أثار فتح باب مصلى باب الرحمة غضبًا منقطع النظير في صفوف المتطرفين اليهود الذين حملوا حكومتهم المسؤولية بسبب تهاونها في قمع المتظاهرين المقدسيين من وجهة نظرهم.
وقال الناطق باسم "جماعات المعبد"، ابراهام بلوخ، على حسابه على "الفيسبوك"، إن ما جرى الجمعة الماضية بالسماح للمسلمين الدخول إلى مصلى باب الرحمة، أفشل وهدم ما بناه قائد الشرطة السابق "يوارم هليفي" من قمع وسيطرة على المسجد الأقصى وردع الفلسطينيين خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
ومن جهة أخرى فقد تزايدت وتيرة الاعتقالات في صفوف المقدسيين وخدام الأقصى منذ الجمعة الماضية، حيث أفادت مصادر فلسطينية، أمس الأحد، إن قوات الاحتلال الإسرائيلية اعتقلت رئيس مجلس الأوقاف الأعلى في القدس الشيخ عبد العظيم سلهب، من منزله وذلك بعد يومين من فتح مجلس الأوقاف الأعلى في القدس لباب مصلى مجلس الرحمة المغلق بقرار من الشرطة الإسرائيلية منذ عام 2003.
وقال أمجد أبو عصب رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين أن الاعتقالات في صفوف المقدسيين وصلت إلى نحو 100 مقدسي في أعقاب الأحداث التي شهدها المسجد الأقصى المبارك، احتجاجًا على إغلاق مصلى باب الرحمة، بالإضافة إلى أن الاحتلال أقدم على ابعاد ثلاثة من حراس الأقصى عن القدس لثلاثة أشهر بالإضافة إلى دفع كفالات مالية.
ولعل هذا التخوف الإسرائيلي الحادث يوم الجمعة الماضية يقتل المخطط الإسرائيلي الاستيطاني في باب الرحمة ويعيده إلى نقطة البداية وهو ما لم يكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد أخذه بالحسبان.
كما يقول الدكتور جمال عمرو الناشط بقضايا القدس والذي تعرض للاعتقال يوم السبت الماضي على خلفية المشاركة في هبة باب الرحمة.
ويضيف للرسالة:" الاحتلال لا يفصح عن أهدافه، فهو على مر سنوات طويلة اقتحم مقبرة باب الرحمة وقام بأعمال تجريف وبنى تحتيه بغرض تحويل باب الرحمة إلى كنيس في الوقت المناسب مستندا إلى خزعبلات وثنية لا توجد في أي ديانة سماوية وكل ذلك لأهداف انتخابية يريد نتنياهو تحقيقها عن طريق هذا المخطط الاستيطاني، وكل ذلك على حد تعبير عمرو بالتوازي مع موجة التطبيع العربي التي شجعت نتنياهو للمضي قدما في طريقه.
ولفت عمرو إلى دور أهالي القدس أوقف كل مخططات الاحتلال التي استمرت لستة عشر سنة وكانت تسير بوتيرة منتظمة حتى تنبأ أهل القدس لحجم الخطر والخديعة التي يتعرضون لها تدريجيا واقتحموا الأقفال وكسروها وأثبتوا خديعة الرواية الإسرائيلية.
ويتوقع بأن (إسرائيل) لن تلتزم الصمت وستظل تعكر على المصليين والمرابطين انتقاما ولكنه أيضا يقول: ان هذا النصر أتى في ظل حملات تطبيعيه وهزيمة عربية فبالتالي هو رفع للمعنويات العربية بشكل أو بآخر لا نملك أمامه إلا التفاؤل، مضيفا: وسيبقى مصلى باب الرحمة مفتوحا.
وقال وزير شؤون القدس في الحكومة الفلسطينية عدنان الحسيني معلقا على أحداث الجمعة في باب الرحمة: "يبدو أنه لم يرق لـ(إسرائيل) ما جرى يوم الجمعة من افتتاح مصلى باب الرحمة، رغم أن العملية جرت بهدوء تام". وأظهرت لقطات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي عملية الاعتقال الهمجية التي قام بها الاحتلال في صفوف المقدسيين.
وفي ذات السياق قال الباحث المقدسي رضوان عمرو الذي أبعد عن الأقصى صباح الأحد متحدثا عبر صفحته في فيس بوك تعقيبا على قرار المحكمة المركزية التي أعلنت أنه لا وجود لأي مستند قانوني يتيح للاحتلال اغلاق باب الرحمة، مقدرا دور المحاميين الذين تقدموا الى المحكمة بالبحث عن أي قرار يتيح اغلاق البوابة ومنهم محامي الشيخ رائد صلاح خالد زبارقة والذي أكد عدم وجود ذريعة قانونية لإغلاقه منذ عام 2003.
ويضيف عمرو: ستة عشر عاما من تخويف الشرطة وتهويل وخزعبلات إسرائيلية وكل ذلك بذريعة وجود قرارات قانونية وتبين أن جميعها كذب من القضاء الإسرائيلي، وفي النهاية كل ذلك انتهى إلى غير رجعه (..) إن كانت المشكلة بالأبواب والأقفال خذوها واتركوا الأبواب مفتوحة".
أما بالنسبة للمعتقلين وبناء على قول عمرو بعد تواصله مع المحاميين فإنه أكد على عدم وجود ذريعة حسب القانون لاستمرار اعتقالهم ويتوقع الافراج عنهم قريبا.
وقد أصدرت الشرطة الإسرائيلية الليلة الماضية بيانا قالت فيه إنها ستعتقل كل من شارك في خرق قرار حظر فتح مصلى باب الرحمة.