قائمة الموقع

نتنياهو يُعلي أسهمه الانتخابية بشراء التطبيع

2019-02-18T09:29:00+02:00
نتنياهو يُعلي أسهمه الانتخابية بشراء التطبيع
غزة-محمود فودة

تعمد رئيس حكومة الاحتلال (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو الترويج لمؤتمر وارسو الذي جمعه بالعرب على طاولة التحالف ضد إيران، في لقاء رسمي ومعلن بمشاركة شخصيات دبلوماسية من دول عربية وازنة، في وقت حساس لنتنياهو قبيل انتخابات "الكنيست" في ابريل المقبل.

ووجد نتنياهو ضآلته في التطبيع، كمضاد للهجمات التي يتعرض لها من خصومه السياسيين في (إسرائيل) في ظل التعثر الذي أصابه في ملفات سياسية وامنية هامة كالتعامل مع قطاع غزة، وملف حزب الله والتمدد الإيراني وغيرها.

مؤتمر "وارسو" الذي دعت له الولايات المتحدة الأمريكية وعقد على مدار يومين، شارك فيه أكثر من (40) دولة، بينهما (12) عربية أبرزها السعودية والإمارات اللتان شاركتا بوزيري خارجيتهما جنبا إلى جنب مع رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو، في أول لقاء تطبيعي رسمي على هذا المستوى، بالإضافة لمصر والأردن وعُمان والكويت.

وظهر نتنياهو في "وارسو" وقد جلس بمحاذاة وزير خارجية اليمن والسفير السعودي في واشنطن، وعقد اجتماعا على انفراد مع يوسف بن علوي بن عبد الله، وزير خارجية عُمان، التي زارها نتنياهو العام الماضي.

من جهته اعتبر نتنياهو، أن المؤتمر يمهد إلى "وحدة الموقف" بين إسرائيل ودول عربية، وأن العشاء الافتتاحي للمؤتمر شكل "منعطفا تاريخيا" في العلاقات بين دول المنطقة، قائلا "أعتقد أن هذا يدل على تغيير وتفهم مهم لما يهدد مستقبلنا وما نحتاج إليه لضمان أمنه، وإمكانية التعاون ستتوسع إلى أبعد من الأمن لتشمل كل جوانب الحياة".

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقطع فيديو مسرب عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ظهر فيه وزراء خارجية 3 دول عربية خليجية "يدافعون عن إسرائيل" ويهاجمون إيران، فيما يمثل الفيديو -الذي يقال إن مكتب نتنياهو أرسله لعدد من الصحفيين الإسرائيليين-جزءًا من حلقة نقاش مغلقة على هامش افتتاح مؤتمر الشرق الأوسط في وارسو ببولندا.

وثمة من يرى أن تأثير التطبيع على أرض الواقع ما زال ضعيفا، وهذا جزء مما جاء في موقع "تايمز أوف إسرائيل"، الذي نشر على لسان الصحفي رفائيل أهرين -الذي رافق نتنياهو في زيارته إلى وارسو-مقالًا لخص فيه ميزان الربح والخسارة لتلك الزيارة.

ودعا الصحفي إلى عدم الإفراط في التفاؤل بشأن فرص التطبيع السريع بين إسرائيل والعرب، قائلا "في النهاية، باستثناء وزير الخارجية العُماني، ترك نتنياهو المؤتمر دون لقاء مصور مع أي من القادة العرب الذين يصرون على أنهم لم يعودوا يهتمون بعلاقات مع إسرائيل، سرًا أو علانية. كانت وارسو بالتأكيد خطوة إلى الأمام في التقارب البطيء لإسرائيل مع العالم العربي، لكن "البطء" هي الكلمة المفتاح هنا".

وفي التعقيب على ذلك، قال الدبلوماسي الفلسطيني السابق محمود العجرمي إن نتنياهو يستغل حالة التدهور الحاصلة في الموقف العربي من خلال تأكيد العلاقات مع الاحتلال (الإسرائيلي)، في تقوية موقفه أمام جمهوره الداخلي، بأن الرجل القوي الذي يحقق إنجازات استراتيجية لصالح الدولة، وينبغي تجديد الثقة له في الانتخابات المقبلة.

وأضاف العجرمي في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن اللقاء الرسمي الذي عقد في وارسو بحضور شخصيات عربية مع نتنياهو تمثل تطورا ملحوظا في اتجاه التطبيع مع الاحتلال، ليصبح أكثر علانية تحت مظلات وهمية كمواجهة إيران، أو ملفات اقتصادية وأمنية أخرى.

ويتصدّر حزب "الليكود" اليميني الإسرائيلي، الذي يتزعّمه نتنياهو، استطلاعات الرأي العام في "إسرائيل"، مع اقتراب الانتخابات المُبكّرة في التاسع من أبريل المقبل، وأكدت قناة "كان" العبرية أنه في حال جرت الانتخابات الآن، فإن "الليكود" يحصل على 31 مقعداً في الكنيست المؤلّف من 120 مقعداً، ويحل ثانياً حزب "مناعة لإسرائيل" بزعامة رئيس أركان الجيش السابق، بيني غانتس، الذي يحصل على 15 مقعداً.

اخبار ذات صلة