توعد جيش الاحتلال "الإسرائيلي، مساء اليوم الخميس، برد قاس على عملية إطلاق صاروخين من غزة سقط أحدهما في مدينة تل الربيع المحتلة، إذ يعتبر استهداف المدينة التي تبعد قرابة الـ 70 كلم عن قطاع غزة الأول منذ عدوان عام 2014.
وفور إعلان الاحتلال، نفت فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس وسرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مسؤوليتهما عن إطلاق الصواريخ، لا سيما أن الحادثة تأتي في ظل زيارة الوفد المصري لغزة الذي يلعب دور الوسيط الراعي لمباحثات التهدئة بين غزة والاحتلال.
ولم تتنصل وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة من مسؤوليتها في حفظ الأمن، إذ أعلنت أنها تتابع إطلاق صواريخ من القطاع "خارج الإجماع الوطني والفصائلي وقالت في بيان لها ""ستتخذ إجراءاتها بحق المخالفين"
احتمالات الرد
وفي ذات السياق، يرى محمود مرداوي المختص في الشأن "الإسرائيلي"، أن نتنياهو رئيس وزراء حكومة الاحتلال، لا يملك خياراً إلا الرد، على عملية سقوط الصواريخ على قلب دولة الاحتلال (تل أبيب).
وقال في تغريدة له عبر الفيس بوك إن "نتنياهو الأن بين حاجته الملحة للرد وأن يصل حد الحرب مسافة واسعة، هذا مرتبط بالرد والرد المقابل عليه، ولربما هذه الليلة يستطيع تحقيق التوازن في الرغبة الجامحة لدى الجمهور الصهيوني والأحزاب المتربصة له من اليمين والوسط واليسار قبيل الانتخابات".
وأشار مرداوي إلى أن الظروف لا تسمح باندلاع حرب، ولا رغبة في دخولها، ولطالما لم يثبت أن حركة "حماس" من خلف إطلاق الصواريخ فالأمور تحت السيطرة، وليس العكس.
وتابع: "فلا داعي للمبالغة والتهييج، الظروف تقتضي الحيطة والحذر الشديدين للمقاومة وقيادتها، دون الدخول شعبياً في حالة من التوتر والإرباك".
معضلة حقيقة لنتنياهو
في حين رأى الباحث في الشأن "الإسرائيلي" مؤمن مقداد، أن بنيامين نتنياهو الأن في معضلة حقيقة ولن يفلت من تنفيذ رد مختلف ضد غزة وإلا ستطول قائمة فشله أمام الجمهور "الإسرائيلي" وسيخسر المزيد من جمهوره مع اقتراب موعد الانتخابات.
وقال مقداد في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، "في ذات الوقت لو كان بيده بضع خيارات للتفاهم المسبق حول الهدوء مع غزة من خلال الوفد المصري سيكون في وضع حرج الآن من تنفيذها".
فيما، يعتقد المختص في الشأن "الإسرائيلي" خالد النجار، أن قصف "غوش دان" فرصة بحدي السيف، قد تطال رأس نتانياهو وقد تجعله يتربع على ولاية جديدة للحكومة الإسرائيلية.
وقال النجار، :"إطلاق رشقة صاروخية تجاه "غوش دان" أمراً ليس سهلاً في توقيت تتجه فيه الانظار نحو تسوية بين الاحتلال والمقاومة، وتسريبات أخرى تؤكد فشل الوصول إلى تهدئة، الأمر الذي يجعل الجميع في حالة من التيه أمام التقلبات السياسية، وتقلبات المزاج الإسرائيلي الذي يؤكد تمسكه بضرورة إنهاء مسيرات العودة ثم الدخول في مفاوضات ما يسمى بــ "التهدئة".
وأوضح أن العوامل الأكثر حساسية في هذه المرحلة هي التأكيد على قبول التعايش مع سياسة اللا سلم واللا حرب، والتي أصبحت استراتيجية مهمة في متناول الاحتلال، حقق خلالها الالتفاف على أهداف مسيرات العودة وحرف مسارها الحقيقي، ومواصلة حصار غزة، رغم الجهد الكبير الذي تبذله مصر للضغط على الاحتلال بتغيير استراتيجيته الاقتصادية نحو غزة.
وأشار النجار إلى أنه على الوجه الآخر، يرى رئيس الوزراء "الإسرائيلي" نتانياهو، أن الفرصة أصبحت في متناول اليد، ولديه القدرة على استعادة حالة الردع، وتغيير قواعد اللعبة انسجاماً مع تغيير قواعد الاشتباك كرد فعل قد يكون غير مسبوق، للإطاحة بالأحزاب الإسرائيلية اليسارية في الانتخابات الاسرائيلية، ورسالة ساخنة للمقاومة في قطاع غزة.
الاحتلال لا يريد مواجهة
أما المختص في الشأن "الإسرائيلي" ياسر مناع، الذي قال :"إن اتهام إسرائيل، بصورة سريعة ومباشرة لحركة الجهاد الاسلامي بالوقوف وراء إطلاق الصواريخ الليلة نحو تل أبيب، يشير إلى أن الاحتلال غير معني بمواجهة مفتوحة مع غزة، لكنها ستغير من طبيعة الرد المعقول والمنطقي بالنسبة لها، ولن تكتفي باستهداف نقاط الرصد على الحدود.
وأضاف مناع :" أيضًا المقاومة لا تريد التصعيد، وبالإضافة إلى أن قرار الحرب لا يملكه نتنياهو وإذا تم اتخاذ قرار عملية عسكرية تحتاج إلى ساعات أو أيام بالتالي فقدت "إسرائيل" عنصر المفاجأة في الحرب".
وعلى ما يبدو أن الساعات القادمة ستكون حاسمة على صعيد الوضع الميداني في قطاع غزة، خاصة أن موقع "حدشوت24" العبري: قال "في أعقاب إطلاق الصواريخ على (تل أبيب)، الجيش الإسرائيلي يرفع درجة التأهب بغلاف غزة