قال مركز دراسات إسرائيلي إن "الحصاد السنوي للهجمات الفلسطينية للعام 2018 يشير إلى بروز ظاهرتين جديدتين، أولاهما في قطاع غزة عبر الهجمات المسلحة التي أعقبت ثلاث سنوات من الهدوء النسبي منذ انتهاء حرب غزة الأخيرة "الجرف الصامد" 2014، وتمثلت بسقوط 1119 قذيفة صاروخية داخل المناطق الإسرائيلية، وهو العدد الأكبر للقذائف الصاروخية التي سقطت خلال العقد الأخير باستثناء يوميات الحرب".
وأضاف مركز تراث الاستخبارات "الإسرائيلية" أن "الظاهرة الثانية تمثلت بما شهدته الضفة الغربية من سلسلة من العمليات الشعبية من خلال مظاهر عديدة أهمها: عمليات الطعن بالسكاكين، والدعس بالسيارات، وإطلاق النار".
وأوضح أنه "منذ تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005 تشهد الهجمات تراجعا تدريجيا، لكن العام 2018 شهد ارتفاعا واضحا فيها، مع أن هذا العام شهد أكبر عدد من الإحباطات الإسرائيلية والاعتقالات بصفوف الفلسطينيين، حيث أحبط جهاز الأمن الشاباك قرابة 480 هجوما فلسطينيا، بمعنى إحباط تسع هجمات أمام كل هجوم ينجح على الأرض، وهذا العدد يشير إلى معدلات عالية من دوافع الفلسطينيين لتنفيذ الهجمات".
وأشار إلى أنه "فيما سعت حماس لتنفيذ عمليات نوعية منتقاة ضد الجيش" الإسرائيلي" لتحقيق أهداف تتعلق برفع الحصار المفروض على غزة، وفتح المعابر، دون اندلاع حرب شاملة، فإن الضفة الغربية شهدت دعم السلطة الفلسطينية للمقاومة الشعبية، دون تمكين حماس من الإمساك بزمام المبادرة، وتحويلها لطابع عسكري، بما قد يؤدي لتثوير الشارع الفلسطيني ضد إسرائيل من جهة، ويزعزع استقرار السلطة الفلسطينية من جهة أخرى".
وسردت الدراسة بعض المعطيات الإحصائية، جاء فيها أن "العام 2018 شهد تنفيذ قرابة 55 هجوما مقابل 82 للعام 2017، وفيما شهد العام المنصرم مقتل 12 إسرائيليا، فقد قتل 18 في العام 2017، كما يمكن تقسيم العمليات التي شهدها العام 2018 في الضفة الغربية على النحو التالي: 22 عملية طعن مقابل 46 في 2017، إطلاق نار 13 مقابل 20 في 2017، الدعس بالسيارات 13 عملية مقابل 10 في 2017".
وأكدت أن "العام 2018 شهد تنفيذ سلسلة هجمات مسلحة بإطلاق النار ذات طابع عسكري تقف خلفها تنظيمات فلسطينية، وأبدى المنفذون قوة لافتة في مهاجمة الأهداف الإسرائيلية، وحظوا بمساعدة محيطة بعد انسحابهم من أمكنة العمليات بدليل بقائهم مختفين عن أنظار الجيش الإسرائيلي فترة طويلة نسبيا، فيما سارعت حماس في جميع هذه الهجمات لمباركتها على الفور".
وأشار إلى أنه في الوقت ذاته "لم تتمكن حماس من إخراج العمليات العسكرية بصورة كبيرة في الضفة الغربية، سواء من خلال التحريض الإعلامي والدعائي، أو تشكيل الخلايا المنظمة، والسبب في ذلك حالة الملاحقة الأمنية المكثفة التي ينفذها الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية، وبجانبها السلطة الفلسطينية".
وأكد أنه "كان لافتا عدم انخراط الفلسطينيين بالضفة الغربية في مسيرات العودة التي شهدها قطاع غزة، أو أحداث نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، في حين أن قضية داخلية مثل قانون الضمان الاجتماعي دفعت بالفلسطينيين إلى التظاهر، والخروج إلى الشوارع".
وختمت الدراسة بالقول إن "نجاح المسلحين الفلسطينيين في الانسحاب من ساحة الهجمات، وبقائهم لعدة أسابيع أو أشهر، دون نجاح الجيش الإسرائيلي في إلقاء القبض عليهم، يعني أن هناك نوعا من الدعم الجماهيري والحاضنة الشعبية المتوفرة في الضفة الغربية لتأييد هذه العمليات، ما يساعد المنفذين في التخفي عن عيون أجهزة الأمن الإسرائيلية والفلسطينية، وتحولهم إلى نماذج قابلة للمحاكاة والتمجيد".