كشف عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" سهيل الهندي عن تفاصيل متعلقة بمباحثات حركته مع الوسيط المصري، مشيرا الى ثلاثة ملفات تضمنتها اللقاءات الأخيرة التي جرت بين قيادة الحركة والوفد المصري وتلك التي شاركت فيها الفصائل الفلسطينية.
وقال الهندي في حوار خاص بـ"الرسالة" إنّ حركته بانتظار عودة الوسيط المصري للحصول على إجابات بشأن مطالب المقاومة من الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح أن اللقاءات بحثت 3 ملفات وهي "الملف الفلسطيني الداخلي، والعلاقات الثنائية الفلسطينية- المصرية، ومباحثات كسر الحصار".
وفي ملف كسر الحصار، ذكر أن الوسيط المصري الطرف الأكثر تأثيرًا وديناميكية بالتحرك في هذا الملف، إضافة للأمم المتحدة وقطر اللتان تدعمان هذه التفاهمات، مشيرا إلى أن المخابرات المصرية بذلت جهدًا كبيرا من أجل تخفيف حدة الحصار، عبر لقاءات مكوكية أجرتها خلال الأشهر الماضية.
وأكدّ أن الاحتلال لم يلتزم بكثير من هذه التفاهمات ويماطل في تنفيذها لا سيما في تلك القضايا المتعلقة بالجانب الإنساني وعبور المساعدات والسماح بتوسعة مساحة الصيد، "وموقفنا الوطني والفصائلي أننا ملتزمون بهذه التهدئة ما التزم العدو بها، وهو لهذه اللحظة لم يلتزم".
وذكر أن الفصائل قدمت موقفًا مشتركًا خلال مباحثاتها مع الوسيط الذي حضر للقطاع خلال الأيام الماضية، "ومتوقع أن يعود خلال الأيام المقبلة لاستكمال ردود العدو على مطالبنا والاستماع اليها".
معلومات حول تورط مخابرات السلطة بتخريب غزة
وشددّ على موقف المقاومة الرامي بضرورة تحسين الأوضاع الإنسانية في القطاع والتزام الاحتلال بشكل واضح في هذه المباحثات، وضرورة وجود طرف يحمي هذه التفاهمات لا سيما في ظل تجربة الاحتلال القائمة على التنصل منها وعدم انضباطه في تنفيذها.
وأوضح الهندي أن الهدف من هذه المباحثات الوصول لكسر الحصار وتحسين الأوضاع بالقطاع والتخفيف عن كاهل سكانه، في ضوء ما يعانونه من محاولات للتجويع والافقار وقلة العمل.
وشددّ على أن المقاومة لا يمكن ان تتخلى عن اعتبار القضية الفلسطينية قضية وطنية وحماية عناوينها الرئيسية المتمثلة بالأرض وعودة اللاجئين وتحرير القدس، "واي تفاهمات هي استراحة مقاتل ستلتزم بها المقاومة ما التزم بها الاحتلال".
أمّا الملف الثاني المرتبط بتطور العلاقات الفلسطينية المصرية، فذكر أنّ الحركة قطعت شوطًا كبيرا في هذا المجال، وتمثل ذلك بالإفراج عن الشبان الأربعة من السجون المصرية، والتطور الحاصل بالمعبر سواء المتعلق بالتحسن في أعداد المسافرين أو وصول البضائع.
وأكدّ أن مصر تمثل بعدًا قوميا واستراتيجيا للقضية الفلسطينية وهناك مصالح مشتركة تربط الشعبين الفلسطيني والمصري.
وعلى صعيد ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية، جددّ تمسك الحركة بمبدأ تطبيق الاتفاقات السابقة وخاصة تفاهمات 2011 ومخرجات تفاهمات بيروت 2017 القاضية بإصلاح منظمة التحرير وإعادة تفعيلها.
وأوضح أن الحركة رحّبت بضرورة اجراء انتخابات شاملة "رئاسة ومجلسين وطني وتشريعي"، مؤكدًا أن حركته لا ترغب الهيمنة على المشهد السياسي "ونريد مشاركة الجميع والالتزام بنتائج الانتخابات واحترام رغبة الشعب ومن يختاره".
نرحب بإجراء انتخابات شاملة وتطبيق التفاهمات السابقة
وبيّن أن حركة فتح برئيسها محمود عباس قابلت رغبة حركته ودعوتها للمصالحة بتعنت كبير، "لا سيما في ظل ما فرضته من إجراءات انتقامية ممثلة بقطع الرواتب وخصمها وتلك القرارات المتعلقة بالجوانب الحياتية المختلفة وفي مقدمتها الجانب الصحي من تقليص حاد في اعداد التحويلات وتوريد الادوية، كما ألغى التشريعي وأنشأ محكمة دستورية دون توافق في محاولة لتعزيز الانقسام".
وبين ان الحركة طرحت كامل هذه الإجراءات على الوسيط المصري، "الذي بات يشعر باليأس حيال موقف السلطة بالضفة من موضوع المصالحة، ونأمل أن يمارس مزيدا من الضغط عليها لانجاز المصالحة والتفرغ للتصدي لصفقة القرن والتحديات المصيرية التي تواجه القضية الفلسطينية".
ورأى أن السلطة تهدف من خلف إجراءاتها المتتابعة ضد القطاع العمل على تركيعه وفصله عن الضفة وصولا لتصفية القضية الفلسطينية.
مسيرات العودة
وفي غضون ذلك، عرّج عضو المكتب السياسي لحماس على تطورات مسيرة العودة والاستعدادات لإحياء يوم الأرض الذي توافق ذكراه الثلاثين من الشهر الجاري وهو اليوم الذي يوافق الذكرى السنوية الأولى لانطلاق مسيرات العودة، مشيرا إلى أنّ وجود جهود كبيرة تبذل على صعيد الفصائل الفلسطينية ومنظمات المجتمع المدني في مناطق تواجد الشعب الفلسطيني كافة، من أجل احياء فعاليات ذلك اليوم.
وأكدّ أن هذه المسيرات تشكل خيارا لشعبنا وإعلان بتمسكه بالأرض والحقوق، "وسيكون يوم الأرض يوما مشهودًا تحرص الهيئة العليا لمسيرات العودة بعدم إراقة الدماء وإظهار مظلومية الشعب فيه للعلم، والتأكيد على تثبت الشعب بأرضه".
توقعات بعودة الوفد المصري قريبًا للإجابة عن مطالب كسر الحصار
وبيّن أن المسيرات التي انطلقت في الثلاثين من مارس الماضي، حقّقت جملة من أهدافها المرحلية وفي مقدمتها التأكيد على حق العودة وتثبيته، والبدء بتخفيف إجراءات الحصار عن القطاع، ولفت انتباه العالم إلى ما يعانيه 2 مليون فلسطيني من حصار جائر منذ 12 عامًا.
وشدد على أن قرار انطلاق هذه المسيرات حظي بإجماع فلسطيني، "ولا يمكن ايقافها الا بتحقيق أهدافها"، "ولا يملك أي فصيل فلسطيني أن يوقفها منفردًا وهي مستمرة بمعزل عن تقدم التفاهمات؛ لكن وسائلها هي موطن نقاش وبحث دائم من الفصائل وتستخدم بما يوائم مصلحة الشعب الفلسطيني".
الأوضاع الإنسانية بالقطاع
وفيما يتعلق بمحاولات السلطة التخريب في غزة، كشف الهندي عن وجود معلومات حول تورط مخابرات السلطة في محاولة تخريب القطاع واثارة الفوضى به من خلال تسيس المطالب الإنسانية بالقطاع، وابتزاز الموظفين في رواتبهم من اجل تحقيق أهدافه.
وشددّ الهندي على حق أي انسان فلسطيني بالتعبير عن مطالبه الإنسانية والاجتماعية، ضمن ضوابط قانونية تحمي مقدرات الناس من التخريب من ايدي عابثة تسعى للنيل من شعبنا.
وأكدّ الهندي أن تحسين الأوضاع الإنسانية على رأس مطالب الحركة في كل مباحثاتها مع الأطراف المختلفة، وتبذل الغالي والنفيس من أجل تحسينها، "غير أن البعض سعى لاستغلالها وتسيسها للنيل من المقاومة ومن حماس، وكان واضحا ذلك عبر هتافات تطالب برحيل القسام، ظنًا من هذه الأطراف ان المقاومة ضعيفة ويمكنهم الانقضاض عليها".
وشددّ على أنّ المقاومة هي الأولى بمطالب الناس وتسعى بكل ما تملك لتحسين أوضاعهم عبر ما تخوضه من جولات مباحثات مع عديد الأطراف، و"كل عمل سواء كان حكومي او وطني او فصائلي يحتاج الى حالة تقويم مستمرة، ونبذل كل جهد للتخفيف عن الناس".
رسالة ممهورة بالدم
وحول تصاعد الفعل المقاوم بالضفة الذي توج بعملية سلفيت، أكدّ أن العملية كانت بمنزلة رسالة ممهورة بالدم والكرامة، و"هي رسالة أنّ المقاومة مستمرة مهما بلغ ذروة التنسيق الأمني، وأنها قوية وفيها الخير الكثير، وهي من قدمت الكثير من الشهداء وفي القلب منهم عياش والكرمي وطوالبة".
وذكر أن الضفة مخزون استراتيجي للحركة الوطنية ورسالتها ملتهبة ومفادها أن غزة تقف الى جانب الضفة، وأن المقاومة لن تقف مكتوفة الايدي إزاء استباحة القدس والضفة".
وأكدّ ان العملية مثلت رسالة للسلطة بضرورة وقف التنسيق الأمني لا سيما بعد استباحة الاحتلال للضفة بشكل شبه كامل واقتطاعه ما يزيد عن 60% من ارضها بعد 25 عامًا على اتفاق أوسلو المشؤوم، كما أن العملية تراكم العمل البطولي في الضفة.