لم يتردد عدد من قيادات ومؤسسي السلطة الفلسطينية عن اتهام محمود عباس بتضييع القضية الفلسطينية وتمرير صفقة القرن، والعمل على ترجمة مخططات سابقة مع رؤوساء وزراء "إسرائيل" من بينها ما عرف بخطة شارون، وذلك خلال تصريحات وحوارات مختلفة أجرتها "الرسالة نت" معهم خلال الفترات القليلة الماضية.
حسن عصفور أبرز مؤسسي السلطة ومنسق دائرة المفاوضات السابق، كان في طليعة المنتقدين لعباس، إذ أكدّ أنه يعمل على تمرير خطة شارون الرامية بفصل غزة عن الضفة.
وقال عصفور في مقابلة سابقة مع "الرسالة نت"، إنّ اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات وتنصيب عباس كان جزءًا من مخطط شارون، وتمهيدا حقيقيا للبدء في تنفيذها.
ولفت إلى خطاب بوش عام 2002 الذي وعد به بتنفيذ حل الدولتين، "لكن الشعب الفلسطيني يريد قيادة أفضل من الحالية، وهو الخطاب الذي وصفته بخطاب تصفية ياسر عرفات"، حسب قول عصفور.
وتابع بالقول: "بعد شهرين فقط تم فرضه رئيسا للوزراء، وقد حاولنا بكل جهدنا معارضة هذه الخطوة، غير أن أبو عمار لم يستطع ان يقاوم أكثر هذه الضغوط".
وأشار عصفور إلى أنه :"من المهم العودة لنصّ خطاب شارون عندما تولى عباس رئاسة السلطة عام 2005 حيث وصف ذلك اليوم بـ"التاريخي".
واضاف: "كل هذه الشواهد كافية ليفهم الشعب الفلسطيني من هو محمود عباس"، مشيرا إلى أن عباس رفض مقترحا من اولمرت باستئناف المفاوضات مقابل منحه 94% من الضفة وبعض الاحياء في القدس العربية؛ لكنه رفض بعد اتصال من كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الإميركية آنذاك، وقال إن امريكا مصممة على حل يتطابق مع الرؤية التوراتية.
وجدد عصفور تأكيده أنه لا يوجد مصالحة في عهد محمود عباس؛ "لأن مشروعه هو خدمة المشروع التهويدي واستكمال خطة شارون".
متآمر بالتخلص من عرفات
أما بسام أبو شريف مستشار الرئيس الراحل ياسر عرفات، فهو الآخر، قال إن على رئيس السلطة محمود عباس "أبو مازن" أن يرحل؛ "لأنه يقف في معاداة الشعب الفلسطيني جنباً الى جنب مع الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف أبو شريف في مقابلة سابقة لـ"الرسالة نت"، أنه "لا أحد يستطيع أن يفرض على أبو مازن رأيه، لكنْ إذا كانت هذه اراء أبو مازن فهور حتما يقف في معاداة الشعب الفلسطيني جنباً الى جنب مع الاحتلال (الإسرائيلي) وعليه أن يرحل".
ولفت إلى أنّ شارون عندما قرر اغتيال عرفات بدأ البحث عن قيادة بديلة للتفاوض والاتفاق معها، فشرع بالاتصال على عباس وآخرين، "ولدي محضر لإحدى هذه الجلسات سأنشرها قريبًا في كتاب سيصدر عني".
وذكر أن شارون قال وفق محضر الاجتماع "لا بد من التخلص من عرفات، فكان جواب عباس أنه لا داعي لهذه الطريقة؛ لكن يجب أن تعطينا وقتًا لنزع صلاحيات عرفات الأمنية والمالية والسياسية".
وأضاف أبو شريف أن شارون رد على عباس، أنه "لو نزعتم كل صلاحيات عرفات، فطالما بقي حي سيكون صاحب القرار الإرهابي وهو رأس الارهاب، وهو من يعطي الموافقة على عمليات حماس، لذا يجب التخلص منه، فيما التزم عباس الصمت".
وأشار أبو شريف إلى أن شارون أعلن بشكل واضح رغبته في تصفية عرفات وتشكيل قيادة بديلة، ووعد أنه سيبدأ بالتفاوض مع هذه القيادة وتقديم تنازلات مؤلمة في حال توقفت العمليات، "ومن هنا بدأ عباس بالتنسيق الأمني لمنع العمليات استجابة لوعد شارون".
ملتزم بصفقة القرن
من جهته، قال القيادي في حركة "فتح" حسام خضر إن "أكثر شخص ملتزم بتطبيق صفقة القرن هو رئيس سلطة رام الله محمود عباس، وكل خطواته واجراءاته تهدف لفصل الضفة عن غزة".
وذكر خضر في تصريح سابق لـ"الرسالة نت": أنّ محمود عباس يتحمل المسؤولية في استمرار الانقسام بشقيه الوطني والفتحاوي الداخلي.
وأضاف أن عباس يتحمل مسؤولية استمرار الانقسام الوطني، كونه لم يبادر أساسا بزيارة غزة او تقديم اليات لاخراج الشعب من واقع الانقسام.
وذكر أن عباس يتحمل كذلك مسؤولية اتساع الهوة بين الكوادر في تياري الحركة سواء التيار الذي يقوده او تيار دحلان، كونه رئيسًا للحركة.
وتابع: "لا أنكر ان عباس متفرد في القرار اكثر من عرفات".
ودعت فصائل العمل السياسي والوطني الفلسطيني، جماهير شعبنا لانتفاضة غضب يوم غد الاحد تنديدا بسلوك عباس، ومطالبة برحيله عن المشهد السياسي بكامله.
وكان عباس قد أعلن مسؤوليته عن قرارات تتعلق بقطع رواتب الموظفين وقطع التحويلات الطبية وغيرها من القرارات التي أدّت لتدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع.
وحملت المنظمة العربية لحقوق الانسان في لندن، السلطة مسؤولية ما سمتها بـ"جرائم الإبادة" التي ترتكبها بحق 2 مليون مواطن فلسطيني بالقطاع، يعانون جراء قراراتها الأخيرة التي باتت تمس أدنى حقوقهم الإنسانية والمعيشية.