نظرت من حولي كثيرا وأن أفكر في الكتابة فوجدت تشابكا في الموضوعات وكثرة للقضايا المثارة وشدتني في يوم المرأة العالمي في الثامن من آذار تلك المرأة التي مثلت نموذجا للمرأة الفلسطينية المتجسدة في التاريخ الفلسطيني حاضره وماضيه، المرأة التي باعت الدنيا وزينتها من أجل أن تكون النواة الصلبة للقضية الفلسطينية والداعم الأهم في صمود الشعب الفلسطيني ومعاونته على مقاومة المحتل والعمل على تحرير الأرض، فكانت نموذجا للمرأة في كل أنحاء العالم.
سهير البرغوثي هذه المرأة التي قدمت زوجا أسيرا وأولادا شهداء ومعتقلون في معتقلات الاحتلال الصهيوني والتي أفرج عنها قبل عدة أيام من معتقلات الاحتلال انتقاما منها ومن عائلتها التي كبدت الاحتلال قتلا وقهرا وتعذيبا.
هذه السيدة الصابرة المحتسبة لم تهتز لها شعرة عندما استشهد نجلها صالح بل استقبلت خبر استشهاده بصبر وشجاعة لأن نجلها حقق ما تمنى وسار على ما تربى وما عملته له والدته والتي آمنت أن الاعمار بيد الله وأن الشهادة اختيار من الله وأن البطولة تصنع على أيد تؤمن بالمجد والكرامة وتعيش عليها.
أليست سهير البرغوثي هي المرأة النموذج لنساء فلسطين على شجاعتها وتربيتها وصبرها وتحملها العناء والقهر الذي حاول الاحتلال فرضه عليها ولكنها هي من قهرته وأذلته وأثبتت أنها أقوى منه مهما فعل.
المرأة الفلسطينية هي من وقفت مع الرجل في كل الميادين وأضافت تربية لجيل فلسطين الذي آمن بحقه في أرضه وحقه بالدفاع عنها وحمايتها من العدوان، أليست هي من تخرج مع زوجها تحمل معه الفأس لفلاحة الأرض والمنجل للحصيد وطفلها على ثديها ترضعه الكرامة وتربيه على الشهامة وتزرع فيه أن هذه أرضك عرضك شرفك فلا تخنها.
المرأة الفلسطينية باعت مصاغها عندما احتاجته فلسطين كي يشتري زوجها بندقية أو عدة طلقات من أجل البندقية بل وخرجت تحمل بندقيتها كما كل الرجال دفاعا ونصرة لدينها وأرضها قدمت كل ما تملك حتى نفسها ولم تبخل.
هذه هي المرأة التي نفخر بها في كل الميادين فكانت الحارثة والمضحية والمتعلمة والمعلمة والملهمة ولم تترك ميدانا إلا كانت فيه علما رفرافا فحق لها أن نبجلها ونوقرها ونؤمن أنها كما الرجل لا فرق بل أوقاتا كثيرة فاقت الكثير من الرجال.
نعم النساء نساء فلسطين فلا زلنا على العهد والقسم منذ القدم وحتى يومنا هذا لم يبخلن لا بجهد ولا بمال وضربن مثالا حيا على التضحية والعطاء وقدمن أنفسهن فداء للوطن ودفعن بأزواجهن للميادين وهن يعلمن أنهم لن يعودوا الا شهداء أو يعتقلوا عشرات السنوات وعلمن أولادهن على التضحية والشهادة لأنهن يؤمن بأن الوطن والأرض والكرامة لها ثمن وهذا الثمن لن يكون إلا بالدماء والشهداء وعذابات المعتقلات فقدمنا كل ذلك عن رضى وطيب نفس.
في يوم المرأة العالمي نفخر بالمرأة الفلسطينية ونعتز، المرأة الحرة الكريمة التي آمنت أن المحتل لا يمكن أن تقر له عين على أرض فلسطين، وأن فلسطين لا يمكن التفريط بها، وهي أرض مباركة وتحريرها يحتاج إلى دماء مباركة وأثمان لا يتحملها الكثيرون فحملتها.