجلات الآليات المتبادلة، حتى تحولت إلى مدينة عسكرية مغلقة يخشى ساكنها من التجول فيها رغم فرحة رمضان وأجوائه المقتولة.

أما أبناء حماس فلا يجدون فيها إلا مسلخاً لاعتقالهم وسجنا كبيراً يحرم عليهم الاستمتاع بما حوله، فأينما اتجهوا تلقفهم الأيادي الماكرة وتزج بهم في سجون الاحتلال أو في أقبية تحقيق أمن فتح، وهناك يُحظر عليهم التشهد أو توحيد خالقهم، ويخنقون براياتهم الخضراء، ويكبلون بقيود الغدر الحارقة، ويفترشون قسوة الحجارة، ويشتاقون شمس وطنهم إلى أن يشاء الله لهم رؤيتها من جديد.

أما تخبط الطرفين الحاقدين ودهشتهما فبانت واضحة يوم الجمعة الماضي، حيث ولأول مرة منذ عام 2007 يتضح الالتفاف الشعبي حول حماس وقادتها ونوابها، وما الدعم الجماهيري للنائب نايف الرجوب بعد منعه من الخطابة إلا صفعة وجهت بتركيز على وجه فتح وأسيادها.

وبعد ذلك بدأت الحماقات تُرتكب، وبدأت السجون تمتلئ بكل من دخل المسجد وصلى الجمعة في بلدة دورا جنوب الخليل، وطالت الأصفاد كل من كره ظلم فتح وأجهزتها الواهية حتى دخل سجونها أكثر من مئة شاب ومسن زوراً وبهتانا واستدعي العشرات خوفاً من عودة المارد الحمساوي.

والعود أحمد

وقبل أن تجف دماء ضباط الشرطة الصهاينة بالقرب من مستوطنة حاجاي، وحتى قبل أن يجف حبر قرار سلطات الاحتلال بفتح الحرم الإبراهيمي أمام المغتصبين على مدار الساعة يومياً في ذكرى مجزرته، وقبل أن تستعد السلطة لإعلان الخليلمدينة خالية من التمرد القسامي، دوّت طلقات الرصاص مخترقة أجساد الغاصبين الأكثر تطرفاً في الضفة.

بل من الممكن القول إن القسام عاد لينتصر للمقدسات والمظلومين، لمقدسات ونواب القدس والخليل، ولمقهوري الضفة في كل القرى والبلدات والمخيمات، وحتى لخالد الجعبري ذاك الطفل الذي بكى والده على شاشات التلفزة وأدمَعَ الأعين وهو يناديه بعد اعتقاله من قبل حرس مستوطنة كريات أربع.. اليوم غُمر تجبّرها تحت أسطورة المقاومة صارخاً بل يائساً.

أما القلة القليلة التي دانت الهجوم ووعدت بعدم تكراره فكانت ابتسامات أهالي الخليل بل كل فلسطين رداً عفوياً على خيانتها الصارخة، فتقول أم حمزة من المدينة:" لم أشعر بمثل هذه الفرحة منذ وقت طويل، أحسست وكأن الزمن الجميل عاد للضفة وعاد المقاومون يرفعون شأننا بدلا ممن يدفنونه تحت الأرض بمفاوضاتهم".

أما الحاج أبو يحيى من بلدة دورا جنوب الخليل فيضيف:" والله لو وجدت كنزاً ثمينا لما عادلت فرحتي ما أشعر به بعد العملية، وكأنها أعادت النبض إلى قلوبنا"، ويتابع نجله محمد:" كل ما يحدث في الخليل يؤكد على جاهزية المقاومة وفشل كل خطط التنسيق الأمني وخذلان السلطة بأجهزتها.. الخليل مدينة الحماس كانت وما زالت وستبقى".

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00