تكثر حول البيض تحذيرات كثيرة بادعاء احتوائه على كمية كبيرة من الكولسترول، الذي يرفع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، غير أن حقيقة البيض في واقع الأمر أفضل من ذلك.
ويرى البروفيسور بيرتهولد كوليتسكو أن بيض الدجاج يحتوي بالفعل على كمية كبيرة من الكولسترول تبلغ 400 مليغرام في المتوسط، إلا أن هذه الكمية لا تبقى جميعها في الجسم.
وأوضح أخصائي التغذية العلاجية الألماني أن ثلث الكولسترول الذي يترسب في الأوعية الدموية يأتي من النظام الغذائي، في حين أن الثلثين المتبقيين ينتجهما الجسم بنفسه، وهو ما يثبت أن بيض الدجاج يؤثر على أيض الكولسترول بدرجة أقل بكثير مما يعتقده الكثيرون.
ومن جانبها تنصح خبيرة التغذية الألمانية آنتيه جال بتناول البيض باعتدال، موضحة أن الكمية الصحيحة هي ثلاث بيضات في الأسبوع، بما في ذلك البيض الذي يدخل في تحضير الأطعمة أيضا مثل الخبز والكعك والمكرونة والصوص والمايونيز.
أما خبيرة التغذية الألمانية داجمار فون كرام فتنصح الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم أو من مشاكل في القلب، بعدم تجاوز حد الثلاث بيضات في الأسبوع أبدا. وفي بعض الحالات قد يكون من المفيد التخلي عن تناول البيض نهائيا.
في حين يمكن للأصحاء نظريا تناول بيضة أو بيضتين في اليوم، لكن بشرط المواظبة على ممارسة الأنشطة الحركية وإتباع نظام غذائي متوازن يقوم على الفواكه والخضروات.
وأشارت جال إلى أن البيض يزخر بفيتامينات مهمة مثل فيتامين "أ"، كما أنه غني بالمعادن كالحديد والفوسفور والزنك واليود، بالإضافة إلى البروتين عالي الجودة المهم جدا للرياضيين بصفة خاصة.
كما يحتوي البيض على مادة "الليسيثين" المهمة للجهاز العصبي، وهو ما يفسر أهميته لكبار السن بصفة خاصة، فضلا عن سهولة مضغه مقارنة باللحوم -على سبيل المثال- ومحتواه العالي من البروتين، والذي يعوض نقص البروتين عند كبار السن بسبب ضعف الشهية لديهم.
وتتوقف فائدة البيض للجسم أو ضرره على طريقة التحضير، فعلى سبيل المثال يتسبب تحضير البيض بمواد دهنية في رفع مستوى الكولسترول في الدم بشكل إضافي.
لذا ينصح كوليتسكو بتحضير البيض بطريقة صحية باستخدام الدهون غير المشبعة كالزيوت النباتية مثلا. ومن المهم أيضا طهي البيض جيدا للقضاء على بكتيريا السالمونيلا الضارة أو أي جراثيم أخرى.
وهناك أيضا أنواع أخرى من البيض مثل بيض البط والإوز، وهي ذات محتوى دهني أعلى من بيض الدجاج. ولأن بيض البط والإوز خاصة يمكن أن يحتوي على السالمونيلا وجراثيم أخرى، لذا يجب طهوه جيدا قبل الأكل ولمدة 10 دقائق على الأقل، ولا يجوز أبدا تناوله نيئا.
المصدر: الألمانية