نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمراسلها أنشيل بيفر، يتحدث فيه عن مؤتمر وارسو، الذي رعته الولايات المتحدة على مدى يومين في المدينة البولندية.
ويشير التقرير إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قبل ركوبه الطائرة يوم الثلاثاء إلى وارسو، فأجاب ردا على سؤال: ماذا يمكنه أن يحقق من القمة، قائلا دون تفكير: "القمة ستحدث"، ثم مضى مقدما إجابة مفصلة.
ويعلق بيفر قائلا، إن "إجابته الأولى كانت أكثر دقة، فمن المنظور الإسرائيلي، فإن جلوس نتنياهو مع ممثلين عرب بارزين، بينهم وزير الدولة السعودية عادل الجبير، الذي لا تقيم دولته علاقة دبلوماسية مع إسرائيل، كان إنجازا كبيرا".
وتلفت الصحيفة إلى أنه عندما بدأ المؤتمر، فإن نتنياهو جلس إلى جانب وزير الخارجية اليمني، الذي لا تتعامل إسرائيل مع بلاده بشكل مفتوح، وتحدث الرجلان معاً، وتساعدا على تشغيل مايكروفون فيه مشكلة، وكأنهما يقومان بعمل دبلوماسي.
ويستدرك التقرير بأنه رغم إقامة إسرائيل، وعلى مدى السبعة عقود الماضية من وجودها، علاقات سرية وعلى مستويات عدة مع العالم العربي، باستثناء الأردن ومصر، اللتين تقيمان علاقات دبلوماسية طبيعية مع الدولة اليهودية، ورغم عدم حل القضية الفلسطينية، إلا أن القادة العرب يجلسون اليوم مع الإسرائيليين.
وينوه الكاتب إلى أن التقارب غير المسبوق بين إسرائيل والدول العربية وراءه سبب، فالموضوع الرئيسي لقمة وارسو هو التعامل مع إيران، وفي هذا الموضوع يمكن لإسرائيل والأنظمة العربية التعاون، وكلهم يرون إيران تهديدا للاستقرار الإقليمي.
وتفيد الصحيفة بأن هناك دولا غربية لم تكن راضية عن المناخ في المؤتمر، خاصة أنها كانت تأمل في انقاذ الاتفاقية النووية التي وقعتها إدارة باراك أوباما ودول أخرى، التي تخلت عنها إدارة دونالد ترامب العام الماضي، لافتة إلى أنه باستثناء بريطانيا، التي أرسلت وزير خارجيتها جيرمي هانت، فإن الدول الأخرى اكتفت بإرسال ممثلين من مستويات دنيا.
وبحسب التقرير، فإن هذا لم يؤد إلى خفوت حماس الأمريكيين والإسرائيليين، وقال وزير الخارجية قبل لقاء مايك بومبيو مع نتنياهو، إنه لا يمكن تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط دون مواجهة إيران، مشيرا إلى أنه رغم أن هذا ليس موقف الدول الغربية الأخرى، إلا أنه كان انتصارا لنتنياهو.
ويقول بيفر إن الدبلوماسية الغربية كانت تقوم على أنه لا يمكن التقدم في ملفات الشرق الأوسط دون الفلسطينيين، إلا أن إدارة ترامب تتبنى الموقف ذاته لمواجهة إيران.
وتذكر الصحيفة أن الفلسطينيين كانوا غائبين عن القمة، وقاطعوا منذ أكثر من عام الأمريكيين، بعد قرار ترامب نقل السفارة الامريكية إلى القدس، والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، لافتة إلى أنه لم يتم ذكرهم في الخطابات باستثناء الوعود التي قدمتها إدارة ترامب، وبأنها ستقدم خطتها للسلام بعد الانتخابات الإسرائيلية في نيسان/ أبريل المقبل، وهي الخطة التي يرفضها الفلسطينيون لتحيزها مع إسرائيل.
ويذهب التقرير إلى أن المؤتمر لن يغير الكثير من الأمور حول إيران، فخطوط القتال قد رسمت، فهناك إسرائيل والولايات المتحدة والدول العربية من جهة، وعلى الجهة الثانية الرئيس حسن روحاني، الذي التقى مع الرئيسين التركي والروسي في سوتشي.
وتختم "التايمز" تقريرها بالقول، إن الخاسر الأكبر هم الفلسطينيون الذين لم يعودوا على الأجندة الدولية